مع انتهاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وفازت بها الرئيسة سامية صولوحو حسن، وجدت تنزانيا نفسها في قلب أزمة سياسية وأمنية غير مسبوقة.
في هذا الصدد، نشر موقع أفريكا ريبورت تقريرا يسلط الضوء على مسيرة الرئيسة سامية، المعروفة بـ"ماما سامية"، وكيف تحولت صورتها من رمز للتغيير إلى عنوان للقمع.
ولدت في زنجبار لأسرة متواضعة، والدها مدرس وأمها ربة بيت. درست الإدارة العامة والمالية، ثم الاقتصاد في جامعة مانشستر عام 1994. وقد منحها هذا التكوين الأكاديمي، وفق أفريكا ريبورت، صورة "التكنوقراط" القادمة من الهامش لتتبوأ أعلى المناصب.
بعد 15 عاما في الخدمة المدنية، التحقت بحزب الثورة عام 2000، وانتُخبت في برلمان زنجبار، ثم تولت مناصب وزارية، وفي 2015 أصبحت أول نائبة للرئيس في تاريخ تنزانيا إلى جانب جون ماغوفولي.
وقد فتحت وفاة ماغوفولي في مارس/آذار 2021 بسبب مضاعفات كورونا، بعد أشهر من إعادة انتخاب مثيرة للجدل، الباب أمام صعود نائبته إلى الرئاسة وفق الدستور.
سلّطت وسائل الإعلام الضوء على شخصيتها الهادئة ووصفتها بـ"الأمومية"، وهي صفات اعتبرها البعض انعكاسا لتحيّز جندري. ولكنها احتضنت هذا الوصف، ساعية لترسيخ صورة القائدة الحانية، وفقا لما أورده التقرير.
رفعت الحظر عن وسائل إعلام معارضة، وتحدثت عن مكافحة الفساد، وأطلقت أجندتها الرباعية: المصالحة، الصمود، الإصلاح، إعادة البناء. فبدا كأنها تفتح صفحة جديدة مع المجتمع المدني.
مع مرور الوقت، تدهورت صورتها. فقد اعتُقل المعارض البارز توندو ليسو بتهمة "الخيانة"، وحُرم حزبه (تشاديما) من المشاركة في الانتخابات.
وحسب تقرير أفريكا ريبورت، فإن أصوات داخلية تتهم ابنها عبد الحليم حفيظ أمير بالضلوع في الانتهاكات، وهو ما أثار جدلا داخل الحزب الحاكم نفسه.
أُعلن فوز سامية بنسبة 97.66% من الأصوات، في نسبة مشاركة بلغت 87%. لكن بعثة مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية انتقدت العملية، مؤكدة أن "الناخبين في معظم المناطق لم يتمكنوا من التعبير عن إرادتهم الديمقراطية".
كانت الاحتجاجات التي قادها شباب من جيل "زد" غير مسبوقة. وقد تحدثت المعارضة عن أكثر من 700 قتيل منذ بداية العملية الانتخابية، بينما وثقت منظمة العفو الدولية استخدام الرصاص الحي وسقوط ما لا يقل عن 100 قتيل.
وقد الحكومة نفت هذه الأرقام، لكن صور القمع انتشرت على نطاق واسع عبر الإنترنت.
في خطابها يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت سامية إن "العنف ليس انعكاسا لتنزانيا"، وأشارت إلى أن بعض المعتقلين جاؤوا من الخارج.
وقد سبق أن أثارت قضية طرد ناشطين كينيين وأوغنديين في مايو/أيار 2025 احتجاجات إقليمية.
أدت سامية حسن اليمين في موقع عسكري بالعاصمة السياسية دودوما بعيدا عن الجماهير، وسط حظر تجول وقطع للإنترنت.
وأعادت الرئيسة التأكيد أن "الحوار هو الحل"، لكن الشارع ما زال يغلي، والبلاد تواجه سؤالا مفتوحا حول مستقبلها السياسي.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة