آخر الأخبار

4 أسئلة تشرح مسار السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قطع حزب العمال الكردستاني اليوم خطوة أخرى ضمن مسار طويل لإنهاء صراعه الدامي مع تركيا ، وذلك بإعلانه بدء سحب قواته من المناطق الحدودية التركية وأماكن أخرى قد تحدث بها اشتباكات تعرقل مسار عملية السلام.

وتمثل تلك الخطوة رابع خطوة كبيرة يتخذها الحزب خلال الشهور الماضية، في إطار ما أصبح يعرف بمسار السلام مع أنقرة الذي انخرط فيه الحزب منذ بداية العام الجاري، في خطوة تبعث الأمل في إنهاء صراع دامٍ استمر أكثر من 40 عاما.

وخاض حزب العمال الكردستاني على مدى عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، لكنهما دخلا في عملية سلام بين عامي 2013 و2015، لم تعمر طويلا.

وفي ما يلي إليك أبرز المحطات التي شهدها الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني خلال العام الجاري.

ما الذي حدث اليوم؟

عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمرا صحفيا في جبال قنديل للإعلان عن بدء سحب قواته من داخل الأراضي التركية.

وخلال المؤتمر الصحفي، أعلن الحزب أن دفعة أولى من مقاتليه انسحبت من تركيا، وحضرت بالفعل للمؤتمر الصحفي.

وقال عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني صبري أوك في مؤتمر صحفي إن مجموعة من مقاتلي الحزب انسحبت بالفعل من داخل الأراضي الحدودية التركية إلى مناطق داخل إقليم كردستان العراق ، وتحديدا إلى جبال قنديل، التي تعد المعقل الرئيس للحزب منذ عقود.

وأضاف أوك أن عملية الانسحاب ستستمر تدريجيا، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بالتزام أنقرة بمسار العملية السلمية، ومؤكدا أن الخطوة تأتي "استنادا إلى القرارات الصادرة عن المؤتمر الـ12 للحزب وبموافقة الزعيم عبد الله أوجلان ".



ما أبرز محطات إنهاء الصراع؟

– في 27 فبراير/شباط الماضي، أصدر مؤسس الحزب الكردي عبد الله أوجلان بيانا تاريخيا من سجنه، دعا فيه إلى بدء مرحلة جديدة من السلام مع الدولة التركية، وأكد في بيانه على ضرورة إنهاء النزاع المسلح، مطالبا مقاتلي الحزب بإلقاء السلاح وحل الحزب.

إعلان

وأضاف أوجلان أنه "لا سبيل سوى الديمقراطية والحوار الديمقراطي ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية"، مضيفا أن "لغة العصر هي السلام والمجتمع الديمقراطي بحاجة إلى التطوير".

وقبل صدور هذا البيان، وتحديدا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2024، دعا زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي ، عبد الله أوجلان إلى إلقاء خطاب في البرلمان التركي ، طالبا منه دعوة حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل الحزب.

وبعد هذه الدعوة، سمحت الحكومة التركية لوفد من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب بزيارة عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث ناقشوا معه إمكانية إنهاء النزاع المسلح وفتح قنوات للحوار السياسي.

– في الأول من مارس/آذار الماضي، أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، وقف إطلاق النار، وترحيبها وامتثالها لدعوة أوجلان بتحقيق السلام وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.

– في يوم 12 مايو/أيار 2025 قالت وكالة فرات للأنباء إن حزب العمال الكردستاني حل نفسه، وإن ذلك تم في مؤتمر عقد في الفترة ما بين 5 و7 من الشهر نفسه، في ما يسميها "مناطق الدفاع المشروع" شمالي العراق .

وأضافت الوكالة المقربة من الحزب أن قرار الحل جاء استجابة للدعوة التي أطلقها أوجلان، وأنه تم الاتفاق على حل الهيكل التنظيمي للحزب وإنهاء "الكفاح" المسلح وجميع الأنشطة التي تتم باسم الحزب.

بدورها، أفادت وسائل إعلام تركية أن حزب العمال الكردستاني قرر حل نفسه ووقف العمل المسلح في تركيا فورا، منهيا بذلك تمردا استمر 40 عاما وقتل فيه أكثر من 40 ألف شخص.

– وفي خطوة رمزية أخرى، شهد أحد الكهوف بمحافظة السليمانية ، في إقليم كردستان العراق يوم الجمعة 11 يوليو/تموز الماضي، مراسم تسليم وحرق أسلحة 30 مسلحا من حزب العمال الكردستاني ، بينهم 4 من قادته الكبار، في خطوة أخرى، قال الحزب إنها لدعم عملية السلام مع تركيا.

