آخر الأخبار

خبراء أميركيون يفككون زيارة فانس إلى إسرائيل

شارك





واشنطن- عقب وصوله إلى إسرائيل، تحدث نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس ، إلى وسائل الإعلام من داخل مركز التنسيق الجديد حيث يتمركز حاليا نحو 200 جندي أميركي لمراقبة تقدم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مؤخرا بين حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وإسرائيل.

وقال فانس إن لديه "تفاؤلا حقيقيا" بأن الاتفاق سيصمد رغم الخروقات التي شهدها قبل يومين. وأضاف "ستكون هناك لحظات يبدو فيها أن الأمور لا تسير على ما يرام. ولكن بالنظر إلى ذلك وإلى تاريخ الصراع، أعتقد أنه يجب على الجميع أن يفخروا بما نحن عليه اليوم".

وتابع "في الوقت الحالي أشعر بالتفاؤل الشديد. هل يمكنني القول بيقين بنسبة 100% إن الاتفاق سينجح؟ لا، لكنك لا تفعل أشياء صعبة فقط من خلال القيام بما هو مؤكد بنسبة 100%".

منعا للانهيار

وتتطلع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تجنب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وأن تستكمل الأطراف تنفيذ تعهداتها، فمن هنا جاءت زيارة فانس ضمن جهود واشنطن للمساعدة بتعزيز الاتفاق الهش، كذلك تسلط الزيارة الضوء على التزام إدارة ترامب بدفع السلام في المنطقة، وتشير إلى أهمية تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب .

وتبادلت إسرائيل وحماس إلقاء اللوم على بعضهما بعضا في عودة القتال مؤقتا -الأحد الماضي- بعدما قُتل جنديان إسرائيليان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ، وهو ما رد عليه الجيش الإسرائيلي بشن هجمات واسعة في القطاع نتج عنها مقتل عشرات الفلسطينيين.

إعلان

لكن بالمقابل، سبق مقتل الجنديين، كما رصدت المقاومة والجهات المختصة في غزة، خروقات عديدة قامت بها إسرائيل منذ اليوم الأول للاتفاق، لا سيما باستهدافها عشرات الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم شمال القطاع.

ويشمل اتفاق وقف إطلاق النار نقاطا مهمة وإن كانت معقدة، من إعادة جثث ما تبقى من القتلى الإسرائيليين، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ونشر قوة لتحقيق الاستقرار متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حماس.

وفي مشاركة لها على موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو مركز بحثي معروف بقربه من مواقف الحكومة الإسرائيلية، قالت إنيا كريفين الخبيرة بالمؤسسة إن "نائب الرئيس جاء لإظهار دعم البيت الأبيض لإسرائيل ولمركز التنسيق الجديد للمساعدات الإنسانية لغزة، وهي رسالة مهمة من واشنطن في ضوء انتهاكات حماس الصارخة لمفاوضات وقف إطلاق النار وهشاشة الهدنة".

وأضافت أن فانس "حث الإسرائيليين والشركاء الآخرين على التحلي بالصبر. ولن يلتزم بالجداول الزمنية، وأصر بدلا من ذلك على أن هذا الاتفاق هو أفضل فرصة للسلام ولأفق جديد لسكان غزة".

وقالت المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأميركية أنيل شيلاين، الخبيرة حاليا بمعهد كوينسي، للجزيرة نت إن "من المشجع أن الإدارة أرسلت نائب الرئيس فانس إلى إسرائيل كدليل على رغبة ترامب بأن تحافظ إسرائيل على وقف إطلاق النار".

مصدر الصورة الخط الأصفر يحدد مناطق انسحاب الاحتلال الأولي من قطاع غزة (الجزيرة)

ضغوط وفجوات

وتشير تقارير إلى تعرض إسرائيل وحماس لضغوط متزايدة من واشنطن لتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق في غزة، خاصة بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين في الأيام الأخيرة.

ودخل العمل التفاوضي مرحلة أكثر تعقيدا للحفاظ على الاتفاق الهش والانتقال بشكل أعمق إلى المحادثات التي من شأنها إنهاء الحرب بشكل دائم. وقبل مغادرته واشنطن، أقر فانس بأن المفاوضات ستكون "معقدة".

كما وجّه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر رسالة قوية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- في اجتماعهما به أمس الأول، مفادها أنه يجب على إسرائيل تجنب التصعيد من خلال ضمان أن تكون الردود على أي انتهاكات مزعومة لوقف إطلاق النار من قبل حماس متناسبة مع هذه الانتهاكات.



