في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
"أخيرا، أصبحنا جميعا إيتمار بن غفير ". هكذا بدأ جدعون ليفي مقالا هاجم فيه المناخ السياسي السائد في إسرائيل بعد حرب غزة (2023-2025)، مؤكدا أن جميع القادة الإسرائيليين -سواء في الحكومة أم المعارضة- أصبحوا يتشاركون ذات الفكر القومي المتطرف والعسكري، وأن الفاشية أصبحت التيار العام في إسرائيل.
ويؤكد ليفي في مقاله بصحيفة هآرتس، أن التطرف الذي يجسده وزير الأمن القومي اليميني المتطرف بن غفير لم يعد استثناءً، بل صار القاعدة المشتركة بين معظم السياسيين الإسرائيليين.
ويرى الكاتب أن الفروق بين نتنياهو وأقطاب معارضيه نفتالي بينيت ، ويائير لبيد، وأفيغدور ليبرمان ، من جهة، وبين بن غفير ليست سوى اختلافات في درجة التطرف لا في جوهره.
ويمكن تلخيص النقاط الأساسية التي أبرزها ليفي في مقاله:
يهاجم ليفي المعارضة الإسرائيلية، وخاصة لبيد، الذي وعد بدعم قانون يمنع من لا يخدم في الجيش من التصويت، ويصف هذا الاقتراح بأنه "أكثر فاشية حتى من إسبرطة القديمة"، معتبرًا أن لبيد ليس بديلاً بل استمرارا لنهج بن غفير نفسه.
يقتبس ليفي من بينيت قوله إن "دولة فلسطينية تتأسس في النقب "، في إشارة إلى المواطنين البدو هناك، متهماً إياه بمعاملة هؤلاء المواطنين كـ" حماس داخلي"، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.
وينتقد ليفي هذا الخطاب العنصري، مذكرا بأن النقب هو أرضهم التي حُرموا منها بعد تهجيرهم وتجريدهم من ممتلكاتهم، مشددا على أن النقب ليس هبة من الدولة للبدو، بل هو ما تبقّى لهم بعد أن سُلبت أرضهم ودُمرت حياتهم.
يرى الكاتب أن السياسيين "الوسطيين" مثل لبيد وبينيت يؤمنون بأن الحقوق تُمنح كمكافأة على "حسن السلوك"، وهو ما يصفه ليفي بأنه "جوهر الفاشية".
ويقدم ليفي رؤية قاتمة لإسرائيل المعاصرة، مبرزا أن الصراع بين اليمين والمعارضة هو وهم وأن الصهيونية نفسها أصبحت مرادفة للفاشية، أو ربما كانت كذلك منذ بدايتها.
ويختتم مؤكدا، أنه لا فرق جوهريا بين المتطرفين والمعتدلين في إسرائيل؛ فالجميع يشتركون في الإيمان بتفوّق اليهود ورفض المساواة مع العرب، والنتيجة هي أن إسرائيل 2025 أصبحت دولة فاشية بالكامل، حيث تحكمها العقلية العسكرية، ويُقصى كل من لا يشارك في الحرب أو لا يتبنى القومية اليهودية المتطرفة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة