قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الخميس، إن بلاده "قوية بما يكفي لعدم تعرضها لمثل هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 مرة أخرى".
جاء ذلك خلال مشاركته في مراسم إحياء الذكرى الـ24 لتلك الهجمات أقيمت أمس الخميس بمقر وزارة الحرب الأميركية ( البنتاغون ) في أرلينغتون بولاية فرجينيا.
وسرد ترامب في كلمته، لحظاتٍ من ذلك اليوم، بما في ذلك مقتطفات من محادثاتٍ مع ركاب كانوا على متن الطائرات المخطوفة.
وقال ترامب خلال مراسم الاحتفال، التي أقيمت في فناء داخلي للمبنى بدلاً من موقعه التقليدي خارج أسواره قرب النصب التذكاري لضحايا 11 سبتمبر "اليوم، كأمة واحدة، نجدد عهدنا المقدس بأننا لن ننسى أبدًا أحداث 11 سبتمبر 2001″، وأن "العدو سيفشل دائمًا. نتحدى الخوف، ونتحمل النيران".
وأشار إلى أنه غير مؤخرا اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب لهذا السبب، مضيفا "ستكون وزارة الحرب مختلفة تماما، إذا هاجمتمونا، فسنطاردكم وننتصر عليكم ونحن أقوياء بما يكفي لمواجهة مثل هذه الهجمات مرة أخرى".
وذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها عن إحياء ذكرى هجمات سبتمبر أن السلطات الأميركية نقلت مراسم المناسبة في البنتاغون أمس إلى الداخل "كإجراء احترازي إضافي".
وفي وقت لاحق أمس الخميس، حضر ترامب مباراة لكرة القاعدة للمحترفين بين فريقي نيويورك يانكيز ومنافسه ديترويت تايغرز، مما أثار ردود فعل متباينة بين صيحات إشادة بترامب من البعض واستهجان من البعض الآخر من الجمهور.
وقامت السلطات بتركيب زجاج أمني للرئيس خارج جناح المقصورة في الطابق العلوي التابع لعائلة شتاينبرينر، مالكة فريق يانكيز، حيث جلس ترامب بجانب رئيس فريق يانكيز.
في الشوط الثاني، أُعلن عن حضور ترامب، وعُرض على الشاشة الكبيرة لفترة طويلة أثناء عزف أغنية "تحية للرئيس".
وغادر ترامب بعد وقت قصير من نهاية الشوط السابع، الذي تضمن غناء أغنية "ليبارك الله أميركا" كما هو معتاد في مباريات يانكيز في 11 سبتمبر، وظهر ترامب على الشاشة الكبيرة 3 مرات متتالية، وقال المذيع شاكرا ترامب: "أهلًا بعودتك، يا ابن نيويورك، الرئيس الـ45 والـ47".
ومع وجود ترامب، كانت جميع مداخل الملعب مزودة بأجهزة كشف المعادن مع انتشار عناصر من الخدمة السرية، بعضهم مع كلاب بوليسية، بينما كانت طائرات مروحية تابعة لشرطة نيويورك تحلق في السماء.
وفتحت السلطات بوابات الملعب قبل 3 ساعات من انطلاق المباراة الأولى، وبدأت طوابير طويلة بالتشكل حتى قبل ذلك، رغم أن معظم الجماهير دخلت الملعب بسلاسة. وقال فريق يانكيز إنه "يحث بشدة حاملي التذاكر على الحضور في أقرب وقت ممكن". كما نصح جهاز الخدمة السرية من المشجعين ترك حقائبهم في منازلهم.
وفي شانكسفيل بولاية بنسلفانيا. تخلّلت مراسم إحياء الذكرى الـ24 للهجمات لحظات صمت، وقرع أجراس الكنائس، وتلاوة أسماء ما يقرب من 3 آلاف قتيل في هجمات 11 سبتمبر.
وفي حفل ريفي قرب شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، أقيم حفل حضره وزير شؤون المحاربين القدامى دوغ كولينز لتكريم ضحايا الرحلة 93، الطائرة المخطوفة التي تحطمت بعد أن حاول أفراد الطاقم والركاب اقتحام قمرة القيادة.
وفي أماكن أخرى، احتفل الناس بالذكرى السنوية بمشاريع خدمية وأعمال خيرية كجزء من يوم وطني للخدمة. شارك المتطوعون في حملات لجمع الطعام والملابس، وتنظيف الحدائق والأحياء، ودعم بنوك الدم، وغيرها من الفعاليات المجتمعية.
وأسفرت هجمات سبتمبر عن مقتل 2977 شخصًا، من بينهم العديد من العاملين في القطاع المالي في مركز التجارة العالمي، ورجال الإطفاء وضباط الشرطة الذين هرعوا إلى المباني المحترقة.
كما ترددت أصداء الهجمات عالميًا، مما غيّر مسار السياسة الخارجية والداخلية الأميركي، وقد أدت إلى "الحرب العالمية على الإرهاب" وغزو الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق وما تبعهما من صراعات.
وبحسب مصادر مفتوحة على الإنترنت، أنفقت الولايات المتحدة نحو 5 تريليونات دولار على الحروب التي شنتها في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في دول العالم الإسلامي، وفي مقدمتها أفغانستان والعراق، وذلك تحت غطاء مكافحة الإرهاب
وخلال هذه الفترة، قُتل أكثر من 7 آلاف جندي أميركي، وأكثر من 8 آلاف فرد من شركات خاصة تعمل مع الجيش الأميركي، ونحو مليوني مدني في جميع أنحاء العالم، معظمهم في العراق وأفغانستان.