في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وفي جدة، انطلقت محادثات محورية بين وفدين أميركي وأوكراني في محاولة لإيجاد حلول تنهي النزاع المستمر، فيما تسعى واشنطن لدفع كييف لتقديم تنازلات، وتُصر موسكو على شروط صارمة.
دور السعودية في الوساطة الدولية
قال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، عماد أبو الرُب، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية": " أوكرانيا تعول كثيرا على هذه القمة، نظرا للاستعداد المسبق الكبير الذي سبق حضور الأطراف".
وأشار إلى أن السعودية أدارت علاقاتها بحيادية إيجابية منذ بداية الحرب، مما جعلها وسيطا مقبولا من جميع الأطراف.
من جانبه، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السعودية على جهودها، وأكد أن المحادثات مع الولايات المتحدة في جدة تركز على الضمانات الأمنية.
ورأى أبو الرُب أن الاجتماع قد يضع حجر الأساس لعلاقات أوكرانية أميركية أكثر استقرارا، وربما يفتح الباب لمفاوضات مباشرة مع روسيا.
تحفظات روسية.. وشروط صارمة
على الجانب الآخر، قال الكاتب والباحث السياسي بسام البني من موسكو أن روسيا لن تقبل وقفا جزئيا لإطلاق النار أو التخلي عن الأراضي التي ضمتها إلى الاتحاد الروسي.
وأضاف البني: "موسكو تريد قدر الاستطاعة التموضع أكثر في الأراضي الأوكرانية، حتى إذا جلست للتفاوض، لا تُجبر على التراجع". وأكد أن موسكو تعتبر أن أي وقف للقتال دون ضمانات حقيقية سيكون فرصة لكييف لإعادة تسليح قواتها.
الضمانات الأمنية ومعضلة الأراضي
أشار أبو الرُب إلى أن أوكرانيا تدرك صعوبة استعادة بعض الأراضي، لكنها تسعى للحصول على ضمانات دولية تمنع تكرار سيناريو الحرب مستقبلًا. وقال: "إذا طُرحت على أوكرانيا ضمانات دولية معتبرة، ربما تقبل بتسوية تحفظ سيادتها ووحدة أراضيها قدر الإمكان".
في المقابل، شدد البني على أن أي اتفاق سلام يتطلب من أوكرانيا الاعتراف بالأمر الواقع: "يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي التي ضمتها روسيا بموجب استفتاءات"، مشيرا إلى أن موسكو قد تكون مرنة فقط بشأن مناطق لم تُضم رسميًا.
أفق التسوية.. بين الواقعية والمصالح الدولية
رغم التعقيدات، يرى الخبراء أن وجود السعودية كشريك في المحادثات قد يفتح أفقا للحل. وقال أبو الرُب: "الرياض قد تسهم في إيجاد معادلة توازن بين الميثاق الدولي والواقع الميداني".
أما البني، فختم حديثه قائلا: "الدبلوماسية الروسية الأميركية تتحرك ببطء، لكن استمرار هذه اللقاءات يعني أن هناك أملا، ولو كان ضعيفا، في الوصول إلى تسوية تنهي الحرب وتعيد الاستقرار للمنطقة".
بهذه الصورة، تظل جدة منصة للحوار، فيما يعلق الجميع آمالهم على قدرة الرياض على تقريب وجهات النظر بين طرفين يبدو أنهما لا يزالان بعيدين عن كلمة "السلام".