عمّان، الأردن ( CNN ) -- أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، الأربعاء، أحكامًا قضائية تتراوح بين ثلاث سنوات وأربعة أشهر، والأشغال المؤقتة لمدة 15 عامًا، بحق ثمانية متهمين من بين 12 متهماً في أربع قضايا جنائية عرفت بقضية "إثارة الفوضى" و"خلية الصواريخ"، وذلك بعد محاكمة سرية استمرت عدة أشهر، كشفت عنها السلطات الأردنية منتصف نيسان/إبريل الماضي .
وقررت هيئة المحكمة، بالمقابل، عدم المسؤولية بحق أربعة متهمين في قضية ما عرف بالطائرات المسيّرة أو الدرونز، والإفراج عنهم في إطار المحاكمة ذاتها .
وشملت الأحكام إصدار حكم على المتهمين بقضية تصنيع الصواريخ بالأشغال المؤقتة لمدد تتراوح بين سبع سنوات ونصف و15 سنة، والحكم على 6 متهمين بقضيتي التجنيد والتدريب بالأشغال المؤقتة لمدة ثلاث سنوات وأربعة أشهر .
وأكدت المحكمة في قرارها، بحسب ما نقلت وكالة "بترا"، أنها طبقت العقوبة الأشد في قضية "تصنيع الصواريخ ".
من جانبه، قال عبد القادر الخطيب، أحد المحامين في القضية لموقع CNN بالعربية، إن الأحكام المتعلقة بقضية الصواريخ "قاسية جدًا"، بينما اعتبر أن الأحكام المتعلقة بأربعة متهمين "بعدم المسؤولية" هي أحكام "جيدة".
وأضاف الخطيب في حديثه للشبكة: "كنا نأمل ألا تكون الأحكام في قضية تصنيع الصواريخ كما صدرت، هذه أحكام مغلظة جدًا. والقضية، باعتقادي، سياسية؛ فالأفعال التي اتهم بها المتهمون لم تكن موجهة للوطن بل موجهة للاحتلال الإرهابي. وقضية الطائرات المسيّرة كانت مجرد أفكار، والحكم كان جيدًا بعدم المسؤولية ".
وأكد الخطيب لجوء الدفاع إلى التمييز على الأحكام لدى محكمة التمييز .
ونقلت "بترا "، ملخصا لأبرز وقائع القضايا الأربعة، قائلة إن القضية الأولى (تصنيع الصواريخ)، تكونت من 3 عناصر، بدأت بعملية تصنيع الصواريخ داخل المملكة وإنتاج هياكلها، مشيرة إلى أنها قامت بإنشاء مستودعين لغايات التصنيع والتخزين في محافظة الزرقاء والعاصمة عمان، أحدهما كان محصّناً بالخرسانة لتخزين الصواريخ ويحتوي على غرف سرية مقفلة .
وتلقت الخلية التدريبات والأموال من الخارج، إذ تمكنت من إنتاج النموذج الأول لصاروخ قصير المدى، بحسب الوكالة .
وفي القضية الثانية (التجنيد)، أشارت الوكالة، إلى أن المتهمان زارا بلداناً إقليمية وتعاونا مع أطراف خارجية بهدف تجنيد شباب داخل المملكة .
وبينت أن آلية العمل والتواصل كانت "سرية"، حيث تلقيا التعليمات والدورات الأمنية من تلك الأطراف، تبعه تحديد "نقاط ميتة" داخل المملكة لغايات زرع مواد بحوزتهم .
وفي القضية الثالثة (التدريب)، جرى تدريب شبان على أعمال غير مشروعة تضمنت دورات متقدمة ودروساً أمنية
وفي القضية الرابعة (الدرونز)، قام 4 شبان، بحسب ما نقلت "بترا" بالتنسيق فيما بينهم والاجتماع أكثر من مرة لتصنيع طائرات مسيرة "درونز"، وعمل الشبان على توزيع الأدوار فيما بينهم وزاروا بلدانا خارجية، وطرح أحد المتهمين فكرة صناعة طائرة "الجلايدرز" وجربها داخل إحدى المزارع .
وصدرت في شهر أيار (مايو) الماضي، أحكاما بالسجن بالأشغال المؤقتة لمدة 20 عامًا لأربعة متهمين آخرين، كانت قد بدأت محاكمتهم في وقت سابق، قبل الإعلان عن مخططات الخلية كاملة، التي سميت بـ"خلية الـ16"، وأشار مسؤولون حكوميون إلى أن لبعضهم صلة بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة .
يُشار إلى أن الجهات الحكومية والقضائية لم تذكر في بياناتها الرسمية أو في قرارات الأحكام والوقائع المتصلة بالقضية منذ الكشف عنها وجود صلة بين بعض المتهمين وحركة "حماس"، فيما أُشير إليها في وقائع القضية بحسب ما نقل محامو الدفاع في وقت سابق.