يُعد شهر رمضان من الأوقات الاستثنائية التي تمتزج فيه الأجواء الروحانية بالترفيه والاحتفالات الشعبية، وتأتي حكايات "ألف ليلة وليلة"، ذلك العمل الأدبي الأسطوري الذي سحر القلوب عبر العصور، وحكايات شهرزاد وشهريار، في صدارة الأعمال التي ارتبطت على نحو وثيق بهذا الشهر، بل أصبحت جزءاً من فلكلور شعبي يميّز ليالي رمضان، من خلال تقديم العديد من الأعمال الفنية، المقروءة والمسموعة والمرئية، التي اجتمع فيها الخيال والمتعة إلى جانب العظة والاعتبار.
ومن أشهر الأعمال الفنية العالقة في أذهان أجيال عديدة خلال شهر رمضان، على سبيل المثال، حلقات "ألف ليلة وليلة" الإذاعية، التي كتبها للإذاعة طاهر أبو فاشا وأخرجها محمد محمود شعبان، والتي أصبحت معلماً من معالم الاحتفال بشهر رمضان، بل يكاد لا يذكر شهر الصيام إلا ويذكر هذا العمل الفني كأساس بُنيت عليه العديد من الأعمال الفنية اللاحقة.
بدأت الإذاعة المصرية أول مرة في بث تلك الحلقات في خمسينيات القرن الماضي، بصوت الممثلة المصرية زوزو نبيل (شهرزاد)، والممثل المصري عبدالرحيم الزرقاني (شهريار)، وعلى مدار سنوات لاحقة أصبحت حكايات "ألف ليلة وليلة" مادة للتنافس الفني، ينتظرها الكثيرون خلال شهر رمضان تحديداً، فما قصة هذا الكتاب الذي أسهم في تشكيل الفكر العربي والغربي ولفت الانتباه إلى دراسة الشرق وطبائعه، كما وضع اللبنة الأولى لتأسيس علم "الاستشراق"؟
يُعد كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم الكتب التراثية التي مثّلت جزءاً من الموروث الثقافي والشعبي العربي، من خلال ما يضمه بين دفتيه من حكايات وصل عددها إلى نحو 200 حكاية تخللتها أشعار، امتزج فيها الواقع بالأسطورة، في سرد قصص مستوحاه من التاريخ والعادات وأخبار الملوك وعامة الناس، واللصوص والجان، فضلاً عن قصص جاءت على ألسنة الحيوانات.
ولا يُعرف حتى الآن على وجه التحديد من هو مؤلف هذا الكتاب، بيد أن بعض النقاد يلفتون إلى أن أسلوب السرد المتبع في تأليفه يشير إلى أن واضعه ليس شخصاً واحداً بل أكثر من شخص خلال فترات زمنية مختلفة.
كما أجمع البعض على أن البناء الأساسي للقالب السردى لتلك الحكايات يعتمد على ما يُعرف بالألف خرافة الفارسية أو "هزارأفسان"، ويميل البعض إلى الجزم بأن أصل الكتاب هندي مع إقرار آخرين بفضل الفرس والعرب في كتابته.
يحتل كتاب "ألف ليلة وليلة" مكانة بارزة في الأدبين العربي والغربي، داعبت حكاياته عقول أجيال قروناً طوالاً، وورد ذكر بعض الليالي في بعض المصادر العربية القديمة، غير أن الفضل الأكبر في اكتشافه يعود إلى المستشرقين الذين انفردوا عن سواهم بدرس هذا الأثر الأدبي وتقديمه إلى العالم وبيئته العربية، ونسخه وطبعه طبعات متعددة ربما أسهمت في حفظه من الضياع.
ويأتي صدور الترجمة الفرنسية لأنطوان غالان عام 1717 سابقة على الطبعة العربية بأكثر من مئة عام، إذ ظهرت طبعة عربية تُعرف باسم طبعة "كلكتا" عام 1814، تلتها طبعة عربية للكتاب تُعد الأولى في المنطقة العربية، والمعروفة باسم طبعة "بولاق" في مصر عام 1833، اعتمدت على نسخة هندية مترجمة عن مخطوط مصري الأصل، ومن طبعة بولاق خرجت طبعات مصرية عديدة.
كان غالان أول من لفت نظر الفكر الغربي إلى كتاب "ألف ليلة وليلة"، وهو أستاذ تخصص في دراسة العلوم الشرقية في فرنسا وله ترجمة فرنسية للقرآن محفوظة في المكتبة الوطنية في باريس، وكان من المهتمين بجمع التحف والمخطوطات الشرقية النادرة لحسابه ولحساب الغير.
حصل غالان على أربعة مجلدات من الكتاب، بدأ ترجمتها عام 1704 وانتهى من مهمته في عام 1717، وخرجت في 12 مجلداً، ومازالت تلك النسخة التي استخدمها غالان في ترجمته محفوظة في المكتبة الوطنية في باريس، بعد أن ضاع منها مجلد من تلك المجلدات الأربعة.
لاقت ترجمة غالان نجاحاً كبيراً بين القراء في ذلك الوقت، على نحو دفع غالان نفسه إلى الإشارة في مذكراته إلى أن أحد رجال الدين، ويدعى الأب "نيبوس"، قرأ المجلد التاسع عند صدوره على ضوء شمعة داخل عربة يجرّها حصان خلال رحلة من فرساى إلى باريس، وهى مسافة تصل إلى 15 كيلومترا.
بيد أن نقاداً أعابوا على ترجمة غالان عدم أمانتها، وقالوا إنه لم يترجم كل الليالي، بل زاد عليها قصص السندباد، وتصرّف بالإضافة والحذف وتهذيب النص بما يتوافق مع ذوق القاريء الفرنسي، بل أقحم كثيراً من القصص في ترجمته لا أصل لها في النص العربي.
مثّلت ترجمة غالان، خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، للمجتمع الفرنسي والأوروبي عموماً المصدر الوحيد لقصص "ألف ليلة وليلة"، بل المصدر الذي تلقفته الدول غير الناطقة بالفرنسية، فخرجت من ترجمته العديد من الترجمات من بينها ترجمة إنجليزية وألمانية وإيطالية وإسبانية وغيرها من لغات دول أوروبا.
بيد أن كثيرين بعد ذلك بدأوا يهتمون بنقل النص العربي الأصلي مباشرة دون الاعتماد على ترجمة غالان، وتسابقوا في اقتناء النسخ المختلفة والاجتهاد في ترجمة النص العربي قدر الإمكان، كان أولهم النمساوي فون هامر برغشتال، الذي ترجم قصصاً لم تحتويها ترجمة غالان، ثم ترجمة الألماني ويل بين عامي 1837 و1841، واعتمد فيها على نسخة "بولاق" المصرية، ثم ترجمة الألماني هاننغ عام 1896 عن العربية معتمداً أيضا على نسخة "بولاق" بعد حذفه الأشعار محاولاً الأمانة قدر المستطاع.
وفي بريطانيا، خرجت ترجمات إنجليزية اعتمدت في البداية على ترجمة غالان الفرنسية، كما فعل جوناثان سكوت في ترجمته الإنجليزية عام 1811، تبعه هنري تورنز وترجمته عام 1838، حتى أنتج المستشرق إدوارد وليام لين ترجمته الإنجليزية الشهيرة معتمدا على النص العربي خلال الفترة بين عامي 1839 و1841، والتي اعتبرها النقاد أفضل التراجم وأقربها إلى الكتاب الأصلي بفضل درايته ومعايشته المجتمع العربي، لاسيما مصر في تلك الفترة.
وعلى الرغم من نجاح ترجمة غالان في الأسواق الفرنسية واهتمام القراء بها قرابة قرنين بلا منازع، ظهرت ترجمة فرنسية أقرب إلى النص العربي بدون حذف أو تصرف، عالجت كثيرا من العيوب التي وقعت فيها ترجمة غالان، وهي ترجمة الطبيب الفرنسي المستشرق جوزيف شارل ماردروس.
وُلد ماردروس عام 1868 في القاهرة وتعلم بها في مدارس "الجزويت" ورحل إلى باريس ودرس الطب. لكنه في ذات الوقت كان شغوفا بالأدب الشرقي، فجمع العديد من المخطوطات الشرقية، وترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية، كما تنقل مع البعثات العلمية في الشرق الأوسط.
جاءت ترجمته لكتاب "ألف ليلة وليلة" في 16 مجلداً أمينة إلى درجة عالية من النص الأصلي، وتحتوي على ترجمة للأشعار والأمثال، وإن عاب عليها بعض النقاد بإضافة ماردروس بعض التفاصيل للقصص غير موجودة في النص الأصلي، لاسيما ما يتعلق بالنواحي الجنسية.
زعم ماردروس أنه يترجم عن نسخة "بولاق" التي اعتبرها أفضل النصوص العربية، لكن حين بدأ النقاد يلاحظون اختلافات بين ترجمة ماردروس ونص "بولاق"، غير قوله وذكر أنه يترجم عن مخطوط جزائري يعود إلى القرن الـ 17، وادعى أنه الأصل لنسخة "بولاق" المصرية.
وتبين بعد ذلك عدم وجود مثل هذا المخطوط، وأن ماردروس كان يترجم القصص المتناثرة في مخطوطات "الف ليلة وليلة" المختلفة، ويزيد عليها من خياله، لاسيما بعض التفاصيل الجنسية.
ولا ينفي ذلك جهود الشرقيين في ترجمة الكتاب إلى لغاتهم فنعرف مثلا أن للكتاب ترجمات تركية كاملة وناقصة، وترجع إحدى هذه الترجمات إلى سنة 1636، حسبما يُستدل من مخطوط محفوظ في المكتبة الوطنية في باريس، وهو ترجمة عن نسخة شديدة الشبه بنسخة غالان.
كما توجد ترجمات فارسية، بحسب دراسة سهير القلماوي بعنوان "ألف ليلة وليلة"، ونسخة مخطوطة في مكتبة بودليان بأكسفورد يرجع تاريخها إلى سنة 1814، وترجمها رجل يدعى محمد بكير خرساني لحساب الأخوين هنري وتشارلز رسل.
لم يقتصر اهتمام الغرب على النقل والترجمة فحسب، بل أثارت الترجمات المختلفة شهية الباحثين لمعرفة أصول الكتاب، فتباروا من كل حدب وصوب من أجل اقتناء نسخ متفرقة لعلهم يصلون إلى أقدم النسخ، ثم البحث النظري في طبيعة الكتاب وأسلوب السرد والتأليف لعلهم يصلون إلى مؤلف أو جامع لها.
وبفضل جهود الشرقيين حُفظ هذا الأثر من الضياع، فوصل إلى المستشرقين الذين اذاعوا صيته، ويشير مؤرخون إلى أن أهم طبعة للكتاب، كما ذكرنا، هي طبعة "بولاق" المصرية ، وتقول سهير القلماوي في دراستها إنه "من نسخة بولاق تلك خرجت مختلف الطبعات المصرية المتعددة التي بين أيدينا، والتي تؤلف المدلول الشائع لاسم هذه المجموعة من القصص الشعبية".
كان غالان أول من أشار في ترجمته إلى أن "ألف ليلة وليلة" من أصول هندية، وذهب كثيرون إلى أقوال مختلفة إلى أن لفت النمساوي فون هامر النظر إلى نص ورد في كتاب "مروج الذهب" للمسعودي في الجزء الرابع، يشير فيه إلى وجود كتاب بهذا الاسم مترجماً عن الفارسيه اسمه "ألف ليلة" (وليس ألف ليلة وليلة) كان معروفاً في القرن الرابع الهجري.
ودعم فون هامر وجهة نظره عام 1839، حين نشر نصاً يشير إلى كتاب "ألف ليلة وليلة"، ورد في كتاب "الفهرست" لمحمد بن اسحق بن النديم في الجزء الثامن عند كلامه عن الخرافات. وكان أهم ما جاء في النص أن كتابا بعنوان "هزارأفسان" كان أول عمل في كتابة الخرافات، وأن وصفا لهذا الكتاب يكاد ينطبق من حيث المقدمة وطريقة السرد على كتاب "ألف ليلة وليلة".
ويشير جورجي زيدان، في دراسة عن الأدب العربي، في معرض حديثه عن القصص المنقولة إلى كتاب "ألف ليلة وليلة"، بعد الإحالة إلى ما ذكره المسعودي وابن النديم، إلى أن الكتاب "نما بعد ذلك بدليل ذكر القهوة فيه، وذكر بعض المماليك، وأن الكتاب تم تأليفه على الصورة التي وصلت إلينا بعد القرن العاشر للهجرة على أرجح التقديرات".
كما تدعم دراسة أخرى فكرة أن الكتاب "اشتهر بين العامة في العصور الوسطى، وفي مصر وغيرها من الدول الإسلامية، وكانت الدول التركية والفارسية والهندية أكثر الدول اختلاطاً بالدول الإسلامية، فوقف بعض أهلها على شيء من أخبار هذا الكتاب، فترجموه إلى لغاتهم الحديثة بعد أن نسي ما كان اصله هندياً أو فارسياً، وأضيفت إليه قصص الدول الأخرى، وبدأ ذلك في القرن السابع عشر الميلادي".
بيد أن المستشرق عالم اللغة الفرنسي سلفستر دو ساسي (1758-1838) يرى أن ألف ليلة وليلة لم يكتبه فرد واحد، وسعى إلى اثبات أنه أُلف في عهد متأخر، رافضاً القول بوجود عناصر هندية وفارسية فيه، معارضاً بذلك ما ذكره المسعودي صاحب كتاب "مروج الذهب".
وكان المسعودي قد وصف الكتاب قائلا: "هذه أخبار موضوعة من خرافات مصنوعة نظمها من تقرب من الملوك برواياتها، وأن سبيلها سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة إلينا من الفارسية والهندية والرومية، ومن رواية أخرى الفهلوية بدل الهندية مثل كتاب هزار أفسانه وتفسير ذلك بالفارسية خرافة، ويقال لها أفسانة والناس يسمون هذا الكتاب ألف ليلة".
تميز كتاب "ألف ليلة وليلة"، الذي داعب عقول القراء والباحثين من الأدباء العرب والأوروبيين على حد سواء، باتفاقه مع الثقافة العربية الإسلامية، وكان بمثابة المُصلح الاجتماعي ومستودع الأشعار التي كان يختار منها مادة خصبة لما يتفق ويناسب الموضوع محل سرد حكايته، تغلب عليه سمة الهزل والسخرية بقصد التهذيب والاعتبار.
ويقول عفيف نايف حاطوم في دراسة موجزة عن تاريخ "ألف ليلة وليلة": "جعل المؤلف همّه في أغلب الحكايات إصلاح الملوك والوزراء، لأنه بصلاح الملك والحاكم تصلح الرعية، لذلك وجدنا شخصيات أكثر حكاياتها عن الملوك وابنائهم وخاصة من بينهم الملوك الذين خسروا ممالكهم بسبب فساد رأيهم واغترارهم بما ملكوا من أموال وجواهر ورعايا".
ويضيف: "نجد المؤلف (أيضا) يخالط الناس في الأسواق فيصور حالة التجار المحظوظين، الأغنياء من بينهم، أو المفلسين الذين أفلسوا إما بسبب وقوعهم في هوى جارية أو امرأة حسناء أو اغترارهم بأنفسهم وعدم الاتعاظ... وقد حظيت المرأة بحصة الأسد بين جميع شخصيات حكايات هذه الليالي".
ويلفت حاطوم إلى أن المؤلف "يبدو أنه كان ضعيف الثقة بالنساء عامة، فراح يحذر من كيد النساء متوخيا أن يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن كل مصيبة تحدث لأي إنسان، أكان ملكاً أو سوقة، أكان عالماً أم جاهلاً، فلابد أن يكون سببها امرأة ما".
نهض كتاب ألف ليلة وليلة بدور كبير في إذكاء شغف الأوربيين والتطلع إلى معرفة شعوب الشرق التي أنتجت هذا الأثر الأدبي الفريد.
وترى سهير القلماوي أن هذا الشغف كان الحافز لعناية الغرب بالشرق، عناية تتعدى النواحي الاستعمارية التجارية والسياسية، وتضيف أن قوة حركة "الاستشراق" وانتشارها ترجع إلى ما ترك هذا الأثر الأدبي في نفوس الغربيين، وحفز الأدباء والرحالة على زيارة بلاد الشرق وتدوين رحلاتهم وعدم الاكتفاء بقراءة كتب عن الشرق فقط.
كان اهتمام الغرب بالشرق، قبل معرفة "ألف ليلة وليلة"، اهتماما تجاريا بحتا، وكان التجار ينقلون آثاراً كثيرة أسهمت في التأثير على الأدب الغربي، كما أشار الفرنسي بيير مارتينو في دراسته بعنوان "الشرق في الأدب الفرنسي في القرن السابع عشر والثامن عشر" عام 1906، إلى أن غالان ظن بترجمته أنه يضيف إلى الأدب الأوروبي، والفرنسي تحديداً، لوناً جديداً من ألوان تأليف أدب الرحلات عن الشرق.
كما دفعت الترجمات العديدة، ورواج طبعاتها، الأدباء إلى تقليد الكتاب مباشرة، كان من بينهم الفرنسي غازوت الذي نشر كتابا بعنوان "تكملة ألف ليلة وليلة"، وكذا الإنجليزي بورتون الذي أخرج كتابا بعنوان "ليال ملحقة بألف ليلة وليلة" في سبعة أجزاء.
توافد العديد من الأدباء والعلماء والسياسيين على الشرق مدفوعين بقراءة كتاب "ألف ليلة وليلة"، ثم باكتشاف شامبليون لرموز الكتابة المصرية القديمة "الهيروغليفية"، ونشوء علم دراسة تاريخ مصر القديم، وأيضا بتأثير كتاب "وصف مصر" الذي وضعه علماء حملة نابليون بونابرت على مصر (1798-1801) ودوره في زيادة الولع بالشرق ومصر، حتى أصبحت القاهرة تعرف باسم مدينة "ألف ليلة وليلة".
ويشير المؤرخ الفرنسي جون ماري كاريه في دراسته "رحالة وكتاب فرنسيون في مصر" إلى مذكرات كتبها أدباء فرنسيون أمثال الشاعر تيوفيل غوتييه، والشاعر جيرار دو نرفال، داعبتهما زيارة مدينة "ألف ليلة وليلة"، وبلدان الشرق "حتى وإن فاقت تكلفة الرحلة قدرتيهما".
كما صرح الأديب الفرنسي فولتير بأنه لم يتمكن من مزاولة كتابة فن القصة كتابة جيدة وبناءة إلا بعد أن قرأ "ألف ليلة وليلة" أربع عشرة مرة، في إشارة صريحة لتأثيرها في نفوس القراء والأدباء منذ قرون حتى يومنا هذا.
ظل كتاب "ألف ليلة وليلة" يحمل مبلغ الأثر في تحريك المخيلة الإبداعية لكثير من القراء والكتّاب والمؤرخين على مدار قرون في شتى أرجاء العالم، جمع بين دفتيه تراثاً ثرياً متنوعاً من حيث القوالب والثقافات، وفتح أبواب التلاقي الثقافي بين الشرق والغرب، كما أيقظ لوناً جديداً من كتابة الأدب الخيالي شكلت نقلة كبيرة في الثقافة العربية، ووضع أسساً جديدة لفن السرد الروائي في مجالات أسلوبية عديدة.