لم يعلن الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع عن أي موقف رسمي من التصريحات التي أدلى بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، التي أكد فيها أن الطرفين وافقا "مبدئيا" على هدنة لمدة 3 أشهر، استنادا إلى الخطة التي طرحتها المجموعة الرباعية في 12 سبتمبر الماضي.
وبينما سارعت منصات إعلامية محسوبة على تنظيم الإخوان الداعم للجيش، إلى رفض أي حديث عن هدنة أو وقف للحرب، ووجهت تهديدات صريحة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أفادت مصادر أن مجلس الأمن والدفاع سيعقد اجتماعا طارئا خلال الساعات المقبلة لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق المقترح.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر حكومي، قوله إن "سلطات الجيش تدرس مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار".
وفي أحد هذه التهديدات، قال القيادي في أمانة شباب تنظيم الإخوان محمد السر مساعد، بمنشور على "فيسبوك": "إن يريد أن يكتب البرهان نهايته المحتومة فليوقع".
جهود السلام
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تعثرت أكثر من 10 مبادرات إقليمية ودولية في وقف القتال، أبرزها مبادرة منظمة "إيغاد" التي جمدت بعد رفض السودان لها في يناير 2024.
وقد أرجعت الولايات المتحدة فشل تلك الجهود إلى ما وصفته بـ"عرقلة قيادات تنظيم الإخوان لمسار التفاوض".
وفي هذا السياق، طرحت المجموعة الرباعية، المكونة من الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة، خطة سلام وصفت بأنها "نهائية"، وتلقى دعما دوليا واسعا.
ووفقا لبولس، فإن الجيش و الدعم السريع منخرطان في نقاشات حول ورقة أميركية تهدف إلى تحقيق السلام، مشيرا إلى أن "الصراع في السودان بات يهدد أمن البحر الأحمر والإقليم بأسره"، وأن هناك مناقشات فنية ولوجستية تجري قبل التوقيع النهائي على الهدنة.
تصعيد داخلي ورفض متزايد للحرب
وفي ظل الزخم الدولي الذي تحظى به خطة الرباعية، كثفت منصات الإخوان من دعواتها للجيش بمواصلة القتال، ونظمت حملات استنفار في عدد من المناطق، لكنها لم تلق الاستجابة المطلوبة، في ظل اتساع دائرة الرفض الشعبي للحرب، وتفاقم المعاناة الإنسانية، حيث تشير التقديرات إلى سقوط نحو 150 ألف قتيل.
وعقب تصريحات بولس، تصاعدت تهديدات الإخوان لقائد الجيش، مطالبة بربط أي اتفاق بخروج قوات الدعم السريع من المناطق التي تسيطر عليها، التي تشمل كامل إقليم دارفور وأجزاء واسعة من كردفان، أي ما يعادل نحو نصف مساحة البلاد، وفق مصادر.
وقال مصدر عسكري لموقع "سكاي نيوز عربية" فضل عدم الكشف عن هويته: "البرهان يواجه ضغوطا متزايدة من قيادات تنظيم الإخوان الرافضة لوقف الحرب، ويسعى للخروج من المأزق عبر إحالة الملف إلى مجلس الأمن والدفاع".
لكن الكاتبة الصحفية صباح محمد الحسن رأت أن الجيش لا يملك خيارا سوى الموافقة، وقالت: "مبادرة الرباعية ليست كالمبادرات السابقة، فهي تمتلك أدوات ضغط فعالة. تصريحات بولس كشفت أن الأمر لا يحتمل التردد، وأي محاولة لتخريب الهدنة ستواجه بعقوبات مباشرة".
المصدر:
سكاي نيوز