آخر الأخبار

هل يتجه الصراع في السودان إلى حرب استنزاف طويلة الأمد؟

شارك
استمرار القتال في السودان يعمّق الأزمة الإنسانية

تتزايد المخاوف الدولية من احتمال خروج الصراع في السودان خارج الحدود، كما أن الفشل في التوصل إلى هدنة بين طرفي الصراع ربما يسقط الأزمة خارج جدول الاهتمامات العالمية.

هذا ما صرحت به وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، والتي طالبت أيضا بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد المدنيين.

وتتزامن تصريحات الوزيرة البريطانية مع تعقد الموقف الميداني بين الجيش وقوات الدعم السريع مع عدم قدرة أي طرف لحسم المعركة لصالحه.

فالجيش يراهن على تفوق جوي نسبي، بينما تراهن قوات الدعم السريع على التوسع البري مع استمرار المعارك في كردفان ودارفور، وهذا يجعل الصراع مفتوحا على احتمالات تصعيد أكبر.

وفي ظل هذا المشهد، يبرز السؤال: أين وصلت مساعي الحل، وهل يمكن لها أن تحقق أي اختراق في جدار هذه الأزمة؟.

وفي حديث لبرنامج "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، قال الكاتب والباحث السياسي السوداني، ماهر أبو الجوخ: "من الواضح أن المباحثات الغير مباشرة التي كانت تتم بين وفدي الجيش والدعم السريع في العاصمة الأميركية واشنطن، تراوح مكانها، بمعنى أنها لم تحدث أي اختراق فعلي على الأرض يترتب عليه توصل الطرفين إلى هدنة".

وأضاف أبو الجوخ: "هناك أيضا العديد من القضايا ذات الطبيعة الأكثر تعقيدا من القضية السودانية، خاصة المرتبطة بغزة، والتي استأثرت بالاهتمام وخصوصا في الأيام الماضي من خلال مشروع القرار الأميركي الخاص بالقطاع".

وتابع قائلا: "عمل طرفا الصراع في السودان على استغلال هذ الانشغال العالمي من خلال تحسين وضعهم الميداني على الأرض، وهو أمر مرتبط بشكل رئيسي بأي هدنة مستقبلية".

وأوضح أبو الجوخ: "كلا الطرفين يريد أن يحقق نتائج على الأرض لتحسين موقفه في حال إقرار الهدنة، وذلك من خلال كسب مواقع جديدة أو تقليص المساحات التي يسيطر عليها الطرف الآخر".

مخاوف دولية

وتبرز مخاوف دولية بأن تتسع رقعة هذا الصراع حتى يطال محيط السودان، ويكون له تأثير على الدول المحيطة.

وحول هذه النقطة، قال أبو الجوخ: "للمجموعات السكانية في السودان علاقات قبلية وإثنية وأسرية مع دول حدودية. هذه المجموعات بدأت تستعين بمكوناتها العابرة للحدودة لتكون جزءً من الصراع، لكن السيناريو الأخطر هو دخول دول أخرى في النزاع".

وأشار أبو الجوخ إلى أن مثل هذا السيناريو "سيحوّل هذه الحرب فعليا من نزاع بين طرفين ومرتبطة بالشأن السوداني، لصراع إقليمي قد تشارك فيه أطراف دولية أيضا".

واختتم أبو الجوخ تصريحاته قائلا: "السيناريو الأسوأ هو دخول أطراف دولية لا تجاور السودان، الأمر الذي سيزيد من تعقيد الوضع، ويصعّب من مهمة التوصل إلى حل لهذا الصراع. من الضروري ألا تصبح الأزمة السودانية خارج الاهتمامات العالمية، وأن تبقى حاضرة في أولويات الدول الكبرى".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا