آخر الأخبار

حرب غزة: نتنياهو يعلن بدء "مرحلة حاسمة" في القطاع، والأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"

شارك
مصدر الصورة

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، صباح الثلاثاء، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن إسرائيل بدأت عملية قوية في غزة تمهيداً لإطلاق "مرحلة حاسمة" من الحرب في القطاع.

في السياق، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن قوات الجيش تواصل تقدمها نحو وسط مدينة غزة، في إطار العمليات العسكرية المتواصلة في القطاع، مقدراً عدد مقاتلي حماس في المدينة بما بين ألفين وثلاثة آلاف، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح "الليلة الماضية، انتقلنا الى المرحلة التالية، المرحلة الأساسية من خطة" الجيش للسيطرة على المدينة، مضيفاً "وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".


* هل ترغب في معرفة مدى تأثير تطورات حرب غزة على منطقة الشرق الأوسط؟ تابع التحليلات والتقارير الشاملة عبر قناتنا على واتساب ( اضغط هنا ).

ومنذ الفجر، تتعرض مدينة غزة لقصف إسرائيلي عنيف، بحسب ما أفاد به شهود عيان للوكالة الفرنسية، غداة زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي حذّر قبل توجّهه إلى قطر بأن حركة حماس أمامها "مهلة قصيرة جداً" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صباح الثلاثاء في تغريدة على إكس إن مدينة غزة "تحترق" مشيراً الى أن الجيش الإسرائيلي "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا".

وأفاد مراسل بي بي سي نقلاً عن مصادر أمنية بأن أكثر من 370 ألف شخص قد غادروا قطاع غزة حتى الآن، وأن المصادر أكدت تسارع وتيرة الإخلاء مع استمرار العملية العسكرية.

الأمم المتحدة: إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة

اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب أربعة من أصل خمسة أفعال تُشكل جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب.

وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، في تقرير نُشر الثلاثاء، إن هناك "أسساً معقولة" للاستنتاج بأن إسرائيل نفّذت أفعالاً تشمل: قتل المدنيين، وإلحاق أذى جسدي ونفسي جسيم، وفرض ظروف معيشية مدمرة، ومنع الولادات داخل الجماعة، وهو ما يُطابق تعريف الإبادة الجماعية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.

واستند التقرير إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار، من بينهم الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، معتبراً أنهم "حرّضوا على الإبادة الجماعية"، كما اعتبر أن نمط السلوك العسكري في غزة يُظهر "نية متعمدة لتدمير الجماعة المستهدفة جزئياً أو كلياً".

وقالت رئيسة اللجنة، نافي بيلاي، في تصريحات لبي بي سي إن استخدام نتنياهو عبارات مثل "الانتقام العظيم" و"المدينة الشريرة" في إشارة إلى غزة، يُظهر استهدافاً جماعياً للمدنيين.

وأكدت بيلاي أن اللجنة استغرقت عامين في جمع الأدلة والتحقق من الوقائع، وأن الاستنتاجات مبنية على "الوقائع فقط"، مشددة على أنه لا يمكن تطبيق تعريف الإبادة إلا إذا كانت الأفعال قد نُفذت "بنية واضحة للتدمير".

كما أشارت إلى أن اللجنة تعتبر أفعال القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين "منسوبة إلى دولة إسرائيل"، وبالتالي فإن الدولة تتحمل المسؤولية عن ارتكاب الإبادة، والفشل في منعها أو معاقبة مرتكبيها.

من جهتها، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بشكل قاطع، واصفة إياه بأنه "مشوّه وزائف"، واتهمت أعضاء اللجنة بأنهم "وكلاء لحماس" يعتمدون على "ادعاءات كاذبة تم تفنيدها سابقاً".

يأتي التقرير في وقت تنظر فيه محكمة العدل الدولية بدعوى قدمتها جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل أيضاً بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهي تهم تنفيها إسرائيل بشدة.

ودعت اللجنة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية في "منع ومعاقبة جريمة الإبادة"، محذرة من أن التقاعس قد يجعلها متواطئة.

"مواطنون تحت الأنقاض يصرخون"

مصدر الصورة

ميدانياً، أفاد شهود عيان للوكالة الفرنسية بأن مدينة غزة تتعرض لقصف عنيف ومتواصل، بعدما تحول معظمها إلى أنقاض بعد نحو عامين من القصف الإسرائيلي منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية، الثلاثاء، عن مقتل 39 فلسطينياً، ثمانية منهم جراء قصف استهدف تجمعات إنسانيّة عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة وسط القطاع، فضلاً عن عشرات الإصابات.

وقال أحمد غزال، أحد سكان المدينة، "هناك قصف كثيف بشكل كبير على مدينة غزة لم يهدأ والخطر يزداد".

وأضاف الشاب البالغ 25 عاماً والذي يقيم قرب ساحة الشوا بسماع "صوت انفجار هزّ الأرض بشكل مرعب"، مشيراً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي "استهدف مربّعاً سكنياً يضمّ منازل العديد من العائلات (...) لقد دمّرت ثلاثة منازل بشكل كامل".

وأكّد الشاهد أنّ "أغلب المنازل التي دمّرت حتى الآن مأهولة بالسكّان... وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون".

من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، للوكالة الفرنسية إنّ "القصف ما زال مستمراً بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد".

وأسفر القصف الإسرائيلي على غزة الاثنين عن مقتل 49 شخصاً، معظمهم سقطوا في مدينة غزة حيث يكثف الجيش الإسرائيلي هجماته بهدف السيطرة عليها.

محادثات أمريكية - قطرية "مغلقة" في الدوحة

صباح الثلاثاء، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى قطر، في زيارة تهدف إلى حضّ الشريك الخليجي على الاستمرار في دور الوساطة بشأن غزة، بعد أسبوع من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في حركة حماس.

والتقى روبيو الذي رتّب زيارته القصيرة إلى الدوحة على عجل، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري، قبل الدخول في محادثات مغلقة رفقة مساعديه.

وأثار الهجوم الإسرائيلي على قطر التي تضم أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة، انتقادات نادرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حليفته إسرائيل.

وأكد ترامب لصحافيين في المكتب البيضوي الاثنين أن إسرائيل "لن تضرب قطر" مجدداً.

بدوره، أشار روبيو الثلاثاء إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على التوسط بشأن غزة.

وقال متحدّثاً عن القطريين "من الواضح أن عليهم تقرير ما إذا كانوا يريدون القيام بذلك بعد ما حصل الأسبوع الماضي أم لا، لكننا نريد منهم أن يعلموا أنه إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات فهي قطر".

وفي الدوحة، دعت قمة عربية - إسلامية طارئة عُقدت للبحث في الهجوم الإسرائيلي على قطر إلى "مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية" مع إسرائيل، مطالبة في بيانها الختامي "جميع الدول باتخاذ كافة التدابير القانونية (...) لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني".

والتقى روبيو مساء الاثنين في القدس وفداً من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، بحسب ما أعلن مسؤول في وزارته.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس نتنياهو

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا