آخر الأخبار

منظمات إغاثية تكشف للجزيرة نت حصار المساعدات في غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

منذ اللحظات الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ تضع الحكومة الإسرائيلية العديد من العراقيل أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، الذي يعاني من مجاعة بسبب إغلاق المعابر وحرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي واستمرت عامين كاملين.

تلك العراقيل دفعت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للتحذير من أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى غزة بالمستوى المطلوب في ظل عدم سماح إسرائيل بفتح كافة المعابر نحو القطاع.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 هيئة الإغاثة التركية: قدمنا مساعدات لأكثر من 4.5 ملايين شخص بالسودان
* list 2 of 2 رغم إعلان اتفاق وقف الحرب.. التكايا ملاذ أغلب الفلسطينيين في غزة end of list

المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة قالت في مؤتمر صحفي بجنيف، إن الفرق الإنسانية تواجه تحديات كبيرة في إيصال المساعدات إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية، إذ لا يزال معبرا زيكيم وإيريز ( بيت حانون ) مغلقين، مما يعيق نقل الطحين والطرود الغذائية الجاهزة للأكل إلى المناطق التي تعاني من مجاعة متفاقمة.

وأكدت عطيفة أن "مكافحة المجاعة في القطاع ستتطلب وقتا"، داعية إلى فتح جميع المعابر البرية لإغراق غزة بالغذاء وتسريع وصول المساعدات إلى السكان الذين أنهكتهم أشهر الحصار والنزوح والجوع.

وينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة، لكن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا منذ بدء وقف إطلاق النار لا يتجاوز 89 شاحنة فقط، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وكشف مكتب الإعلام الحكومي أمس الثلاثاء أن 986 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، من أصل 6600 شاحنة كان يفترض دخولها حتى مساء أول أمس الاثنين وفق الاتفاق، أي ما يعادل 15% فقط، موضحا أنها تضمنت 14 شاحنة محملة بغاز الطهي و28 شاحنة سولار مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات والقطاعات الحيوية المختلفة.

بدوره، أكد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية أن الاحتياج المطلوب لتأمين الحد الأدنى من الأمن الغذائي هو 62 ألف طن شهريا من الطعام، ولم يدخل بطبيعة الحال وفقا للأرقام المذكورة من قلب ميدان العمل الإغاثي على الأرض.

وصمة عار

ومع عرقلة دخول المساعدات تصف مديرة البرامج الدولية بمؤسسة لايف للإغاثة والتنمية فيكي روب، الوضع الإنساني في غزة قائلة "نحن تتكلم الآن عن 180 ألف مصاب يحتاجون إلى 400 ألف عملية جراحية، ودمار شامل للبنية التحتية، في حين بلغ انعدام الأمن الغذائي نسبة 91%، بالإضافة إلى 53 ألف مريض بأمراض مزمنة في حاجة للعلاج، وأكثر من مليون و500 ألف نازح بحاجة للماء والغذاء والدواء والمأوى".

إعلان

وتضيف للجزيرة هذه الأرقام تعكس بوضوح حجم التحديات التي نواجهها وسط القيود والتضييقات، محذرة من أن استمرار منع تدفق المساعدات سيحوّل هذه المأساة إلى وصمة عار في سجل الإنسانية.

وعن سبل توفير المساعدات في الوقت الحالي تقول "نحن الآن في مرحلة توفير المساعدات المنقذة للحياة فقط! مرت قوافلنا عبر معابر كيسوفيم وكرم أبو سالم، وقبل وقف إطلاق النار بأسبوع مرت قوافلنا للشمال عبر معبر زيكيم".

من جانبه، يقول عبد الوهاب علاونة المدير الإقليمي لفلسطين بمؤسسة لايف "الآن يسمح لنا بإدخال خيام الإيواء، والتي كانت جاهزة وتم تصنيعها وفقا للمعايير المطلوبة، وهي خيام عازلة للماء والبرد والرطوبة، مصنوعة من مادة PVC والتي حمت أكثر من 45 ألف أسرة من الاحتراق خلال القصف ليلا خلال الحرب، لكن الآن الاحتياج يفوق هذا العدد بآلاف المرات مع دخول فصل الشتاء، لأنه إذا لم يمت النازحون من القصف، فسيموتون من البرد القارس".

كما قمنا بإدخال السلال الغذائية والمعلبات، وأدوات النظافة الشخصية وطرود الكرامة الخاصة بالفتيات والنساء، إلى جانب توفير الخضراوات الطازجة والتي يقوم عليها فريقنا في الداخل، كما يؤكد علاونة.

ويضيف: المواد الغذائية التي تُمنع ضمن قوافل المؤسسات الإغاثية عبر المعابر نقوم بشرائها من التجار وتوزيعها على الأكثر استحقاقية، حيث استخدم فريقنا في غزة الحيوانات، والمشي على الأرجل لمسافات طويلة لتوصيل المساعدات بسبب عدم توفر الوقود للسيارات وتهدم الطرق، وبشكل عام، فقد جهزنا مخازننا اللوجستية في مصر والأردن و الضفة الغربية لاستخدام المعابر المغلقة فور أن تفتح لضمان سرعة تدفق المساعدات.

عراقيل متعددة

وحول أبرز العراقيل التي تفرضها قوات الاحتلال على مؤسسات الإغاثة، يقول أحمد بيرم المستشار الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط إن "إسرائيل ترفض إدخال المساعدات عبر بعض المنظمات الدولية الكبرى بحجة أنها غير مخولة ولأسباب غير واضحة، وتسمح بمرور شاحنات 15 منظمة فقط".

ويضيف في مداخلة مع قناة الجزيرة "غياب العديد من المنظمات الإغاثية يسبب تهديدا للوضع الإنساني في غزة، ورغم زيادة عدد الأفران التي تقدم الخبز والتي تعمل بغاز الطهي، فإن التضييق يجعل آلية التوزيع تتم بأدنى المقومات وتتضاءل بسبب شح الوقود".

أزمة أخرى تتكشف بسبب العراقيل الإسرائيلية بحسب بيرم تتمثل في عدم السماح للمنظمات الإنسانية والإغاثية بإدخال الأدوية إلى قطاع غزة في الوقت الحالي، ويضيف "نصف الأدوية اليومية الأساسية غير موجودة في المخازن، والاعتماد على المساعدات من التجار سيتسبب في ارتفاع الأسعار".

بدوره، يقول رئيس المكاتب الخارجية لمؤسسة الخير البريطانية محمد حسنا إن "إسرائيل تفرض الحظر على أي مواد لها استخدام مدني أو عسكري، لذلك تمنع دخول الأسمنت والآليات الثقيلة وآلات الرفع التي نحتاجها لرفع الأنقاض عن الطرق ولنقل المساعدات الغذائية، كما تضيق في حركة دخول السولار والبنزين، وأسياخ اللحام والزئبق"، مؤكدا أن هناك أكثر من ألف صنف ممنوع من الدخول إلى غزة بحجة الاستخدام المزدوج.

إعلان

ويؤكد للجزيرة نت بأن هناك بعضا من المواد الطبية القليلة التي دخلت غزة من قبل منظمة الصحة العالمية ، لكن الأجهزة الطبية المهمة والتي تحتاج إليها المستشفيات بشدة تم منعها، وسُمح بدخول بعض الأجهزة الثانوية.

وردا على سؤال حول المساعدات التي نجحت مؤسسة الخير في إدخالها لغزة بعد وقف الحرب يقول "أدخلنا 5 شاحنات طحين (دقيق) و4200 من الطرود الغذائية المنوعة، كما تمت الموافقة على إدخال 5000 شوادر لأجل المخيمات، حيث قمنا بإنشاء 3 مخيمات مكونة من 223 خيمة، 150 خيمة في خان يونس (جنوب) و73 في دير البلح وسط القطاع.

فتح الطرق للشمال

ومن تركيا، يؤكد عمر بورهام أوغلو عضو المكتب الإعلامي لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية أن الهيئة تكثف جهدها لفتح الطرق لشمال غزة، قائلا "إغلاق المعابر التي توصل للشمال تُفاقم المعاناة، لذلك نكثف جهودنا لفتح الطرق إلى هناك، كما عملنا على توفير صهاريج المياه في شمال القطاع، والمعونات الغذائية الأساسية، وكذلك الأدوية الأساسية عبر مركز أربكان الطبي غربي غزة".

وتقول مديرة الاتصال لمنطقة الشرق الأوسط بمؤسسة هيومن أبيل البريطانية أروى الطويل "الوضع الآن في غزة يفوق الكارثة الإنسانية، ومعظم المؤسسات حاليا تعتمد على شراء المنتجات الغذائية من التجار وتوزيعها للحد من المجاعة"

وتضيف للجزيرة نت "نعمل حاليا على تجهيز المساعدات الغذائية لحين فتح المعابر في شمال القطاع، ولدينا على سبيل المثال 8 أطنان من اللحوم في مخازننا يجب أن تدخل في أقرب وقت، ولكنها قليلة جدا مقارنة بما هو مطلوب".

أما أديب الشويكي نائب رئيس منظمة رحمة حول العالم، فيؤكد أن قوافلهم الإغاثية وشاحنات الطعام المجهزة للمطابخ الميدانية غير مسموح بدخولها حتى الآن، موضحا أن كافة المساعدات التي تقدمها المؤسسة في الوقت الحالي تعتمد على شرائها من الأسواق، لكنهم لم يتمكنوا من تأمين الأدوية بعد وقف إطلاق النار.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا