في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أرتفين- تقع ولاية أرتفين في أقصى شمال شرق تركيا ، على الحدود مع جورجيا من الشرق، وتطل على البحر الأسود من الشمال. كما تحتضنها سلسلة جبال كاشكار الشاهقة التي تُعد من أكثر المناطق خضرة في تركيا، إذ تغطي الغابات الكثيفة أكثر من نصف مساحة الولاية. وهذه الطبيعة جعلت منها وجهة مثالية لعشاق المغامرات الجبلية والهدوء البعيد عن صخب المدن.
يقف في قلب مدينة أرتفين أحد أشهر معالمها، وهو تمثال مصطفى كمال أتاتورك الذي يُعد من أكبر التماثيل البرونزية في تركيا. وشُيّد التمثال عام 2002 على تلة مرتفعة تطل على المدينة، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 20 مترا مع القاعدة.
ويتميز بموقعه البانورامي الذي يمنح الزائر إطلالة واسعة على وديان أرتفين وجبالها الخضراء، ليصبح نقطة جذب سياحية يقصدها الزوار لالتقاط الصور والاستمتاع بالمشهد الفريد.
تبدأ الحكاية غالبا من بلدة أرهافي، وهي مدينة صغيرة تحيط بها الجبال من كل الجهات. وتشتهر المدينة بجسورها الحجرية التي تعود إلى العهد العثماني وما زالت قائمة حتى اليوم، لتروي تاريخا من التواصل والتجارة عبر الأنهار.
تقع شافشات في ولاية أرتفين، وتشتهر بطبيعتها الخضراء الخلابة ووديانها العميقة، وتشكل المدينة نقطة جذب لعشاق الطبيعة والتصوير، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بالمشي بين الغابات الكثيفة، وتجربة الثقافة المحلية في القرى المحيطة.
على ارتفاع 1800 متر عن سطح البحر، تحتضن جبال بورشكا بحيرة كاراغول التي تكونت قبل مئات السنين بفعل انزلاق أرضي. ومع بزوغ الصباح، يتهادى الضباب فوق مياهها الهادئة كلوحة فنية، بينما تحيط بها غابات كثيفة وهضاب شامخة تعانق الغيوم. وتعد البحيرة ملاذا مثاليا لعشاق التخييم والتصوير، خاصة في فصلي الربيع والخريف حين تبلغ الطبيعة ذروة جمالها.
بحيرة كاراغول تقع على ارتفاع 1800 متر في منطقة بورشكا وتحيط بها غابات كثيفة (الجزيرة)بحيرة كاراغول تُعد من أجمل البحيرات الجبلية وتحيط بها مناظر بانورامية خلابة (الجزيرة)تتميز أرتفين بتنوع بيولوجي غني، حيث تضم محميات طبيعية نادرة تحتوي على أنواع من الطيور والحيوانات البرية، إضافة إلى نباتات لا تنمو إلا في هذه البيئة الجبلية الرطبة. وهذا التنوع جعلها وجهة للباحثين وعشاق الطبيعة على حد سواء.
الغابات تغطي أكثر من نصف مساحة أرتفين وتضم محميات طبيعية نادرة (الجزيرة)الغابة السوداء في شافشات تشتهر بكثافة أشجارها وعمق ألوانها الداكنة (الجزيرة)على قمة جبلية تقف أطلال قلعة شافشات (Şavşat Castle)، التي كانت حصنا دفاعيا في العصور الوسطى لحماية الطرق التجارية والعسكرية عبر الممرات الجبلية، وإلى جوارها يتدفق نهر تشوروه الذي تعلوه قنطرة جسر أورتاجلار المزدوج، وهو جسر حجري عثماني يعود تاريخه إلى نحو 700 عام، وما زال شامخا حتى اليوم.
قلعة شافشات شُيّدت في العصور الوسطى وكانت حصنا دفاعيا على الممرات الجبلية (الجزيرة)المائدة في أرتفين بسيطة لكنها تحمل نكهات متجذرة في حياة الجبال والريف، ومن أبرز ما يميزها طبق بينير إيرتمَسي، الذي يعكس روح الضيافة وبساطة المائدة الريفية، حيث تُذاب الجبنة المحلية على نار هادئة وتُقدّم ساخنة إلى جانب الخبز الطازج، في طقس يجمع العائلة حول النكهة والتراث.
طبق بينير إيرتمسي يعكس بساطة المائدة الريفية في أرتفين (الجزيرة)يمكن الوصول إلى أرتفين عبر مطار ريزا-أرتفين الدولي، الذي يبعد مسافة قصيرة بالسيارة عبر طرق جبلية خلابة. كما يمكن السفر من مطار طرابزون في رحلة تستغرق 3 إلى 4 ساعات، تمر خلالها بمناظر طبيعية لا تُنسى.
مطار ريزا-أرتفين الدولي يربط المنطقة بالمدن التركية الكبرى (الجزيرة)الطرق الجبلية إلى أرتفين تمتد عبر غابات شاسعة وتكشف مناظر لا تُنسى (الجزيرة)تتغير ملامح أرتفين مع الفصول، مما يمنحها جاذبية مختلفة في كل وقت من السنة. وفصل الصيف هو الأنسب لعشاق الطبيعة والرحلات الجبلية، حيث تكون الطرق سالكة والطقس معتدلا مع مشاهد خضراء ممتدة. أما فصل الخريف فيحوّل الغابات إلى لوحة ملونة بأطياف الأصفر والبرتقالي والأحمر. بينما يُعد الشتاء فرصة لعشاق الثلوج والرياضات الشتوية، إذ تغطي الثلوج قمم جبال كاشكار.
صيف أرتفين يتميز بدرجات حرارة لطيفة مقارنة بمدن تركيا الداخلية (الجزيرة)ربيع أرتفين يحوّل الجبال إلى بساط أخضر مرصع بأزهار برية ملونة (الجزيرة)للعائلات: التنزه عند بحيرة كاراغول، زيارة الأسواق المحلية، الإقامة في بيوت ريفية.
لعشاق المغامرة: التجديف في نهر تشوروه، تسلق جبال كاشكار، والمشي لمسافات طويلة في المحميات الطبيعية.
للمهتمين بالثقافة: حضور المهرجانات الصيفية التي تقدم رقصات "الهورون" التقليدية ومصارعة الثيران في مرتفعات كافكاسور، إلى جانب استكشاف القلاع والجسور التاريخية.
بحيرة كاراغول توفر مناطق للتخييم وسط أجواء طبيعية هادئة تحيط بها الغابات الكثيفة (الجزيرة)وأرتفين ليست مدينة مزدحمة أو وجهة سياحية صاخبة، لكنها تمنح زائرها تجربة نادرة من السكينة. وبين الغابات والبحيرات والجبال، يدرك المسافر أن صمت الطبيعة أعمق من أي ضجيج، وأن الهدوء الذي يبحث عنه كثيرون، ما زال حيا في أقصى شمال شرق تركيا.