وفي بيان لمنظومة المجتمع الكردستاني، وهي الهيئة السياسية والإدارية للحزب التي أشرفت على هذه المبادرة، قالت إن الخطوة تأتي باسم "مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي" لتسريع التحول الديمقراطي، مجددين التزامهم بنهج أوجلان القائم على قوة السياسة والسلام بديلا عن السلاح، ومطالبين بحرية جسدية له وحل عادل للقضية الكردية، وداعين القوى الإقليمية والدولية إلى دعم عملية السلام.

من جانبه، وصف سزاي تمللي نائب رئيس حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، تسليم العمال الكردستاني لأسلحتهم بأنه "خطوة مهمة"، داعيا الحكومة التركية لاتخاذ خطوات مقابلة لإنجاح عملية حل الحزب، وضمان الحقوق السياسية للمقاتلين المسرّحين ضمن القانون التركي.

ما هي أهم الخطوات من قبل تركيا؟

على الجانب التركي، رحبت أنقرة بعدد من الخطوات التي اتخذها الحزب، وخصوصا ما يتعلق بحل الحزب ونزع سلاحه.

فقد اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ، أن حل الحزب، يمثل "مرحلة تاريخية ومشجّعة".

وبدوره، قال الناطق باسم "حزب العدالة والتنمية" عمر تشليك إن قرار "حزب العمال الكردستاني" حل نفسه، وإلقاء سلاحه، يشكل مرحلة مهمة لجهة تحقيق هدف "تركيا بلا إرهاب"، مضيفا أنه إذا انتهى الإرهاب تماما، فسيُفتح باب حقبة جديدة.

إعلان

وقالت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية إنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحل حزب العمال الكردستاني بشكل سلس.

وفي الـ5 من أغسطس/آب الماضي، أعلن البرلمان التركي تشكيل لجنة للإشراف على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني.

وأبلغ رئيس البرلمان نعمان قورتولموش النواب في افتتاح جلسة برلمانية بأن إحدى مسؤوليات اللجنة ستكون الإشراف على عملية نزع السلاح .

وقال قورتولموش "مع نزع السلاح بالكامل، سيكون إعداد اللوائح القانونية التي من شأنها أن تجعل السلام دائما من بين مسؤوليات هذه اللجنة أيضا".

ما هي أهم الفرص والتحديات؟

لا شك أن الخطوات التي اتخذها الحزب تساهم في الدفع قدما باتجاه طي ملف الصراع المرير بينه مع الدولة التركية.

ويرى محللون -تحدثوا في وقت سابق للجزيرة- أن هناك عدة عوامل قد تضمن نجاح عملية السلام الحالية بين الحزب الكردستاني والدولة التركية، يعددها الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- في الوضع الداخلي في تركيا ودعم القوميين هذه العملية، والتحولات التي طرأت على الحزب نفسه، حيث لم يعد قادرا على الاستمرار في التمرد المسلح بفعل الضربات القوية التي تلقاها خصوصا في العقدين الأخيرين.

إضافة إلى انتهاء سياسة إنكار الهوية الكردية في تركيا، حيث بدأ أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في إصلاحات فتحت الأبواب للأحزاب الكردية وللاعتراف بالهوية الكردية.

كما لعبت الظروف الإقليمية والدولية دورا في التأثير على الحالة الكردية في علاقتها بتركيا، ويشير علوش في هذا الصدد إلى الانعطافة التي حصلت في السياسة الأميركية، وإلى التحول الذي حصل في سوريا، وشكل منعطفا كبيرا في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فضلا عن إيران التي قال إنها استثمرت في الحالة الكردية على مدى سنوات طويلة في إطار التنافس مع تركيا وفي إطار طموحاتها الإقليمية.

غير أن العوامل والظروف التي هيأت الأرضية للسلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، قد تعترضها حسابات وتحديات كبيرة، ومنها ملف " قوات سوريا الديمقراطية " ( قسد )، حيث إن عدم اندماج هذا الحزب في الدولة السورية سيكون انتكاسة للاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك حديث عن تعثر أو عدم تسارع عمل اللجنة التي شكلها البرلمان، حيث لم تقدم حتى الآن أي مشروع قانون يتعلق بعودة مسلّحي الحزب ودمجهم في الحياة الطبيعية، والعفو عن قياداته البارزة.

ويشير تقرير لمركز الجزيرة للدراسات إلى أن المصادر الرسمية تشير إلى أن اللجنة البرلمانية تنتظر مزيدا من الخطوات الملموسة من حزب العمال في اتجاه التخلّي عن السلاح وتسليمه للدولة، قبل أن تقوم بالخطوة الحاسمة لطرح مشروع القانون وتقديمه للمشرّعين بشكل نهائي من أجل التصويت عليه، تمهيدا لطي ملف الصراع الدامي بين الطرفين.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا