آخر الأخبار

لغز اختفاء "الأسورة الذهبية".. جدل في مصر وسط تحقيقات أمنية

شارك
مصدر الصورة Credit: KHALED DESOUKI/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- أثار اختفاء إسورة ذهبية من المتحف المصري في منطقة التحرير بوسط القاهرة جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، إذ أعاد الحادث إلى الأذهان ملف سرقات الآثار المصرية وما يرتبط به من تساؤلات حول إجراءات التأمين والحفاظ على التراث الوطني.

وتضاعف الجدل أيضًا بسبب شكل الإسوارة وتاريخها وقيمتها الأثرية، قبل أن تصدر وزارة السياحة والآثار بيانًا رسميًا تؤكد فيه اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة الواقعة للجهات الشرطية المختصة.

وأكد البيان أن الصور المتداولة على بعض المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي ليست للقطعة المفقودة، وأن الأساور الظاهرة في هذه الصور معروضة بالفعل في قاعات الدور الثاني بالمتحف، بينما الإسوارة محل التحقيق مختلفة عنها تمامًا، وهي إسوارة ذهبية ذات خرز كروية من اللازورد تعود إلى مقتنيات الملك الفرعوني أمنمؤوبي من عصر الانتقال الثالث.

واكتشفت واقعة الأسورة أثناء جرد مقتنيات أثرية مخصصة للعرض في معرض "كنوز الفراعنة" المقرر إقامته في قصر العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل حتى 3 مايو/أيار من العام المقبل، والذي يضم 130 قطعة أثرية تروي مسيرة الحضارة المصرية عبر حقب زمنية متعددة، وفق وسائل إعلام محلية.

وانتقل الحديث عن اختفاء القطعة إلى منصات التواصل الاجتماعي، قبل صدور بيان رسمي من وزارة السياحة والآثار أكد تفاصيل الواقعة وأوضح حقيقة القطعة محل التحقيق.

وبرّرت وزارة الآثار سبب تأجيل الإعلان عن الواقعة لحرصها على "توفير بيئة مناسبة تسمح باستكمال التحقيقات بدقة وشفافية"، وقالت إنها شكلّت لجنة لحصر ومراجعة المقتنيات الموجودة في معمل الترميم في داخل المتحف المصري بوسط القاهرة، إضافة إلى تعميم صورة القطعة المختفية على جميع الوحدات الأثرية بالمطارات المصرية والمنافذ والموانئ البرية والبحرية والحدودية على مستوى البلاد.

وجاء اختفاء الأسورة من معمل الترميم، في وقت تسعى الحكومة إلى تطوير المتحف المصري من خلال تنظيم معارض كبرى، منها معرض دائم يضم مجموعة فريدة من اللوحات الجدارية التي عثر عليها في قصر الملك أمنحتب الثالث بمنطقة الملقطة غرب الأقصر منذ أواخر القرن التاسع عشر، والتي تُعرض مجتمعة في مكان واحد للمرة الأولى، ونقل آخر القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير بمنطقة أهرامات الجيزة، تزامنًا مع قرب افتتاحه في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقال أستاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، خالد حسن، إن القطعة الأثرية المختفية تُعد من القطع النادرة التي تعود لمقتنيات الملك أمنمؤوبي من الأسرة الثانية والعشرين، وهي عبارة عن أسورة ذهبية ملكية، مشددًا على أن اختفاءها أمر يستوجب التحقيق.

وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن الموضوع يخضع بالفعل لتحقيق من قبل الجهات الأمنية للبحث عن القطعة، لافتًا أن الأسورة كانت موجودة بمعمل الترميم لتجهيزها قبل مشاركتها في معرض "كنوز الفراعنة" بروما، ولم تتضح بعد ملابسات فقدها، سواء تم نقلها أو فقدت داخل المعمل، مؤكدًا أن الاختفاء لا يعني بالضرورة السرقة وقد يكون مرتبطًا بإجراءات عهدة أو نقل.

وأشار حسن إلى أن المتحف المصري بوسط القاهرة يخضع لإجراءات أمنية مُشددة لحماية القطع الأثرية، وأن معمل الترميم يستقبل ويُخرج آلاف القطع الأثرية سنويًا، ويعمل به خبرات علمية وكفاءات متخصصة في الترميم والبحث، مؤكدًا ضرورة معرفة ملابسات الفقد لتحديد أوجه القصور. ولفت أن الأحاديث المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي غير دقيقة، وأن الصور المنتشرة على الصفحات لا تخص الأسورة محل التحقيق.

وفي الإطار ذاته، ذكرت وزارة السياحة والآثار أنه ما تم تداوله عبر مواقع التواصل ومواقع إخبارية إلكترونية بشأن اختفاء خمس قطع أثرية وتَحطم قطعة أخرى من المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، "عارٍ تمامًا من الصحة". وأكدت الوزارة أن جميع القطع الأثرية بالمتحف، سواء المعروضة أو المخزنة، موجودة بالكامل في أماكن عرضها أو مخازنها، وفي حالة جيدة من الحفظ، بما ينفي بشكل قاطع صحة ما تم تداوله ويؤكد سلامة المقتنيات.

سي ان ان المصدر: سي ان ان
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا