تُعد الصين واحدة من أكثر الدول التي تجذب السائح العربي والعالمي في السنوات الأخيرة، لما تتميز به من حضارة ضاربة في التاريخ، وتنوع ثقافي كبير، وطبيعة ساحرة، ومدن متطورة تشبه المستقبل.
وبرغم هذا الزخم السياحي، ظهرت العديد من التحديات أمام المسافرين بعد جائحة كورونا خاصة مع تشديد الصين لإجراءات السفر والدخول، بالإضافة إلى اختلاف اللغة والنظام الرقمي مقارنة ببقية دول العالم.
ورغم عودة السياحة تدريجيا منذ أواخر عام 2023، ما زالت هناك صعوبات عملية يواجهها السائح عند زيارته لهذا البلد الضخم، سواء على مستوى التعاملات اليومية أو التنقل أو الإقامة أو التواصل الرقمي.
وبحكم التجارب المتكررة لكثير من المسافرين إلى الصين خلال عامي 2024 و2025، سنستعرض في هذا المقال أهم العقبات التي قد تواجه السائح العربي عند سفره إلى الصين، بالإضافة إلى الحلول العملية المجربة، ليصبح هذا الدليل مرجعًا مبسطًا يسهّل تجربة السفر إلى هذا البلد الفريد.
سيواجه السائح في الصين مشكلة حقيقية في إجراء المعاملات المالية اليومية إذا لم يحضر نفسه جيدا لتخطي هذه العقبة، فالصين تشتهر بأنها تعتمد بشكل شبه كامل على الدفع الإلكتروني ولكن عبر تطبيقات صينية مثل "وي شات باي" (WeChat Pay) و"علي باي" (Alipay).
وبالتالي فالبطاقات البنكية الأجنبية لا تعمل ويتم رفضها في الأماكن التجارية المحلية، لكنها تعمل في المحال العالمية أو الأماكن السياحية مثل الفنادق والمطاعم ذات السلاسل العالمية غالبا.
وبذلك قد يجد السائح نفسه غير قادر على الدفع في معظم المطاعم أو شراء التذاكر أو حتى شراء قهوة بسيطة إذا لم يكن مجهزا بوسائل الدفع المحلية.
والحل المباشر والأكثر فعالية هو أن يقوم السائح بإنشاء حساب على التطبيقين الصينيين قبل السفر، ثم يقوم بربطهما ببطاقته البنكية الأجنبية. ويعتبر التطبيقان المذكوران الوسيلة الأساسية للدفع في الصين، ويُستخدمان في كل شيء تقريبا، من المطاعم إلى سيارات الأجرة وحتى مع الباعة المتجولين.
وبمجرد تفعيل أحد التطبيقين أو كليهما، سيستطيع السائح الدفع بسهولة عبر مسح رمز "كيو إر" (QR) دون الحاجة إلى استخدام البطاقة بشكل فعلي.
ولا يخلو الأمر من حدوث مشاكل تقنية خصوصا للسائح الأجنبي عند استخدام التطبيقين المشهورين في المعاملات المالية، إذ رغم اشتهار الصين في وسائل التواصل الاجتماعي بأنها دولة لا تتعامل إلا بالدفع الإلكتروني، فهذا لا ينفي إمكانية تعامل الناس بالنقد "الكاش" في جميع الأماكن، ولذا ينصح بشدة بحمل مبالغ نقدية كافية للتعاملات اليومية في حال حدوث أي مشكلة تقنية في تطبيقات الدفع الصينية.
ولربط بطاقة البنك الأجنبية بتطبيقات الدفع الصينية، ننصح بمشاهدة فيديوهات تشرح الخطوات التفصيلية على يوتيوب سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
يتمثل أحد أكبر التحديات التي سيواجهها السائح في الصين في أن معظم الخدمات اليومية من المواصلات إلى توصيل الأكل والسلع إلى حجوزات السفر وغيرها تعتمد بشكل كامل على تطبيقات محلية صينية، بينما التطبيقات العالمية التي اعتاد عليها السائح إما محجوبة أو ضعيفة الأداء.
إذ لا يعمل "غوغل ماب" داخل الصين، ولا واتساب ولا فيسبوك ولا إنستغرام، فكل التطبيقات المملوكة لشركات أميركية محجوبة تماما وهو ما ينطبق على عمالقة التواصل الاجتماعي.
وحتى العديد من مواقع الحجوزات العالمية لا تعمل مثل "بوكينغ" و"إير بي إن بي"، مما يضطر السائح للاعتماد على تطبيقات صينية.
والحل العملي لهذه المشكلة يبدأ قبل السفر، إذ يجب على السائح تحميل التطبيقات الصينية الأساسية مسبقا، لأن بعضها لن يكون متاحا للتحميل داخل الصين.
وأهم هذه التطبيقات التي تُعد بدائل مباشرة للتطبيقات العالمية هي:
هناك مشكلة أساسية تتمثل في أن العديد من المواقع والتطبيقات العالمية التي يعتمد عليها الناس بشكل يومي هي محجوبة بالكامل في الصين، بسبب ما يُعرف بـ"الجدار العظيم" (The Great Firewall)، وهو نظام الرقابة على الإنترنت داخل الصين.
وبسبب هذا الحجب، لا يستطيع السائح استخدام تطبيقات مهمة مثل إنستغرام وفيسبوك ويوتيوب وغوغل وواتساب وغيرها، وقد يجد السائح نفسه غير قادر على الوصول إلى بريده الإلكتروني، أو البحث عبر خرائط غوغل، أو تشغيل الخدمات الترفيهية أو العملية التي اعتاد عليها.
وما يزيد المشكلة تعقيدا أن تحميل تطبيقات تخطي الحجب "في بي إن" (VPN) من داخل الصين يكاد يكون مستحيلا، إذ تعمل حكومة الصين باستمرار على حظر تطبيقات "في بي إن" الجديدة من حين لآخر، ويبقى الحل الوحيد لتجاوز هذا القيد هو استخدام تطبيق "في بي إن" قوي يتم تثبيته قبل السفر لأنك قد لا تتمكن من تحميله خلال وجودك في الصين.
زوار الصين لا يستطيعون استخدام تطبيقات مشهورة مثل إنستغرام وواتساب إلا عن طريق تطبيقات تجاوز الحجب (رويترز)وتختلف هذه التطبيقات من ناحية قوتها وموثوقيتها من وقت لآخر كما ذكرنا سابقا، لأن بكين تحارب هذه التطبيقات باستمرار، فكل عدة شهور يظهر تطبيق يمكن الاعتماد عليه، ويمكن معرفة ذلك من خلال بحث عميق عبر الإنترنت قبل السفر.
تعمل خدمة التجوال (Roaming) في بعض شرائح الهاتف ببطء شديد في الصين أو قد لا تعمل إطلاقا في بعض المدن والمناطق، كما أن تشغيل الإنترنت عبر خدمة التجوال قد يكون غير مستقر، وربما تنقطع الخدمة بشكل مفاجئ بسبب قيود الاستخدام.
وهذا لا ينفي أن خدمة التجوال قد تعمل بشكل جيد لدى بعض من يزورون الصين.
والحل الأمثل لهذه المشكلة هو أن يقوم السائح بتفعيل الشريحة الإلكترونية المدمجة في الهاتف "eSIM" قبل السفر، وذلك لضمان اتصال فوري ومستقر بمجرد الهبوط في الصين، دون الحاجة للبحث عن متجر اتصالات أو الوقوف في طوابير طويلة بالمطار.
الحل الأمثل أمام السياح في الصين لاستخدام الإنترنت والاتصالات هو اللجوء للشرائح الإلكترونية (الفرنسية)ومن أفضل الشركات التي توفر الشريحة الإلكترونية بجودة ممتازة هي "إيرالو" (Airalo)، و"هولا فلاي" (Holafly)، وجميعها تتيح باقات بيانات قوية تناسب الاستخدام داخل الصين.
وأما الخيار الثاني فهو شراء شريحة اتصال صينية محلية عند الوصول، خصوصا من الشركات الكبرى مثل "تشاينا موبايل" أو "تشاينا يونيكوم"، إذ توفر هذه الشركات إنترنتا سريعا وواسع التغطية داخل جميع المدن الكبرى والقرى أيضا، وعادة ما يكون تفعيل الشريحة في المطار أسهل وأسرع من تفعيلها داخل المدينة.
وباستخدام الشريحة الإلكترونية المدمجة أو الشريحة المحلية يضمن السائح تشغيل التطبيقات الصينية الأساسية، وأهمها حجز سيارات أجرة عبر تطبيق "دي دي"، والذي يطلب رمز تفعيل برقم صيني محلي في أغلب الأحيان.
وتبقى أهم ميزة للخيار الأول (الشريحة الإلكترونية) هي التمكن من استخدام التطبيقات الأجنبية دون العبور عن مواقع "في بي إن"، ولكن يعيب هذا الخيار أنه لن يمكنك من استخدام بعض التطبيقات الصينية المحلية، والعكس صحيح بالنسبة لشريحة الاتصال من الشركات الصينية.
سياح في طابور لدخول المدينة المحرمة في بكين بعدما حجزوا تذاكرهم إلكترونيا (الجزيرة)النصيحة الأخيرة والأهم لكل مسافر يعتزم الذهاب إلى الصين هو تحميل جميع التطبيقات، والتأكد من استنفاد جميع خطوات التفعيل قبل السفر، فالأغلب أنه لن يتمكن من تفعيلها بعد الوصول إلى الصين.
وأما التطبيق الأهم ورفيق الدرب في الصين الذي ولا بد أن يكون بحوزتك حين سفرك إلى هناك هو تطبيق "علي باي" (Alipay)، ففيه خدمات كثيرة جدا مثل:
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة