آخر الأخبار

"أرض الصومال" وإثيوبيا تعيدان بناء العلاقات بعد أزمة ميناء بربرة

شارك

بعد أشهر من الجمود الدبلوماسي إثر انهيار اتفاق مثير للجدل بشأن قاعدة بحرية في ميناء بربرة، بدأت ما تسمى جمهورية أرض الصومال (صومالي لاند) وإثيوبيا في إعادة بناء العلاقات بهدوء، وسط آمال في هرغيسا بأن الاعتراف الدولي الذي طال انتظاره قد يكون قريبا.

وقد زار رئيس "أرض الصومال" عبد الرحمن محمد عبد الله المعروف باسم "إيرو" العاصمة الإثيوبية الأسبوع الماضي، في أول زيارة له منذ توليه السلطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

والتقى "إيرو" رئيسَ الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وعددًا من المسؤولين لمناقشة ملفات التعاون الأمني والفرص الاقتصادية.

ووفقًا لمسؤول رفيع من وفد "أرض الصومال" يسعى هذا الإقليم إلى توقيع اتفاق لتصدير الغاز من مشروع أوغادين للغاز الطبيعي المسال عبر ميناء بربرة، في خطوة قد توسّع التجارة بين الجانبين خاصة أن إثيوبيا تعتمد حاليا بشكل شبه كامل على ميناء جيبوتي.

كما أبدت "أرض الصومال" اهتماما بالاستفادة من الكهرباء التي يولدها سد النهضة الإثيوبي، وتسعى لتوقيع اتفاق لنقل الطاقة.

مساعٍ للاعتراف الدولي

عقب عودة إيرو إلى هرغيسا، وصفت وزارة الخارجية زيارته بأنها "ناجحة" وأسهمت في تعزيز "روابط الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل" مع أديس أبابا.

مصدر الصورة الانتخابات الرئاسية التي جرت في إقليم أرض الصومال عام 2024 (أسوشيتد برس)

ويرى محللون أن ميناء بربرة لا يزال في صدارة أجندة المحادثات الاقتصادية بين "أرض الصومال" وإثيوبيا، لكن هذه الأجندة تخفي خلفها هدفًا أكبر هو السعي الحثيث للاعتراف الدولي.

فمنذ إعلان الانفصال عن الصومال عام 1991، لم تعترف أي دولة رسميا بـ"أرض الصومال" كدولة مستقلة.

وفي عام 2024، عرضت إثيوبيا الاعتراف بـ"جمهورية أرض الصومال" مقابل الحصول على حق إنشاء قاعدة بحرية على جزء من ساحلها، بموجب مذكرة تفاهم أثارت غضب الصومال التي تعتبر الإقليم جزءًا من أراضيها.

إعلان

وهددت مقديشو بطرد القوات الإثيوبية من أراضيها، حيث تلعب دورا مهما في محاربة "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، توسطت تركيا لإنهاء الخلاف، وتراجعت إثيوبيا عن المضي في مذكرة التفاهم، تزامنا مع تولي إيرو الرئاسة، وهو الذي كان معارضا للاتفاق في فترة المعارضة.

اهتمام أميركي متزايد

عاد ملف الاعتراف بـ"جمهورية أرض الصومال" إلى الواجهة مؤخرا بعد تصريحات من واشنطن التي تبدي اهتماما بإنشاء قاعدة عسكرية في بربرة، خاصة في ظل وجود قاعدة صينية في جيبوتي حيث تقع القاعدة الأميركية الوحيدة على البحر الأحمر .

وفي أغسطس/آب الماضي، دعا السيناتور الأميركي تيد كروز الرئيس دونالد ترامب إلى الاعتراف بـ"أرض الصومال" واصفا الإقليم بأنه "شريك أمني ودبلوماسي مهم للولايات المتحدة".

كما قدم النائب الجمهوري سكوت بيري مشروع قانون يمنح ترامب صلاحية الاعتراف باستقلال "جمهورية أرض الصومال".

مصدر الصورة (الجزيرة)

ورغم أن زيارة إيرو إلى أديس أبابا أحاطتها تكهنات بإمكانية إعادة طرح ملف الاعتراف الإثيوبي، فإن مسؤولا من "أرض الصومال" أكد أن "أي قضايا خلافية لم تُطرح" وأن الاعتراف لم يُناقش، لكنه أضاف أن الإقليم لا يزال واثقا من نيل الاعتراف قريبا، قائلا "نتوقع أن يتم هذا العام".

هل تعترف إثيوبيا؟

لكن غيتاتشو ريدا مستشار رئيس الوزراء الإثيوبي للشؤون الأفريقية صرّح في 30 سبتمبر/أيلول الماضي بأن بلاده "لن تكون الأولى في الاعتراف بأرض الصومال، ولن تكون الثالثة أيضا" مشيرا إلى أن الاعتراف الأميركي قد يدفع أديس أبابا إلى اللحاق سريعا.

وفي الوقت الذي كان فيه إيرو يزور أديس أبابا، كان وزير دفاعه في واشنطن يلتقي مشرعين أميركيين ومسؤولين في البنتاغون .

ومع ذلك، يقول مسؤول من "أرض الصومال" إن الأميركيين "قرروا القدوم" إلى بربرة، لكنهم "يتحركون ببطء" ولم يحددوا بعد طبيعة القاعدة العسكرية التي يريدونها.

وكل ذلك يشير إلى أن الاعتراف الدولي بـ"جمهورية أرض الصومال" بحلول نهاية 2025 لا يزال احتمالا بعيدا، لكن التطورات القادمة قد تحمل مفاجآت.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا