في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شهدت الضفة الغربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، تصعيدا ميدانيا جديدا مع استمرار حملات الاعتقال الإسرائيلية وهجمات المستوطنين المسلحين، في وقت حذر فيه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "هجمات شديدة يشنها المستوطنون" ضد الفلسطينيين.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت 15 فلسطينيا منذ فجر اليوم في طولكرم، ورام الله والبيرة، جنين، والخليل، ونابلس ، بعد سلسلة مداهمات واسعة شملت تفتيش منازل وتخريب محتوياتها.
وفي الخليل، أصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي خلال اقتحام المدينة، بينما أغلقت قوات الاحتلال مبنى الإدارة الخاص بالجمعية الخيرية الإسلامية لرعاية الأيتام بعد مداهمته ومصادرة حواسيب ومحتويات إدارية، ومنعت الموظفين من الوصول إليه.
وأكد المستشار القانوني للجمعية عبد الكريم فراح أن جيش الاحتلال "أغلق المدخل الرئيسي بلحام الأكسجين دون تقديم أي مبرر قانوني".
وتعد الجمعية التي تأسست عام 1961 من أبرز المؤسسات الأهلية في الضفة الغربية، وتُشرف على رعاية أكثر من 6 آلاف يتيم عبر مدارس ودور تحفيظ القرآن.
تزامنا مع ذلك، هاجم مستوطنون مركبة فلسطينية في منطقة وادي عمار ببلدة ترمسعيا شمال رام الله، في حين أضرم آخرون النار في خيام لفلسطينيين بمنطقة وادي الجوايا بمسافر يطا جنوب الخليل.
كما اقتحم مستوطنون مستوطنة "ماعون" المقامة على أراضي فلسطينية وأشعلوا النار في ثلاث خيام، ما أدى إلى احتراقها بالكامل.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بتسجيل 71 هجوما نفذه مستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال أسبوع واحد، محذرا من تصاعد خطير في عنف المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون الحالي مقارنة بالأعوام السابقة.
وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوة إسرائيلية المنطقة الشرقية من المدينة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين تخللها إطلاق نار وقنابل غاز. وذكرت إذاعة صوت فلسطين أن جنود الاحتلال احتجزوا عددا من الأطفال في قرية تلفيت دون أن يُعرف مصيرهم حتى الآن.
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال جولة ميدانية في قيادة المنطقة الوسطى إن "المعركة لم تنتهِ بعد"، مؤكدا أن أمام الجيش "تحديات كبيرة في جميع الجبهات، خصوصا في الضفة الغربية"، وشدد على ضرورة "مواصلة الجاهزية والاستعداد العملياتي تحسبا لأي تطورات".
وتقول تقارير حقوقية إن إسرائيل تعتقل أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونها، بينهم نساء وأطفال، يعانون من ظروف احتجاز قاسية تشمل الإهمال الطبي والتعذيب وسوء المعاملة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق في الاعتداءات العسكرية وهجمات المستوطنين، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1057 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل، حسب معطيات فلسطينية وأممية.