من جانبه، أشار رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية، والخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" بواشنطن، البروفيسور هايدمان إلى أن "نتنياهو الآن أكثر أمانا من الناحية السياسية، حتى لو كان لا يزال ضعيفا. في الوقت ذاته، أظهرت حماس أنها لا تزال القوة المهيمنة في غزة، وستصر على لعب دور قيادي بأي اتفاق مستقبلي، حتى لو كان بشكل غير مباشر".

وقال هايدمان للجزيرة نت "إن من غير الواضح ما يمكن لواشنطن أن تقدمه لنتنياهو الآن. ما يمكن أن تقدمه لحماس هو الوعد بدعم إعادة الإعمار وتشكيل حكومة لا تقودها حماس، في مواجهة التهديد بتجدد الهجوم الإسرائيلي".

إعلان

ومع ذلك، يواصل هايدمان فيقول إن "الفجوات التي تفصل بين الطرفين واسعة جدا، بما في ذلك رفض حماس التخلي عن أسلحتها، لدرجة أنني أجد أنه من غير المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من سدها، بغض النظر عن مقدار القوة النارية والدبلوماسية التي تملكها".

واتفقت الخبيرة شيلاين مع هذا الطرح، وقالت إن "من الواضح أن إسرائيل ونتنياهو يرغبان في العودة إلى الإبادة الجماعية الشاملة، بدلا من الإبادة الجماعية البطيئة المتمثلة في الاستمرار في تجويع الفلسطينيين، لأنهما سمحا بدخول 986 شاحنة مساعدات فقط خلال الأيام الـ11 الأولى مما يسمى بوقف إطلاق النار، عندما كان من المفترض أن يكون هناك 6600 شاحنة، كما وعدت إسرائيل بالسماح بدخول 600 شاحنة يوميا".

مصدر الصورة إسرائيل لم تسمح بإدخال العدد الكافي والمحدد من المساعدات لغزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار (غيتي)

معضلة نزع السلاح

وفي الوقت الذي أكد فيه فانس أن واشنطن ليس لديها موعد نهائي صريح لحماس لنزع سلاحها، وقال إنه إذا لم تمتثل الحركة فستحدث "أشياء سيئة للغاية"، يصر نتنياهو على أن أي انتهاك من حماس -بما في ذلك الفشل بنزع سلاحها- سيدفع إسرائيل إلى العودة إلى الحرب.

وقال البروفيسور هايدمان إن "ما نراه الآن هو الانهيار المتوقع لخطة سلام، والتي لم تكن في الواقع أكثر من مجرد صفقة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة. لقد ترك الاتفاق بين إسرائيل وحماس العديد من القضايا الرئيسية من دون حل لدرجة أن احتمالات تطور المرحلة الأولى، أي التحرك عقب إطلاق سراح المحتجزين إلى التحرك نحو مراحل لاحقة، منخفضة للغاية".

واعتبر أن واشنطن تملك نفوذا يظهر في إرسال هذا الوفد الضخم والمهم في هذه المرحلة إلى المنطقة، وأضاف أن "الولايات المتحدة تأمل بالتأكيد في أنه عبر إرسال وفد رفيع المستوى إلى إسرائيل ستتمكن من إحراز تقدم نحو سلام دائم. ومع ذلك، أدى نجاحها بتأمين تبادل المحتجزين إلى إضعاف نفوذ الولايات المتحدة. كان المحتجزون نقطة ضعف سياسية رئيسية لنتنياهو، وهذا ذهب الآن وأصبح من الماضي".

مصدر الصورة إسرائيل تهدد باستئناف الحرب إذا لم يُنزع سلاح حركة حماس (قناة الأقصى على تليغرام)

وأشارت الخبيرة شيلاين إلى أنه من المثير للصدمة أن العديد من وسائل الإعلام لا تزال تصف الانفجار الذي وقع في عطلة نهاية الأسبوع وأسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين في غزة بأنه "هجوم من حماس"، في حين أفادت وسائل إعلام بأن البيت الأبيض أخبرهم أنه كان نتيجة لشركة إسرائيلية خاصة كانت تهدم منازل الفلسطينيين في رفح ودهست ذخائر غير منفجرة، ومع ذلك استخدمت إسرائيل ذلك ذريعة لشن ضربات جوية في غزة.

وختمت شيلاين قائلة "إذا أراد ترامب أن يصمد الاتفاق، فعليه أن يوضح لنتنياهو أن الولايات المتحدة لن تزود إسرائيل بعد الآن بالمال والسلاح إذا استمرت بانتهاك وقف إطلاق النار".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا