في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بافاريا– لم يكن المهرجان حاضرًا وقت زيارتي لبايرويت، لكن المدينة قدّمت لي ما هو أبعد من الموسيقى: تاريخ حي وطبيعة تأسر الأنظار.
فمنذ أن وصلت إلى بايرويت، شعرت أنني في مدينة صغيرة وهادئة، لكنها تحمل في شوارعها ومعالمها إرثًا ثقافيًا وفنيًا يضعها على خريطة أوروبا الثقافية.
في قلب بافاريا، جمعت هذه المدينة بين الفنون الرفيعة، العمارة الباروكية، والطبيعة التي تمنح الزائر سكينة لا تُنسى.
أولى محطاتي كانت دار الأوبرا الباروكية (Markgräfliches Opernhaus)، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، عند دخول القاعة، تدهشك الزخارف المذهبة والمقاعد الخشبية القديمة والأسقف المرسومة بدقة مذهلة، كان المكان أشبه بتحفة فنية قائمة بذاتها، يروي قصة ازدهار الفن الباروكي في أوروبا.
بعدها توجهت إلى قصور الملكة فيلهلمينه، التي عكست عظمة الأرستقراطية البافارية، القاعات الفسيحة بزخارفها المترفة والحدائق الملكية المحيطة بها، كشفت عن شغف الملكة بالفنون والعمارة، كل زاوية في القصور حملت لمسة ملكية، جعلتني أعيش لحظة من الماضي البعيد.
مصدر الصورة
على أطراف المدينة، زرت حديقة إيرميتاغه، وكانت التجربة الأقرب إلى القلب، الممرات الطويلة بين الأشجار، النوافير المائية المتدفقة، والقصور الصغيرة المخبأة وسط الطبيعة، شكلت لوحة بانورامية ساحرة، هناك، توقفت قليلًا أستمتع بالهدوء وأتأمل انسجام الطبيعة مع الفن.
وأثناء تجوالي بين شوارع بايرويت، لفت انتباهي حضور فن الغرافيتي على جدران بعض المباني، خاصة في المناطق القريبة من الجامعة والأحياء الشبابية، الرسومات بحد ذاتها أعمال فنية تعبّر عن آراء الجيل الجديد وتمنح المدينة وجها حضريا عصريا يوازن بين تاريخها الملكي وروحها الشبابية.
أما الشوارع نفسها، فهي مزيج بين ساحات واسعة مرصوفة بالحجر في البلدة القديمة، وأزقة ضيقة تنبض بالحياة اليومية: مقاهٍ صغيرة، متاجر محلية، وطلاب يتنقلون بالدراجات، هذا التنوع في ملامح الشوارع جعلني أشعر أن المدينة تعيش على إيقاع مزدوج؛، إيقاع ثقافي تقليدي عريق، وآخر حديث نابض بالحيوية.
كانت زيارتي إلى بايرويت تجربة لا تُنسى، رحلة عبر التاريخ والفن والطبيعة، من دار الأوبرا الباروكية المهيبة، إلى قصور الملكة وحديقة إيرميتاج الخلابة، اكتشفت أن هذه المدينة الصغيرة تحمل في طياتها عالمًا كاملًا من الجمال والثقافة يستحق أن يُكتشف.