القصف يتواصل.. وإسرائيل تعلق دخول المساعدات لغزة

بعدما توعدت تل أبيب بالتصعيد عقب تبادل اتهامات مع حركة حماس بشأن خرق اتفاق وقف النار في قطاع غزة، نفذت تهديدها.

تعليق دخول المساعدات

فبعد عشرات الغارات منذ الصباح، أعلن مسؤول أمني إسرائيلي، مساء الأحد، أن إسرائيل علقت دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة المحاصر، بحسب "وكالة فرانس برس".

وبرر المسؤول القرار بأن حركة حماس خرقت اتفاق وقف إطلاق النار.

كما قال طالباً عدم الكشف عن اسمه: "عُلّق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، عقب انتهاك حماس الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار".

لكن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصدر سياسي قوله، إنه وبتوجيه من المستوى السياسي، ستدخل المساعدات إلى غزة في نهاية المطاف غدًا.

وأضافت الهيئة أن التعليمات الرسمية لم تُحدَّث بعد بهذا الخصوص، لكن هذا هو الاتجاه المرجّح نتيجة للضغط الأميركي.

كما تابع المصدر أنه وبسبب القصف المكثّف وسقوط عشرات القتلى في صفوف حماس، أوقفت إسرائيل اليوم حركة الشاحنات، موضحاً أنها ستُستأنف بعد انتهاء الغارات.

وأعلن أن معبر رفح سيفتح فقط عندما ترى إسرائيل أن حماس تعيد جثامين الرهائن بوتيرة معقولة، وفق تعبيره.

جاء هذا في حين أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، أنه قصف عشرات الأهداف التابعة لحماس في غزة، متهماً الحركة بخرق الاتفاق صباح اليوم بشكل صارخ.

وأوضح في بيان، أن إحدى الغارات نفذت على نفق تابع لحماس بطول 6 كلم، كاشفاً عن استخدام أكثر من 120 قطعة ذخيرة في مهاجمة أهداف الحركة بجميع أنحاء القطاع، وفقاً لوكالة "تاس".

جاء هذا بعدما أعلن تنفيذ سلسلة غارات جديدة على جنوب قطاع غزة، وطالب السكان بالابتعاد عن الخط الأصفر.

كما كشفت مصادر أن الجيش الإسرائيلي نفذ اغتيالات ناجحة بمسيرات لعشرات العناصر من حماس، تركزت في وسط وشمال غزة.

منع انهيار الاتفاق

بالتزامن مع هذا التصعيد الميداني، كشف مسؤول إسرائيلي أن الإدارة الأميركية تتواصل لمنع انهيار اتفاق غزة.

أتى ذلك، بعدما طالب الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم سكان غزة بالبقاء في المنطقة غرب الخط الأصفر، مؤكداً أنه سيرد بقوة على البنية التحتية لحماس وعناصرها.

في حين أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي قبل ساعات أن تل أبيب قد تستهدف الحركة بمزيد من الضربات رداً على ما وصفها "بانتهاكات" حماس لاتفاق وقف إطلاق النار اليوم. وأضاف أن هناك ما لا يقل عن ثلاث حوادث اليوم أطلقت فيها حماس النار باتجاه القوات الإسرائيلية خلف "الخط الأصفر"، حيث انسحبت القوات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً لوكالة "رويترز".

في المقابل، ردت حركة حماس مؤكدة التزامها بالاتفاق. وشددت في بيان على تليغرام، على أن الوسطاء أو الضامنين لم يقدموا أي دليل على اختراق وقع من جانبها.

كما حمّلت إسرائيل مسؤولية أي تدهور أو انهيار للاتفاق، داعية الوسطاء والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.

مجاعة تحتاج آلاف الشاحنات

يشار إلى أن القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أن المستوى السياسي قَبِل توصية الجيش بتعليق إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع حتى إشعار آخر.

وأضافت نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن المستوى السياسي قرر أيضاً إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة.

وأشارت إلى أن المئات من الشاحنات تمكنت من الدخول خلال ساعات النهار، بينما توقفت شاحنات أخرى عند معبر كرم أبو سالم.

يأتي هذا بينما أكدت الأمم المتحدة أنه رغم وصول كميات صغيرة من المواد الغذائية إلى الشمال، وهي المنطقة التي شهدت أعنف وأشد المواجهات تدميراً بين إسرائيل وحركة حماس، لا تزال قوافل الإغاثة عاجزة عن نقل كميات كبيرة من الغذاء إلى هناك، وكذلك إلى مناطق أخرى.

وفي ظل تفشي المجاعة في أجزاء من مدينة غزة، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ هذا الأسبوع، إن الآلاف من الشاحنات المحملة بالمساعدات يجب أن تدخل قطاع غزة أسبوعياً للتخفيف من وطأة سوء التغذية والنزوح وانهيار البنى التحتية.