حرب غزة: وفدان من حماس وإسرائيل يتوجّهان إلى مصر اليوم لبحث تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة

كما ذكرنا هذا الصباح، تتضمن خطة ترامب للسلام في غزة عدة عناصر رئيسية، ولكن إليكم نظرة على ما وافقت عليه حماس حتى الآن: إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين - أحياءً وأمواتاً - في غزة. تسليم إدارة غزة للتكنوقراط الفلسطينيين.

ما لم ترد عليه حماس بشكل مباشر: نزع السلاح - وهو جزء أساسي من الخطة تُصرّ إسرائيل عليه. وعدم لعب أي دور مستقبلي في إدارة غزة.

أفاد بيان حماس يوم الجمعة أن الجزء المتعلق بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني من المقترحات لا يزال قيد المناقشة "ضمن إطار وطني"، وأن حماس ستكون جزءاً منه.

الفرق الرئيسي في هذه المفاوضات بشأن غزة هو المشاركة الشخصية للرئيس دونالد ترامب، الذي مارس ضغطاً كبيراً للتوصل إلى اتفاق - وبسرعة.

إنه يريد أن يُذكر بأنه الشخص الذي أنهى الحرب - وفي هذه العملية، يأمل أن يُكافأ على ذلك، إذ يتطلع إلى جائزة نوبل للسلام التي سيُعلن عنها يوم الجمعة.

هناك ضغوط ليس فقط على حماس، بل أيضاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتُهم بتخريب المفاوضات في الماضي. كانت هناك بعض المؤشرات على انزعاج الرئيس ترامب من الزعيم الإسرائيلي، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تأثير ترامب كافياً لنجاح هذه الجهود.

ستركز محادثات اليوم على المرحلة الأولى من خطة العشرين نقطة التي أعلنها الرئيس: إطلاق سراح الرهائن المتبقين، أحياءً وأمواتاً، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة.

ستُناقش العناصر الأصعب لاحقاً، وهي نقاط أثبتت أنها شكّلت عقبات رئيسية في محادثات سابقة. وتشمل هذه النقاط مطالبة إسرائيل بنزع سلاح حماس، وضمانة تريدها الحركة بعدم استئناف الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن.

هناك زخم كبير للتقدم، لكن هذا لا يضمن التوصل إلى اتفاق.

تتضمن بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ عامين، حزمة سياسية وأمنية وإنسانية.

وكان ترامب قد تحدث عن خطته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

ومن المفترض بموجب الخطة "إنهاء القتال، وتثبيت هدنة دائمة، وتهيئة الظروف لإعادة إعمار القطاع".

وخلال 72 ساعة من قبول إسرائيل بالخطة، سيفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين (أحياء وأموات)، مقابل ذلك، تفرج إسرائيل عن 250 سجيناً فلسطينياً من ذوي أحكام المؤبدات، إضافة إلى 1,700 معتقل من غزة ممن احتجزوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووفقاً لبنود الخطة فإن سكان القطاع "لن يُجبَروا" على الخروج منه.

للمزيد: "غزة منزوعة السلاح" و"مجلس السلام" يحكم القطاع، ما أبرز بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب؟

مع استئناف محادثات السلام غير المباشرة اليوم، واصل الجيش الإسرائيلي نشر آخر المستجدات حول نشاطه العسكري في غزة.

في منشور له خلال الساعات القليلة الماضية، أفاد الجيش الإسرائيلي بقصف "عدد" من الأهداف في مدينة غزة أمس.

في وقت سابق، بيّن مراسلنا مواقع بعض تلك الضربات، وقدم تحديثاً من جهاز الدفاع المدني في غزة، الذي أفاد بمقتل 24 فلسطينياً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

ووفقاً لمنشور الجيش الإسرائيلي، شملت الأهداف فرقة مسلحة بالمتفجرات. للتذكير، كانت مدينة غزة محور عملية إسرائيلية موسعة أعلن عنها رئيس الوزراء خلال الصيف.

أبدى فلسطينيون في غزة تفاؤلاً حذراً بشأن خطة ترامب وجهود السلام الأخيرة، ورحبوا بالاستجابات الإيجابية والوساطة الدولية، مؤكدين أن الأمل الحقيقي "يكمن في إنهاء الحرب ووقف إراقة الدماء اليومية وتأمين تبادل الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وبدء إعادة الإعمار بعد قرابة عامين من النزوح والدمار".

وقال أحد المواطنين في قطاع غزة: "استقبلنا رد حماس بفرحة غامرة، لأنه كان إيجابياً بالفعل. وأعلن ترامب بنفسه (الرد) في مؤتمر صحفي ورحّب بالأمر. وساد فرح عارم في قطاع غزة، نحن نعيش حرب إبادة وتشريد وقصف ومررنا بمحن على مدار العامين الماضيين. كما مررنا بتجارب قاسية للغاية، لم يستطع أحدٌ في العالم تحمّلها، ومع ذلك نحن في غزة تحمّلناها".

بينما قال آخر "إن الأهم بالنسبة لنا اليوم هو أن يستكمل الوسطاء دورهم لإبرام الصفقة، واستكمال كل مراحلها، وأن تنتهي هذه الحرب، وأن ينسحب الجيش (الإسرائيلي) من غزة، وهو شي مهم جداً لتبدأ عجلة العمل بالدوران".

غير أن أحد الفلسطينيين في القطاع أعرب عن عدم يقينه بشأن تفاصيل الاتفاق، وقال "إن الأمور ضبابية. نحن لا نعرف شيئاً حتى الآن وملامح الاتفاق غير واضحة، وننتظر أن تكون هناك توضيحات خلال الأيام القادمة بشكل أكبر، ونتمنى من الله أن تتوقف شلالات دماء هذه الحرب وتنتهي المجاعة".

بينما وصف فلسطيني، تطبيق وقف إطلاق النار بـ"الحلم"، متمنياً أن يتحقق خلال المرحلة القادمة "لأن الحرب وصلت إلى ذروتها...وإذا لم تنجح هذه المبادرة ونحن لا نتمنى ذلك، فنحن ذاهبون إلى المجهول وستصبح ظروفنا أقسى من تلك التي نعيشها الآن".

صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، مطلع على المحادثات، لبي بي سي بأن اجتماعات تحضيرية ستُعقد الساعة العاشرة صباحاً في القاهرة (الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش) بين ممثلي حماس وقطر ومصر، تمهيداً للمفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل.

وأضاف المسؤول أن المناقشات ستركز على بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار وآليات تنفيذها.

قال صحفي مستقل في مدينة غزة لبي بي سي إن سكان غزة لديهم آراء متضاربة بشأن خطة السلام المقترحة، وإنهم "منقسمون إلى قسمين".

وأوضح الحسن السلمي لبرنامج "نيوز آور" على خدمة بي بي سي العالمية في وقت سابق أن البعض متفائل بأن الاتفاق الجديد سينهي أعمال القتل، بينما لا يبدو آخرون متفائلين، لأن الخطة ستعني بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

ويقول: "يعاني الناس هنا منذ عامين من القتل والتهجير. إنهم بحاجة إلى أي حل، فقط لإنهاء معاناتهم هنا".

مع ذلك، يقول السلمي إن "انسحاب إسرائيل من غزة لن يكون سريعاً، وسنظل نعيش تحت الاحتلال". ويضيف أن هذا قد يعني أن سكان غزة سيعيشون في خيام لفترة طويلة.

"الناس الآن لا يكترثون لأي شيء لأنهم فقدوا كل شيء بالفعل".

استمرت الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة طوال الليل وحتى الاثنين، وفقاً للدفاع المدني في غزة.

و صرح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لبي بي سي أن 24 فلسطينياً قُتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأن القصف لم يتوقف.

وأضاف: "لم يُسمح لأي شاحنات إغاثة بالدخول إلى مدينة غزة منذ بدء الهجوم قبل أربعة أسابيع".

وقال: "لا تزال هناك جثث لا نستطيع انتشالها من المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية".

وأفاد سكان محليون بأنه منذ الساعة 21:30 بالتوقيت المحلي الأحد (7:30 مساءً بتوقيت غرينتش) وحتى الفجر، ضربت المدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية عدة أجزاء من المدينة.

وتركز القصف على الأجزاء الجنوبية والغربية من المنطقة الصناعية، ومنطقة الجامعة، تلاه قصف كثيف في تل الهوى.

وفي وقت لاحق، استهدفت غارات جوية حي التفاح ومجمع الأمن العام. وفي الساعات الأولى من الصباح، قصفت الطائرات الحربية تل الهوى، ومخيم الشاطئ، والجلاء، بينما استهدفت المدفعية شارع النصر بالقرب من دوار حميد ومستشفى الشفاء.

وأفاد شهود عيان بسقوط صناديق متفجرة على مناطق سكنية في النفق والجلاء. وأوضح بصل أن تل الهوى والجلاء وشارع النصر كانت من بين المناطق الأكثر تعرضاً للقصف خلال الليل.

مع اقتراب بدء المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في مصر، دعونا نلقي نظرة على من سيحضر شرم الشيخ.

سيمثل الولايات المتحدة كلٌ من: المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترامب ومستشاره الرئاسي السابق جاريد كوشنر.

بالنسبة لقطر، سيحضر وسيط رئيسي آخر، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

أعلن مكتب بنيامين نتنياهو الليلة الماضية أن الوفد الإسرائيلي سيرأسه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وسيرأس وفد حماس، خليل الحية، أحد المستهدَفين بمحاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة، قطر، مطلع الشهر الماضي.

أدى الهجوم في العاصمة القطرية إلى مقتل خمسة من أعضاء حماس، بالإضافة إلى أحد أفراد قوات الأمن القطرية. لكن حماس أعلنت نجاة فريقها القيادي من الغارة الجوية الإسرائيلية.

من المقرر أن تبدأ المفاوضات الفنية يوم الاثنين في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، تحت رعاية مصرية وقطرية وأمريكية وتركية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ودبلوماسية مطلعة على مسار المحادثات لبي بي سي.

وقالت المصادر إن وفوداً إسرائيلية وأمريكية رفيعة المستوى ستشارك يوم الأربعاء، بقيادة رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، في المرحلة التالية من المفاوضات.

كما قال مصدر في حركة حماس مطلع على موقف الحركة من المبادرة الأمريكية لبي بي سي، في وقت سابق، إن بعض البنود لا تزال "غامضة وتحتاج إلى مزيد من التوضيح"، مضيفاً أن المقترح "غير منضبط وبحاجة إلى نقاشات إضافية عبر الوسطاء"، دون أن يتطرق إلى مطلب نزع سلاح الحركة، الذي يعتبر أحد أكثر البنود إثارة للجدل.

وتعتزم السلطات المصرية استضافة مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية، لبحث مستقبل قطاع غزة بعد الحرب بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت معها بي بي سي. وأوضحت أن مصر "ستبدأ قريباً التحضيرات والدعوات لعقد حوار فلسطيني شامل حول الوحدة الوطنية ومستقبل القطاع، بما في ذلك تشكيل لجنة أو هيئة مستقلة من الكفاءات لإدارة غزة بشكل مؤقت، إلى حين توحيد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وصل كبير مفاوضي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحية على رأس وفد من الحركة إلى مصر مساء الأحد، في وقت يُنتظر وصول الوفد الإسرائيلي صباح الاثنين، للمشاركة في محادثات غير مباشرة حول آليات تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط أجواء من التفاؤل بإحراز تقدم.

وقالت حماس في بيان إن وفدها وصل "لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الرهائن"، بمشاركة وسطاء إلى جانب وفدَي الحركة وإسرائيل.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية - أن وفده برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيتوجه إلى شرم الشيخ صباح الاثنين، بعد أن كان مقرراً أن يغادر مساء الأحد.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي أن التقدم بشأن خطة ترامب يبدو إيجابياً في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن جميع الأطراف تبذل جهوداً لإنجاح العملية، مع ثقة متزايدة بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

كما أوضح الموقع أن مبعوثَي ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، من المقرر أن ينضما إلى المحادثات في مصر يوم الثلاثاء أو الأربعاء، فيما يواصل البيت الأبيض الضغط على إسرائيل وحماس للمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق دون تأخير.