قالت صحيفة غارديان إن الولايات المتحدة تعمل على خطة لإنشاء ما تسميها "منطقة خضراء" آمنة داخل الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من غزة ، بهدف إبعاد المدنيين عن مناطق سيطرة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم دوف ليبر وسامر سعيد- أن مهندسين أميركيين يضعون مخططات لهذه التجمعات الجديدة ويزيلون الأنقاض والذخائر، مع أن البناء لم يبدأ بعد.
ورأت الصحيفة أن هذه الخطة تعكس اعترافا ضمنيا أميركيا بأن إزاحة حماس عن السلطة لن تحدث قريبا، ولذلك تجهز ما يسمى المجتمعات الآمنة البديلة التي توفر لها السكن والمدارس والمستشفيات، وتعتبر نموذجا لإعادة الإعمار المستقبلي.
وتهدف هذه المجتمعات -حسب الصحيفة- إلى إيواء آلاف الغزيين النازحين بسبب الحرب، وتوفير خدمات أساسية مثل السكن والتعليم والرعاية الصحية، إلى حين توفر الظروف اللازمة لإعادة إعمار طويلة الأمد.
وتأمل واشنطن أن تشجع هذه الخطوة السكان على الابتعاد عن مناطق سيطرة حماس التي ازدادت شعبيتها منذ وقف إطلاق النار بفضل حملتها ضد الجريمة ودعمها مواجهة إسرائيل، كما تقول الصحيفة.
ومن المقرر بناء أولى هذه التجمعات السكنية في رفح ، المدينة الجنوبية التي دمرتها العمليات الإسرائيلية، والتي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة منذ مايو/أيار، لأن المانحين المحتملين لن يمولوا إعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها حماس، وقد لا يمولون العمل في الجانب الإسرائيلي أيضا، حسب الصحيفة.
وذكرت غارديان بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قسم غزة إلى نصفين تقريبا، يعيش معظم الفلسطينيين في النصف الغربي الذي تسيطر عليه حماس، في حين تسيطر إسرائيل على النصف الآخر.
تواجه الخطة الأميركية اعتراضات عربية خاصة من مصر، التي تخشى أن يؤدي تجميع الفلسطينيين في رفح إلى دفعهم نحو سيناء مستقبلا،
وتواجه الخطة الأميركية اعتراضات عربية خاصة من مصر، التي تخشى أن يؤدي تجميع الفلسطينيين في رفح إلى دفعهم نحو سيناء مستقبلا، كما أن مسألة فحص المدنيين قبل دخولهم هذه المجتمعات تطرح تحديات أمنية حساسة، في ظل مخاوف من تسلل عناصر حماس إليها.
ورأت الصحيفة أن الأوضاع الأمنية تعقد العملية، إذ تقول إسرائيل وحماس إن نحو 100 مقاتل من الحركة ما زالوا يتحصنون في أنفاق تحت رفح، كما تواصل إسرائيل تحصين "الخط الأصفر" الفاصل بين شطري القطاع، وتمديد بنى تحتية استعدادا لبقاء طويل الأمد.
وفي هذه الأثناء، تسعى الولايات المتحدة لتشكيل قوة أمنية دولية لغزة، لكن خلافات حول طبيعة مهامها تعرقل تقدمها، ولذلك طرحت أيضا فكرة استخدام مليشيات مدعومة من إسرائيل لتأمين التجمعات، إلا أنها بدت مثيرة للجدل وغير مضمونة الفعالية، وسط رفض أميركي رسمي للتعاون معها، حسب الصحيفة.
وتأمل واشنطن أن تنكمش مناطق سيطرة حماس تدريجيا، لتتولى قوة دولية وشرطة فلسطينية إدارة الأمن، في الوقت الذي يشرف فيه مجلس السلام التابع لترامب على إعادة الإعمار، لكن حماس ترفض نزع سلاحها وتعتبر الخطة الأميركية تهديدا للحقوق السياسية الفلسطينية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة