آخر الأخبار

الجزيرة نت ترصد مشهد النازحين في شارع الرشيد بعد إغلاقه

شارك

غزة- قبل أن تبادره الجزيرة نت بالسؤال عن مشاهداته خلال رحلة نزوحه مشيا عبر شارع الرشيد الواصل بين مدن قطاع غزة ، بعد قرار الاحتلال إغلاقه، طلب بلهفة إجراء مكالمة هاتفية.

كان الرجل الذي بالكاد وصل إلى جسر وادي غزة، بالقرب من مخيم النصيرات (وسط القطاع)، شاحب الوجه، نحيف البدن، غير مهندم الثياب، يحمل حقيبة على ظهره، وكيسين من الملابس في يديه.

ما إن رد المتصل، حتى عاجله بالقول "أنا أبوك يا محمد، أنا عايش، أنا عايش مش ميت" ثم أجهش ببكاء حار، وبعد أن أنهى المكالمة، أخبرنا الرجل الذي اكتفى بتسمية نفسه أبو محمد، بأنه كان محاصرا في منزله ب حي الشيخ رضوان منذ أسبوعين.

ووسط نحيب يضيف "يظن أهلي أنني ميت، منذ 14 يوم وأنا محاصر في حي الشيخ رضوان، هدموا (الاحتلال) عليّ المنزل، بقيت حيا لأنه كان عندي شوية أكل وشرب"، وروى أبو محمد للجزيرة نت تفاصيل مروعة، عن اللحظات التي قضاها محاصرا بمفرده في منزله، وما شاهده من هجمات للطائرات المسيرة الصغيرة "درون"، والتي يستخدمها الاحتلال لتنفيذ الإعدامات والمراقبة وإلقاء القنابل.

تمكّن أبو محمد، مساء أمس الأربعاء، من مغادرة منزله المهدم، وقرر اللحاق بأهله الذين نزحوا قبله لجنوب القطاع، لكنه فوجئ بقرار الاحتلال بإغلاق شارع الرشيد وجعله بمسار واحد، من الجنوب إلى الشمال، ومشيا على الأقدام.

مصدر الصورة المواطنون ينزحون في ظروف إنسانية صعبة ويحاولون حمل ما يستطيعون مما تبقى من احتياجاتهم (الجزيرة)

قرار مفاجئ

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له، أمس الأربعاء، إغلاق شارع الرشيد من الجهة الجنوبية لقطاع غزة ابتداء من الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي، موضحا أن الانتقال جنوبا سيكون متاحا لمن لم يتمكنوا من إخلاء مدينة غزة في وقت سابق.

وصباح اليوم الخميس، شوهدت دبابات وجرافات كبيرة تقطع الشارع وتعمل على إقامة سواتر ترابية بحسب شهود عيان، تحدثوا للجزيرة نت، وفي هذا الصدد يقول أبو محمد واصفا مشاهداته خلال رحلة نزوحه التي استغرقت نحو 4 ساعات "رأيت الدبابات برفقة جرافات كبيرة، تقيم سواتر رملية، وتهدم ما تبقى من المباني في المنطقة".

إعلان

كما بدأت قوات الاحتلال باستهداف أي فلسطيني يقرر الدخول لمدينة غزة، قادما من وسط وجنوب القطاع، وكان عبد الهسّي، شاهد عيان على استهداف الاحتلال لعدد من العائدين إلى مدينة غزة، صباح اليوم الخميس.

مصدر الصورة دبابات وجرافات قوات الاحتلال قطعت الطريق الساحلي وأقامت سواتر ترابية (الجزيرة)

يقول الهسّي عقب وصوله مشيا على الأقدام إلى جسر وادي غزة، إن أحد الشبان العائدين أصيب برصاصة قناصة في فكه وسقط على الأرض قرب الشارع المؤدي إلى قصر العدل (جنوبي غزة)، قبل أن يحمله عدد من النازحين على عربة يجرها حيوان نحو جنوب القطاع.

كما شاهد طائرة درون تلقي قنبلة باتجاه عائلة كانت في طريقها إلى مدينة غزة بالقرب من المفترق المؤدي إلى حي الزهراء، جنوبي غزة، دون أن يدري ما مصيرها.

وفي طريق نزوحه من غزة، شاهد الهسي دبابات الاحتلال تقطع الطريق الساحلي، برفقة جرافات كبيرة، وتعمل على إقامة سواتر رملية، ويرى الشاب الغزي أنه نجا بأعجوبة خلال رحلته، واصفا النزوح حاليا بـ "الخطِر للغاية".

ويضيف "كنا نجري في الشارع خائفين، ولم نكن ندري ماذا نفعل حينما شاهدنا الدبابات"، محذرا من العودة من الجنوب إلى الشمال، مؤكدا أن الاحتلال لا يتردد في قتل أي شخص يسعى للوصول إلى مدينة غزة.

وكان الهسي يقيم في مخيم الشاطئ ، شمال غزة، والذي يتعرض لقصف مستمر من قبل قوات الاحتلال، وذكر أن 4 من أقاربه استشهدوا أمس الأربعاء، غربي المخيم جراء اعتداء اسرائيلي.

نازحون وخائفون

على دراجة هوائية، وبرفقة ابنه، قرر أبو ياسر النزوح من مدينة غزة، قادما من حي النفق (وسط)، تاركا وراءه عائلته وسيارته، وذكر أنه سبق عائلته بالنزوح بغرض ترتيب أمور إقامتهم في جنوب القطاع، حيث سيبحث عن أرض في منطقة خان يونس لإقامة خيمة عليها.

ويضيف "خرجت اليوم الساعة 7 صباحا، وتركت سيارتي في غزة لأن الاحتلال يمنع السيارات الآن، وهذا معناه أنه ممكن تتدمر، لكني مضطر"، وتابع "لم أستطع أخذ عائلتي معي، لأنه لا مكان نذهب إليه، سأبحث عن مأوى ثم سيلحقون بي".

واتفق مع سابقيه من المتحدثين على أن دبابات وجرافات قوات الاحتلال تقطع الطريق الساحلي "الرشيد" وتقيم سواتر ترابية، ويكمل "ربما يقيمون حاجزا لتفتيش الناس، وهناك الكثير من طائرات الكواد كابتر فوقهم"، ويشير إلى أن قطع الاحتلال للطريق الساحلي جعل من حركة النزوح خفيفة جدا، معللا ذلك بأن السكان يخافون استهدافهم وقتلهم من قبل الاحتلال.

ومن ناحية أخرى، وصف أبو ياسر الأوضاع داخل مدينة غزة بأنها "بالغة السوء"، ويضيف "الناس بغزة تخاف قدوم الليل، الليل رعب وقصف وقتل، ولا نستطيع أن ننام، بل نخاف أن ننام، نظل صاحين حتى الصباح من شدة الرعب والخوف والقصف".

مصدر الصورة المواطنون يضطرون للسير مشيا على الأقدام لساعات خوفا من استهداف الاحتلال لهم (الجزيرة)

هدم واستهداف مستمر

وتسبب قرار الاحتلال إغلاق الطريق الساحلي، بمعاناة هائلة لأبي محمد قاسم، حيث اضطر إلى حمل أغراضه على ظهره، والسير بها لعدة كيلومترات، مشيا على الأقدام.

وبالإضافة إلى التعب، ذكر قاسم أن الطريق كان مليئا بالخوف والرعب من استهداف الاحتلال له وللنازحين الآخرين، ويضيف "خرجت من الساعة السابعة صباحا، الطريق متعب جدا بسبب الشمس والمشي الطويل، والدبابات على الشارع، وهناك جرافات كبيرة كثيرة تهدم المنازل الباقية وتجرف الشوارع".

إعلان

ويقيم قاسم في مخيم الشاطئ، شمال غزة، ويرسم صورة صعبة جدا للأوضاع داخله حيث ذكر أنه يتعرض على مدار الساعة للاستهداف من قبل قوات الاحتلال.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا