في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- روّجت حسابات مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بزعم أنه يُظهر شيخ الأزهر أحمد الطيب، لدى دعوته إلى خروج مسيرات الجمعة في ميادين مصر، والتوجه في قافلة إلى معبر رفح، للتعبير عن التضامن مع قطاع غزة.
حظي الفيديو بمئات الآلاف من المشاهدات في مختلف المنصات الاجتماعية، مصحوبًا بتعليقات يقول بعضها: "إن صحَّ هذا التسجيل - وأخاله صحيحًا - فجزى الله فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خير ما يجزي به عباده العلماء الذين يخشونه ويتقونه ويخافونه".
أظهر الفيديو المزعوم، شيخ الأزهر وكأنه يقول على لسانه: "إن ما يجري اليوم في غزة من حصار وتجويع وقتل لإخوانكم جريمة لا يجوز السكوت عنها، ولا يليق بمؤمن أن يقنع بالدعاء دون حركة أو موقف... أدعوكم إلى أن تقودوا الناس بعد صلاة الجمعة القادمة في اليوم الثامن من شهر أغسطس".
ونسب الفيديو إلى الطيب دعوته إلى "مسيرات سلمية تخرج من المساجد يحمل فيها كل مواطن، ما يستطيع من قوت أرز أو دقيق أو حبوب ولو كيلو جرام واحد... ولتجتمع هذه المسيرات في ميادين المدن والمحافظات، وتتجمع معها الشاحنات والسيارات وتنطق القافلة الكبرى نحو معبر رفح. وأعلن أمام الله وأمام الناس سأكون في طليعة القافلة الخارجة من الأزهر إلى رفح".
على سبيل المثال، استعان صانعو الفيديو بلقطات مصورة حقيقية مأخوذة من برنامج "الإمام الطيب"، الذي كانت تبثه قنوات تلفزيونية مصرية وعربية، إضافة إلى حسابات الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعود اللقطات إلى الموسم الرابع من البرنامج، الذي تمت إذاعته في بين أبريل/نيسان ومايو/أيار خلال شهر رمضان لعام 2020.
بينما مزج صانعو الفيديو اللقطات الحقيقية مع كلمات نصية عن طريق أدوات الذكاء الاصطناعي، بحيث تُظهر شيخ الأزهر وكأنه يقولها، وهي حيلة معروفة لدى صانعي المعلومات المُضللة حول العالم. إلى جانب حقيقة عدم إدلاء الطيب بتصريحات مماثلة.
كما أكدت نتائج فحص الفيديو من خلال أدوات متخصصة في هذا الشأن، منها أداة Cantilux ، أن المقطع يحمل مؤشرات مرتفعة على أنه مُنتج عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وعبّر الأزهر مرارًا وتكرارًا عن إدانته للحرب الإسرائيلية في غزة منذ اندلاعها في عام 2023.
و أثار بيان للأزهر حول "المجاعة" في غزة ، جدلا في يوليو/تموز الماضي، قبل أن يوضح أنه حذفه "حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها".
وكان الأزهر قال في بيانه المحذوف إن ما يجري في غزة "جريمة إبادة جماعة مكتملة الأركان"، مُطلقًا "نداءًا عالميًا عاجلاً يستصرخ فيه أصحاب الضمائر الحيّة لتحرك فوري لإنقاذ أهالي غزة من المجاعة القاتلة".