أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية محمد شياع السوداني ، اليوم الثلاثاء، أن " ائتلاف الإعمار والتنمية "، الذي يتزعمه، انضم إلى ما يعرف بتحالف "الإطار التنسيقي" المؤلف من أحزاب شيعية، تحت مظلة أكبر كتلة برلمانية، مؤكدا بدء التفاوض لاختيار رئيس للحكومة المقبلة.
وقال السوداني، خلال منتدى الشرق الأوسط للسلام والأمن بالجامعة الأميركية في دهوك شمالي العراق، إن الولاية الثانية في رئاسة الحكومة العراقية الجديدة ليست طموحا شخصيا بل لتحمل مسؤولية إكمال المهمة لما نمتلكه من مشروع ورؤية للمرحلة المقبلة. وأضاف "سوف نباشر بحوارات مع باقي الكتل السياسية في الفضاء الوطني للتأسيس للاستحقاقات الدستورية وتشكيل الرئاسات".
وشدد السوداني على أن بلاده لن تكون ساحة لنفوذ أي دولة، وإن العراق لن يكون ساحة لنفوذ أي دولة، وأنه يحترم العلاقة مع الدول، مشيرا إلى أن ما يشاع إعلاميا بوجود ضغوط خارجية هو أمر لن يحدث.
وكان "الإطار التنسيقي" أعلن، مساء أمس، تشكيل أكبر كتلة نيابية، وشروعه في اختيار رئيس لمجلس الوزراء والتفاوض مع الكتل السنية والكردية الأخرى لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ونائبيه وترشيح رئيس الحكومة.
وتوقع مسؤولون بتلك الأحزاب أن تفضي المشاورات إلى تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عددا، وسيكون لتلك الكتلة حق اختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ونائبيه وترشيح رئيس الحكومة.
وبينت النتائج النهائية لانتخابات 11 نوفمبر/تشرين الثاني التي نشرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس الاثنين، أن أحزاب "الإطار التنسيقي الشيعي" حافظت على موقعها المهيمن في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا، وأبرزها ائتلاف "الإعمار والتنمية" بقيادة السوداني الذي تصدر النتائج بحصوله على 46 مقعدا، تلاه ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي على 29 مقعدا، و"صادقون" بزعامة قيس الخزعلي على 27 مقعدا.
كما حصل حزب " تقدم " بزعامة محمد الحلبوسي على 27 مقعدا، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني (26 مقعدا).
ويُقلق تنامي سلطة السوداني الذي اعتمد سياسة توازن دقيق بين حليفي العراق الخصمَين، واشنطن وطهران، القوى السياسية الكبرى في العراق الذي يشهد استقرارا نسبيا بعد عقود من نزاعات أهلكت البنى التحتية وتركت فسادا مزمنا.
وقال مصدران في أحزاب شيعية لوكالة الصحافة الفرنسية إن أحزاب "الإطار التنسيقي" تأمل في التوصل إلى اتفاق شامل يضم رئيسا للوزراء ورئيسا للبرلمان ورئيسا للجمهورية، قبل انعقاد البرلمان الجديد في يناير/كانون الثاني.
ومنذ أول انتخابات متعددة شهدها العراق في 2005 بعد عامَين من الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام صدام حسين ، أصبح رئيس الوزراء شيعيا، وهو الممثل الفعلي للسلطة التنفيذية، ورئيس الجمهورية كُرديا، ورئيس مجلس النواب سنيا، بناء على نظام محاصصة بين القوى السياسية النافذة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة