آخر الأخبار

بين طهران وواشنطن.. ماذا يريد ترامب وخامنئي من المفاوضات؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

ترامب وخامنئي

في وقت يعود فيه شبح التوتر إلى الشرق الأوسط، تدور خلف الكواليس مفاوضات معقدة بين الولايات المتحدة وإيران قد تعيد رسم ملامح المنطقة، لا سيما بعد تسريبات عن لقاءات غير معلنة في العاصمة العُمانية مسقط.

وتطرح هذه الجولة من المحادثات تساؤلات حاسمة: هل يسعى الطرفان إلى تسوية حقيقية؟ أم أن التفاوض مجرد وسيلة لتسجيل نقاط سياسية؟

ضمن برنامج عماد الدين أديب على شاشة سكاي نيوز عربية تم تناول هذه التساؤلات ومحاولة الوصول إلى إجابات واضحة.

ترامب يريد الصفقة.. وخامنئي يريد الصمود

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، يطمح إلى اتفاق نووي جديد يُظهره كرجل قادر على تحقيق ما فشل فيه سلفه الديمقراطي. ترامب يرى أن توقيع اتفاق بشروط جديدة سيكون إنجازًا سياسيًا واقتصاديًا، يقيّد البرنامج النووي الإيراني، ويضمن فرصًا تجارية لشركات أميركية في مرحلة ما بعد العقوبات.

في المقابل، المرشد الأعلى علي خامنئي لا يزال متوجسًا من واشنطن. بالنسبة له، التفاوض لا يجب أن يُفهم كتنازل أو ضعف، بل كتكتيك مرحلي لاحتواء أزمة اقتصادية طاحنة تهدد الداخل الإيراني.

خامنئي يريد رفع العقوبات أولاً، وضمانات حقيقية تمنع واشنطن من التراجع عن الاتفاق كما حدث في عهد ترامب عام 2018.

أزمة إيران الداخلية.. المحرك الحقيقي؟


* الضغوط على طهران تتزايد.
* أكثر من 28 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر.
* 22 مليون عاطل عن العمل، أغلبهم من الشباب.
* الريال الإيراني في أدنى مستوياته على الإطلاق.
* الخسائر المتراكمة بسبب العقوبات بلغت ما يقارب 1.7 تريليون دولار على مدار 19 عامًا.

هذه الأرقام دفعت القيادة الإيرانية إلى مراجعة خياراتها، والانفتاح على المفاوضات، وإن بشكل حذر، في محاولة لتفادي انهيار اقتصادي شامل أو مواجهة عسكرية وشيكة.

إسرائيل.. رافضة للتفاوض ومتمسكة بالخيار العسكري

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى في المفاوضات الأميركية الإيرانية خطراً استراتيجياً، ويدفع باتجاه تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني على طريقة النموذج الليبي، وليس مجرد اتفاق مرحلي.

نتنياهو، بحسب مصادر دبلوماسية، فوجئ بإعلان ترامب عن انطلاق المفاوضات، واعتبر أن حلمه بتوجيه ضربة عسكرية لإيران أصبح قيد المقايضة السياسية.

هل تنجح المقايضة؟


* في العمق، تبدو المفاوضات وكأنها صفقة سياسية محكمة:
* ترامب يريد اتفاقًا يمنع إيران من حيازة القنبلة ويمنحه نصرًا انتخابيًا.
* خامنئي يريد رفع العقوبات دون تقديم تنازلات جوهرية تمس مشروعه الإقليمي.

لكن المحلل السياسي مصطفى فحص يرى أن النظام الإيراني في لحظة ضعف استثنائية، وقد يضطر إلى المقايضة بين الداخل والخارج، فيختار إنقاذ الاقتصاد على حساب "الوكلاء" في المنطقة.

أما نائب الرئيس الإيراني السابق محمد علي أبطحي، فقد أقرّ ضمنًا بأن إيران "تغيّرت"، وأنها تبحث عن مخرج يجنّبها المزيد من الخسائر. ومع ذلك، لا يزال ملف النفوذ الإيراني الإقليمي يشكل عُقدة في المفاوضات، حيث ترفض طهران الاعتراف رسميًا بوجودها العسكري عبر الحلفاء والوكلاء.

فرص النجاح.. ومخاطر الفشل

يرى السفير الأميركي السابق دينيس روس أن هناك "لحظة مناسبة للتفاوض"، بسبب هشاشة الموقف الإيراني عسكريًا واقتصاديًا، لكنه يشير إلى أن غياب هدف واضح لإدارة ترامب قد يعرقل التوصل لاتفاق شامل. كما يشدد على ضرورة أن تشمل المفاوضات ملفي الصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي، حتى لا يكون الاتفاق ناقصًا كما حدث في 2015.

من جانبه، اعتبر بني سبتي، الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، أن إيران لن تتخلى عن دعمها للوكلاء، لأنها تعتبر هذا الدعم "جزءًا من روح الثورة الإسلامية".

خلاصة المشهد

خامنئي يبحث عن طوق نجاة اقتصادي.

ترامب يبحث عن نصر سياسي قبل الانتخابات.

نتنياهو يشعر بالخيانة السياسية من حليفه.

والمنطقة بأكملها تراقب: هل تنجح الصفقة أم تتفجر الحرب؟

كما كتب ميكافيللي في "الأمير": "قدِّم مصلحتك على مصلحة حلفائك"، وهذا ما يبدو أنه يحدث الآن بين واشنطن وطهران.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا