في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتجه الأنظار إلى العاصمة اللبنانية بيروت مع قرب وصول المبعوث الأميركي توم براك لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين بشأن رد إسرائيل على المقترح الأميركي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، يأمل لبنان السير في مسار دبلوماسي يوقف عدوان إسرائيل ويجبرها على إنهاء احتلالها الأراضي اللبنانية مع قرار سيادي لبناني بحصرية السلاح بيد الدولة.
هذا ما جاء على لسان الكاتب والمحلل السياسي جورج العاقوري في برنامج "ما وراء الخبر"، مؤكدا أن لبنان يريد التعامل مع حزب الله في إطار سياسي مثل بقية الفرقاء.
ووفق العاقوري، فإن لبنان أمام عهد جديد "يطوى صفحة فتح جبهات قتال خدمة للمشروع الإيراني"، وينهي أيضا ازدواجية السلاح وحصرية قرار الحرب والسلم، إذ لم يعد لأي طرف الحق بممارسة فوقية على الآخرين، ولم يعد هناك من يمنح حزب الله تفويضا.
وبزغ هذا العهد -حسب العاقوري- بعدما فشل مبدأ "ردع إسرائيل" الذي تبناه حزب الله، معربا عن قناعته بأن الدولة اللبنانية وجيشها يستطيعان حماية اللبنانيين أكثر من أي طرف.
وبغض النظر عن مضمون الرد الإسرائيلي، فإن خيار لبنان "المقاومة الدبلوماسية، لا العسكرية التي أثبتت فشلها"، مطالبا حزب الله بالقبول بأنه جزء من لبنان وألا يفرض آراءه على الدولة والشعب.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد استبق وصول براك، وقال إن "لبنان الطوائف لا يصنع دولة"، مؤكدا أن الدولة هي التي تحمي جميع الطوائف وتصون الوطن.
في المقابل، تتبنى إسرائيل وأميركا منطقا "لا سياديا" مفاده بأن هناك اختلالا كبيرا في موازين القوى، ولذلك فإن "المطلوب إخضاع مشروع المقاومة بشكل تام من سوريا إلى لبنان إلى فلسطين"، كما قال الأكاديمي والباحث السياسي حسام مطر.
وحسب مطر، فإن حزب الله ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار ويطالب إسرائيل بتطبيقه، مع جهوزيته للذهاب إلى إستراتيجية دفاعية يلتزم بها الحزب ويضع قوته تحت سلطة الدولة اللبنانية ضمن توافق طائفي.
وشدد الباحث السياسي على ضرورة معالجة أي مخاوف ضمن إستراتيجية دفاعية بمعزل عن ضغوط خارجية -بعضها من دولة عربية لم يسمها- مطالبا بضرورة استعادة "شيء من التوازن في المشهد اللبناني لكي يصبح للحوار جدوى".
وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم جدّد -في وقت سابق اليوم الاثنين- رفض الحزب القاطع لتسليم سلاحه، ووصف قرار الحكومة بأنه "غير ميثاقي"، واتُخذ تحت الإملاءات الأميركية الإسرائيلية.
وفي ضوء هذا المشهد، تضغط الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل، وتعتقد واشنطن -حسب الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان- أنه لا يمكن تحقيق ذلك من دون نزع سلاح حزب الله.
ووفق كاتزمان، فإن إسرائيل هزمت حزب الله وإيران، ولم تعد تسمح سوريا بمرور الأسلحة الإيرانية للحزب، وبالتالي فإن حزب الله مطالب بألا يكون دولة داخل الدولة، ويتعين عليه الانسحاب من جنوب نهر الليطاني والتخلي عن سلاحه بشكل دائم.
وتدعم الولايات المتحدة هذه الرؤية، لكنها "لا تريد أيضا دفع لبنان نحو حرب أهلية جديدة"، مع إصرارها في الوقت نفسه على "حكومة واحدة وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني ودعم الرئيس عون".
وبناء على ذلك، لن تتخلى واشنطن عن هدف دولة لبنانية موحدة، وتدرك أنه لا اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل ما دام حزب الله يحمل سلاحا، كما يقول كاتزمان.
وأمس الأحد، التقى براك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة ملفي سوريا ولبنان ، كما أجرى مناقشات مع وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ووزير الدفاع يسرائيل كاتس .