ارتفعت حصيلة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 56 قتيلاً، بينهم 39 بمدينة غزة وشمال القطاع، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وبحسب الوكالة، فإن الجيش الإسرائيلي شنّ غارات على منزل يؤوي نازحين، قرب مفترق حلاوة بجباليا البلد شمال غزة، ما أدى إلى مقتل 18 فلسطينياً، وإصابة آخرين غالبيتهم وصفت حالتهم بالخطيرة.
وفي غارة أخرى، قُتل تسعة أشخاص وأصيب آخرون إثر استهداف مركز شرطة سابق في منطقة جباليا، بحسب بيان صادر عن المستشفى الإندونيسي الذي استقبل المصابين.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركز قيادة وتحكم" تابعاً لحركة حماس في جباليا، دون أن يحدد ما إذا كان المقصود هو ذات الموقع.
وأضاف أن المركز كان يُستخدم "لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين والجيش".
في السياق، أصدر الجيش الخميس أمر إخلاء لسكان منطقتين تقعان في شمال قطاع غزة، وذلك استعداداً لشن هجوم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس: "إلى جميع المدنيين القاطنين في منطقتي بيت حانون والشيخ زايد، هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم"، داعياً إياهم إلى التحرك غرباً في اتجاه مدينة غزة.
من جانبه، هدد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الخميس، بتوسيع الهجوم العسكري على قطاع غزة في حال عدم إحراز أي تقدم بشأن ملف الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وفق تعبيره.
وقال زامير خلال جولة قام بها لتقييم الوضع داخل قطاع غزة: "في حال لم نر تقدماً في إعادة المحتجزين في الفترة المقبلة، سنوسع نشاطاتنا إلى خطوة أوسع وأكثر أهمية".
ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 1900 فلسطيني، كثير منهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.
كما نزح مئات الآلاف عندما استولت إسرائيل على ما تسميه منطقة عازلة من أراضي غزة.
ويُعقد لاحقاً اليوم الخميس، اجتماع للحكومة الإسرائيلية لمناقشة آلية توزيع المساعدات في غزة، إلى جانب تطورات محادثات وقف إطلاق النار.
وأخفقت حتى الآن جهود وساطة من قطر ومصر بدعم من الولايات المتحدة في تسوية النزاعات بين إسرائيل وحماس.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت منذ ذلك الحين إلى قتل أكثر من 51.300 فلسطيني.
أدانت حركة حماس استهداف الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال شرقي مدينة غزة، خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى خروجه الكامل عن الخدمة، لتنضم المنشأة إلى قائمة تضم 36 مستشفىً ومركزاً طبياً توقفوا عن العمل بفعل الغارات والقصف المباشر، بحسب بيان للحركة على تلغرام.
واعتبرت حماس أن "هذا الاعتداء يأتي استمراراً لسياسة التدمير الممنهج التي ينتهجها الاحتلال بحق القطاع الصحي في غزة". وأضافت أن "الجريمة التي طالت منشأة طبية مخصصة لعلاج الأطفال، تُضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".
واتهمت الحركة إسرائيل بالسعي إلى "المضي في حرب الإبادة الجماعية ومخطط التهجير القسري، من خلال تدمير البنية الصحية وتعميق المأساة الإنسانية في غزة"، داعيةً المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى "تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ موقف عملي وفاعل لوقف هذا العدوان المتواصل".
ويعاني القطاع ظروفاً إنسانية صعبة بسبب إغلاق القوات الإسرائيلية المعابر ومنع دخول المساعدات، ونقص حاد في الغذاء والمياه والدواء والوقود والمياه في القطاع غير صالحة للشرب، ونقص الغذاء ينذر بكارثة خطيرة وخاصة على الأطفال والنساء، بحسب وكالة (وفا) الفلسطينية.
أقرّ الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن النتائج الأولية لتحقيق أجراه بشأن مصرع موظف في الأمم المتحدة في وسط قطاع غزة الشهر الماضي خلصت إلى مقتله بنيران إحدى دباباته.
وقال الجيش في بيان بشأن الحادثة التي وقعت في 19 مارس/آذار: "وفقاً للتحقيق حتى الآن، تشير المراجعة التي أُجريت إلى أن الموت ناتج من نيران دبابة لقوات من الجيش الإسرائيلي كانت تعمل في المنطقة".
وكان مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أعلن الشهر الماضي مقتل أحد موظفيه جراء "ذخيرة" قد تكون انفجرت أو أُسقطت على موقع المجمع الأممي في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة.
يومها، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن ظروف الحادث قيد التحقيق لكنه أكد أن الفحص الأولي لم يجد أي علاقة على الإطلاق بين الأنشطة العسكرية الإسرائيلية والحادثة.
وفي بيانه، الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يأسف لهذا الحادث الخطير ويواصل عمليات مراجعة دقيقة ... لمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل".
ولفت الجيش إلى أنه شارك نتائج التحقيق الأولية مع الأمم المتحدة. وقالت بلغاريا إنها "تلقّت اعتذاراً رسمياً من جانب إسرائيل".
وصدرت النتائج الأولية لهذا التحقيق بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي، الأحد، نتائج تحقيق منفصل في مقتل 15 مسعفاً فلسطينياً في غزة أقرّ فيه بأن هؤلاء قُتلوا "خطأ"، معترفاً بارتكاب عناصره "إخفاقات مهنية" و"انتهاكات للأوامر" ومعلناً عن عزل القائد الميداني.