في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
استعرضت صحف غربية اليوم ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة لأمم المتحدة ، بداية من ادعائه بأن الشريعة الإسلامية تغزو لندن ووصولا إلى لومه دولا أخرى على فشل المحادثات في غزة و أوكرانيا .
وتناول موقع ذا هيل الأميركي أبرز ما جاء في الخطاب، ووصفه بأنه "أطول خطاب لرئيس أميركي وأكثره عدائية"، وفيما يلي أهم 5 نقاط تلخص القضايا الأساسية:
وتساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مدى صحة ادعاءات ترامب، مشيرة إلى أن الخطاب تضمن العديد من المزاعم المضللة.
ولفتت إلى أن ادعاء ترامب بأن عمدة لندن -صادق خان- سينشر الشريعة الإسلامية غير صحيح، وأشارت إلى أن خان كان ضحية الشائعات، وأن مجالس الشريعة في بريطانيا خاصة ولا تملك أي صلاحيات قانونية رسمية.
وأوضح التقرير أن ادعاء ترامب استقطاب استثمارات بقيمة 17 تريليون دولار خلال ثمانية أشهر فقط -أي منذ بداية ولايته الثانية- مضلل، إذ أن الرقم الفعلي الذي أعلنه البيت الأبيض هو 8.8 تريليون دولار ويتضمن وعودا غير مؤكدة ومشاريع قديمة، في حين تجاوزت استثمارات الرئيس السابق جو بايدن الـ800 مليار دولار.
كما ادعى ترامب أن أسعار الكهرباء والغاز انخفضت بشكل كبير بفضل سياساته، لكن نيويورك تايمز قالت إن الكهرباء ارتفعت بنسبة 6.2٪ في حين انخفضت أسعار البنزين بشكل طفيف، مما يجعل تصريحاته مبالغا فيها، وفق الصحيفة.
وأكد التقرير أن تصريح ترامب حول طاقة الرياح في الصين كان خاطئا، إذ زعم أنها لا تستخدم توربينات الرياح محليا، والحقيقة هي أن الصين تدير أكثر من ثلث محطات الرياح عالميا.
وذكرت الصحيفة الأميركية مزاعم أخرى كررها ترامب "بلا أدلة"، مثل إنهائه "سبع حروب أبدية"، ودخول "ملايين من السجناء" إلى البلاد عبر الحدود، وفقدان 300 ألف طفل في عهد بايدن، ووفاة 300 ألف أميركي بسبب المخدرات، وجميعها إما مبالغ فيها أو كاذبة، حسب التقرير.
وبدوره، اعتبر سام كيلي محرر الشؤون العالمية في صحيفة إندبندنت، خطاب ترامب هجوما صريحا على المملكة المتحدة والأمم المتحدة بهدف تأجيج اليمين المتطرف في أوروبا.
وقال بتهكم إن نبرة الخطاب "المعادية لبريطانيا" أظهرت أن محاولة استمالة ترامب -كما فعل الملك تشارلز الثالث عندما رحب بالرئيس الأميركي في زيارة فاخرة- أمر لا طائل منه.
وحذر كيلي من أن ادعاء ترامب ارتفاع معدلات الجريمة في لندن غير صحيح، لكنه قد يُستغل من قبل جماعات يمينية متطرفة للتحريض ضد المهاجرين، وقد يتم استغلاله سياسيا من قبل زعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج .
ونوه الكاتب إلى أن انتقاد ترامب للاعتراف الدولي بدولة فلسطين كان يهدف إلى إرضاء إسرائيل وترويج الرواية الإسرائيلية التي تساوي بين حماس و منظمة التحرير الفلسطينية ، رغم أن منظمة التحرير اعترفت بدولة إسرائيل منذ سنوات، وذلك بهدف عرقلة قيام دولة فلسطينية.
ويرى التحليل أن ترامب "لا يحترم" الأمم المتحدة، والتي ساهمت -رغم فشلها في وقف الإبادات الجماعية في كمبوديا ورواندا وغزة- في بناء منظومة قوانين دولية حالت دون انزلاق العالم إلى فوضى شاملة.
وفي تحليل نشرته صحيفة غارديان البريطانية، أكد مراسل الشؤون العالمية أندرو روث أن خطاب ترامب بنبرته الحماسية وتركيزه على إنجازاته الشخصية، كان أقرب إلى خطاب انتخابي يهدف لحشد قاعدته الشعبية، وليس كلمة رسمية موجهة إلى قادة عالميين.
وأشار الكاتب إلى أن الخطاب كان حادا وانتقاديا واتسم بالعدائية، إذ اتهم القادة الأوروبيين بتدمير بلدانهم بسبب سياساتهم في الهجرة والطاقة الخضراء، بهدف إثارة مشاعر حركة " ماغا " ضد الليبراليين الأوروبيين.
ونقل التحليل قول نيد برايس، نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في إدارة بايدن سابقا "دعُونا لا نتظاهر بأن هذا خطاب سياسة خارجية، فهذه التسمية تكريم لا يستحقه خطاب كهذا".
وأكد برايس "أن هذا في الأساس خطاب انتخابي يخاطب ترامب فيه قاعدته السياسية وحركة ماغا، ويستعرض كل نقاط حملته، في حين يقف أمام قاعة ملأى بالقادة الذين يتمنون لو كانوا في أي مكان آخر".
ومن الجدير بالذكر أن الخطاب استمر ساعة كاملة، أي 4 أضعاف المدة الرسمية المسموح بها والتي تبلغ ربع ساعة.