لليوم الثاني على التوالي، يستمر زعماء العالم في إلقاء خطابات في الدورة الـ 80 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة، دعا رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب سوريا، محذراً من محاولات إسرائيل "المساس بالأمن السوري".
وأشار الشرع إلى أن الألم الذي عاشته بلاده لا تتمناه لأحد، مؤكداً دعم بلاده لأهل غزة وباقي الشعوب التي تتعرض للحرب، داعياً لوقف الحرب فوراً.
وتحدث الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عما وصفه بـ "حالة العالم"، و"الإبادة الجماعية" في غزة، و"الانتهاكات المتواصلة" في لبنان، و"تدمير البنية التحتية" في سوريا و"الاعتداءات" على اليمن، في إشارة منه إلى إسرائيل.
وقال إن ذلك حدث "بدعم كامل من النظام الأكثر تسليحاً على وجه الأرض، وبحجة الدفاع عن النفس"، وتساءل بزشكيان أمام الجمعية العامة: "من يثير القلاقل لشعوب العالم؟".
واستذكر بزشكيان الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران ما أشعل فتيل "حرب" استمرت 12 يوماً في يونيو/حزيران الماضي خلال خطابه، مؤكداً تعرض بلاده لما وصفه بـ "العدوان الهمجي". مضيفاً أن الهجمات الإسرائيلية "شكلت خيانة جسيمة للدبلوماسية".
وقال إن "العدوان أدى إلى استشهاد أطفال وعلماء"، مؤكداً أن بلاده "لم تسعَ ولن تسعى" إلى صنع قنبلة نووية.
وأدان الرئيس الإيراني ما سماه "العدوان الإسرائيلي" على قطر بعدما شنت إسرائيل ضربة استهدفت قادة لحركة حماس في الدوحة، قائلاً إنَّ ما تفعله إسرائيل ليس سوى "عدوان متجذر من الإكراه والتنمر".
وقال إن "الأمن لا يُبنى بالقوة"، بل "ببناء الثقة، والاحترام المتبادل، والتقارب الإقليمي، والتعددية".
وفي سياق خطابات اليوم، تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن أعضاء الأمم المتحدة الذين يريدون "السلام والأمن"، مشيراً إلى أن الشعب الأوكراني "مسالم" حتى خلال "سفك الدماء" نتيجة الحرب على حد تعبيره.
لكنه اتهم روسيا بـ "رفض السلام" لعدم قبولها وقف إطلاق النار، متهماً الروس بـ "خطف آلاف الأطفال الأوكرانيين"، ومتسائلاً عن "الوقت الذي سيُستَغرق لإعادتهم إلى ديارهم؟".
ولفت إلى أن روسيا لم توقف قصفها حتى على المناطق القريبة من المنشآت النووية، وعزا ذلك إلى "ضعف" المؤسسات الدولية.
وقال زيلينسكي: "كونك جزء من تحالف عسكري قائم (الناتو) لا يعني تلقائياً أنك في مأمن"، في إشارة إلى الاتهامات الموجهة لروسيا باختراق المجالين الجويين البولندي والإستوني، و"التهديدات" التي تطال مولدوفا.
وحذر زيلينسكي أوروبا من "فقدان" مولدوفا لصالح روسيا بالطريقة نفسها التي فقدت بها جورجيا، مشيراً إلى أن أوروبا فوتت فرصتها للتحرك لإنقاذ جورجيا، تماماً كما فشلت في إنقاذ بيلاروس، وفقاً لزيلينسكي.
واعتبر الرئيس الأوكراني أنه "لا ضمانات أمنية إلا الأصدقاء والأسلحة"، لكنه قال إن بلاده لا تملك "الصواريخ الضخمة التي يحب الدكتاتوريون التباهي بها".
وقالت مراسلة بي بي سي داخل اجتماعات الجمعية العامة إن الوفد الروسي الذي استمع لخطاب زيلينسكي تجنب النظر مباشرة إلى الرئيس الأوكراني أثناء إلقاء الكلمة.
وكان زيلينسكي قد تحدث عن "لقاء جيد" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، وقال إنه يقدر دعم واشنطن، لكنه أضاف: "في النهاية السلام يعتمد علينا جميعا".
ورداً على ترامب، أعلنت موسكو أنه ليس بإمكان كييف استعادة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي، بخلاف ما أكده الرئيس الأميركي، مشددة على أنها تنوي مواصلة هجومها المستمر في أوكرانيا منذ 2022.
وبعدما شدد ترامب لفترة طويلة على أن موسكو مهيمنة عسكرياً، غيّر موقفه على نحو مفاجئ الثلاثاء، معتبراً أن أوكرانيا قادرة على استعادة كل أراضيها من روسيا، "وربّما الذهاب أبعد من ذلك!".
ووصف ترامب روسيا بأنها "نمر من ورق" يبدو قوياً لكنه ليس كذلك، وأكد أن وضعها الاقتصادي حرج.
وفي مواجهة هذا التغيير في الخطاب، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمره الصحفي اليومي الأربعاء، أن "فكرة تَمكّن أوكرانيا من استعادة شيء ما، خاطئة من وجهة نظرنا".
على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، عقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اجتماعاً مع قادة عرب ومسلمين في نيويورك.
ووفقاً لموقع بوليتيكو فقد تعهد ترامب خلال الاجتماع بعدم السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بضم الضفة الغربية المحتلة.
ونقل الموقع عن اثنين من ستة مصادر على دراية بالمحادثات، أن ترامب كان "حازماً" في تعهده للقادة الذين اجتمع بهم.
وأضاف الموقع نقلاً عن أحد مصادره أنه على الرغم من تأكيدات ترامب، فإن وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين ضد حماس في غزة ما يزال بعيد المنال.
ووصف ترامب اللقاء بأنه "الأهم" بالنسبة له، مؤكداً أنه يسعى إلى وضع حد للحرب في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
وفي السياق، ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن اجتماع ترامب وقادة دول إسلامية ركز على إنهاء الحرب الدائرة في غزة والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضافت الوكالة أن الاجتماع ركز كذلك على إطلاق سراح جميع الرهائن واتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع الذي مزقته الحرب.
في غضون ذلك، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن ما طرحه ترامب خلال الاجتماع "أساس هام يمكن البناء عليه خلال الفترة القادمة لتحقيق السلام".
وكتب السيسي عبر منصة إكس، إنه "يقدر جهود ترامب من أجل وقف الحرب الجارية بقطاع غزة بشكل خاص، وسعيه لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام" معبراً عن "تثمينه لما طرحه خلال اجتماعه مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية بنيويورك أمس الثلاثاء".
وفي نيويورك، عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزيرة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة إيفيت كوبر اجتماعاً، أدانوا فيه الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الذي "شكّل انتهاكاً صارخًا لسيادة دولة قطر"، وأكدوا "دعمهم لسيادتها وسلامة أراضيها بما يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة" بحسب بيان للأمانة العامة لدول المجلس.
وحذر البيان من أن هذه الإجراءات "قد تُعيق مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم".
وبينما أعرب المجتمعون عن دعمهم لدور قطر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، أدانوا "الكارثة الإنسانية في قطاع غزة والقيود الإسرائيلية على المساعدات التي أدت إلى تفاقم المجاعة والمعاناة الإنسانية"، بحسب البيان.
وأكدوا "ضرورة وجود حكم موحد بقيادة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تحت إشراف السلطة الفلسطينية ووجوب إنهاء حماس حكمها في غزة"، مجددين "التزامهم بدعم تطلعات الفلسطينيين في تقرير المصير وضمان أن يكون الفلسطينيون محوراً أساسياً في عملية الحكم والأمن والتعافي في قطاع غزة بعد انتهاء الصراع".
وفي الشأن السوري، أكد الوزراء "التزامهم بدعم الحكومة السورية في إحراز تقدم نحو انتقال سياسي شامل وتمثيلي وغير طائفي يحترم حقوق جميع السوريين بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية". وشددوا على "ضرورة وقف إسرائيل لاعتداءاتها على سوريا".
أما فيما يخص إيران، اتفق الوزراء على أن "الحل الدبلوماسي ضروري" لبرنامج إيران النووي، وأكدوا أن إيران "لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً". وشدد الوزراء على أهمية "التعاون البنّاء" بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى خط أمن الملاحة البحرية، أكد مجلس التعاون والمملكة المتحدة على سلامة وحرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مشددين على ضرورة احتواء الأعمال المزعزعة للاستقرار من قبل الحوثيين، وأهمية إحياء العملية السياسية التي من شأنها أن تُفضي إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.
وفيما يتعلق بالسودان، دعا مجلس التعاون والمملكة المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية في مدينة الفاشر لتمكين إيصال المساعدات على نطاق واسع إلى دارفور، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية الملحّة للشعب السوداني الذي يواجه خطر المجاعة.