في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يشير الكاتبان إريك روزنباخ وكريس لي إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تمر بمرحلة شديدة الخطورة، حيث بات وقوع صدام عسكري عرضي بين القوتين احتمالا واقعيا أكثر من أي وقت مضى.
ويوضحان -في مقال مشترك نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية- أن التوترات تتصاعد في بحر جنوب الصين و مضيق تايوان ، كما تزايدت السنوات الأخيرة حوادث الاعتراض الجوي والبحري بين القوات الأميركية والصينية، مما يجعل أي خطأ صغير قادرا على إشعال مواجهة واسعة.
ولفتا إلى أن مقاتلة صينية اقتربت في مايو/أيار 2023 بشكل خطير من طائرة استطلاع أميركية فوق بحر جنوب الصين، وفي واقعة سابقة أُجبرت طائرة أميركية أخرى على تغيير مسارها بعد اقتراب طائرة صينية لمسافة 20 قدما فقط. كما نشرت بكين مؤخرا مقطع فيديو يُظهر مواجهة بين مروحيات أميركية وصينية فوق مضيق تايوان، وأعلنت أستراليا أن مقاتلة صينية أطلقت شعلات حرارية بالقرب من طائرة تابعة لقواتها الجوية.
واعتبر المقال أن الخطر المتزايد لا يتمثل فقط في هذه الوقائع، بل أيضا غياب قنوات اتصال موثوقة بين الجيشين الأميركي والصيني لتفادي الأزمات، على عكس ما كان عليه الحال زمن الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، عندما وُضعت آليات اتصال وضمانات أمان تمنع الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.
ومن جانبه، يضع الرئيس دونالد ترامب -الذي يستعد للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية – الاتفاق التجاري مع الصين ضمن أولوياته، إلا أن الكاتبين يؤكدان أن التجارة لا تزدهر دون استقرار.
ولذلك، قالا إن وضع نظام دائم لإدارة الأزمات مع الصين سيكون خطوة إستراتيجية تضمن السلام وتمنح ترامب إرثا تاريخيا بوصفه من أبعد العالم عن حافة حرب عالمية جديدة.
وأعاد الكاتبان إلى الأذهان أن التاريخ يقدم تحذيرات واضحة. فخلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 ، كاد التصعيد بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي أن يقود إلى مواجهة نووية.
وشهدت العلاقات الأميركية الصينية حادثة مشابهة عام 2001، حين اصطدمت طائرة تجسس أميركية بمقاتلة صينية فوق بحر جنوب الصين، مما أدى إلى مقتل الطيار الصيني واحتجاز الطاقم الأميركي بجزيرة هاينان. وانتهت الأزمة بعد 10 أيام من مفاوضات دبلوماسية حساسة، لكن الكاتبين يشككان في أن مثل هذا الحل سيكون ممكنا اليوم في ظل التوترات القومية والتصعيد العسكري المتبادل.
ويشير المقال إلى أن واشنطن وموسكو خلال الحرب الباردة كانتا تتبادلان الإشعارات قبل إطلاق الصواريخ، وتطبقان أنظمة شفافية متبادلة تميز بين التدريبات والهجمات الفعلية، وهو ما ساعد في تفادي الكوارث.
كما يذكر الكاتبان تجربة عام 2015، حين ساهمت إعادة فتح قنوات الاتصال العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا بتجنب أي اشتباك غير مقصود.
أما مع الصين، فالاتصالات بقيت محدودة ومتقطعة. فقد علّقت بكين الحوار العسكري مرارا، آخرها عام 2022 بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان.
ورغم اتفاق الرئيس السابق جو بايدن وشي عام 2023 على استئناف التواصل، فإن ذلك لم يتحول إلى نظام فعّال، إذ تقتصر الاتصالات على مكالمات أو لقاءات متباعدة لا يمكنها احتواء أزمة طارئة.
وفي الشهر الماضي، أجرى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث اتصالا مع نظيره الصيني دونغ جون، في خطوة رمزية نحو تصحيح هذا الخلل. لكن الكاتبين يريان أن "المكالمات العرضية" لا تكفي، خاصة أن التجارب السابقة أظهرت أن الاتصالات الأميركية كثيرا ما تُترك "ترن في غرفة فارغة" دون رد صيني.
ومع ذلك، يقول الكاتبان إن الصين تلمح إلى استعداد أكبر للحوار إذ أعلن متحدث عسكري أن بلاده "منفتحة على تعزيز العلاقات العسكرية من أجل استقرار أكبر".
ويختمان المقال بالتأكيد على أن على ترامب استثمار هذا الزخم لإنشاء نظام دائم للاتصال العسكري بين البلدين، لأنه قد يكون هو الفارق بين الحرب والسلام.
المصدر:
الجزيرة