آخر الأخبار

"الناجي المعين".. من سيغيب عن خطاب ترامب أمام الكونغرس؟

شارك
أرشيفية لدونالد ترامب

يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترامي خطابا في جلسة مشتركة لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالإضافة إلى قضاة المحكمة العليا وجميع أعضاء حكومته، باستثناء شخص واحد.

ففي كل عام، يتم اختيار أحد أعضاء مجلس الوزراء ليكون "الناجي المعين"، وهو المسؤول الذي يُستبعد من حضور الخطاب تحسبًا لأي طارئ قد يهدد القيادة الأميركية .

عادة ما يتم التكتم على هوية الناجي المعين حتى اللحظات الأخيرة قبل بدء الخطاب، وأحيانا لا يتم الإعلان عنه إلا بعد بداية الجلسة .

على عكس خط الخلافة الرئاسي، فإن منصب "الناجي المعين" ليس منصوصا عليه في الدستور، بل يُعتقد أن هذه الممارسة بدأت خلال الحرب الباردة في خمسينيات القرن الماضي خوفا من وقوع هجوم نووي خلال الحرب الباردة .

فقد تم تحديد فكرة خط الخلافة الرئاسي في العام 1792، وتم تحديثه كقانون عام 1947 في عهد الرئيس هاري ترومان.

ففي حال لم يتمكن الرئيس الأميركي من أداء مهامه لأي سبب من الأسباب، يحدد خط الخلافة الرئاسي من يتولى مهامه بحيث يتقدم نائب الرئيس هذا الخط، ثم رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ المؤقت، ووزراء الخارجية والخزانة والدفاع.

وفقا لهذا الترتيب، فإن نائب الرئيس جي دي فانس هو الأول في خط الخلافة، يليه رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ثم رئيس مجلس الشيوخ المؤقت تشاك غراسلي، وبعدهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت.

ويستمر هذا الترتيب ليشمل أعضاء مجلس الوزراء حسب تاريخ تأسيس وزاراتهم، حيث تأتي وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في المرتبة الثامنة عشرة.

لكن فيما يتعلق باعتماد فكرة الناجي المعين، فلم تعلن الحكومة الفيدرالية عن ذلك حتى العام 1981، عندما تم اختيار وزير التعليم تيريل بيل لهذا الدور، أثناء إلقاء الرئيس رونالد ريغان خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس.

عملية اختيار الناجي المعين سرية، ولا يُعرف على وجه الدقة كيف تتخذ الإدارة القرار.

لكن يجب أن يكون الشخص المختار مؤهلا دستوريا لتولي منصب الرئيس، أي أن يكون مواطنا أميركيا بالولادة، وألا يقل عمره عن 35 عاما.

وقد استُبعد بعض أعضاء مجلس الوزراء من هذا الدور لعدم استيفائهم لهذه الشروط، مثل وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، التي وُلدت في تشيكوسلوفاكيا، ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، المولود في ألمانيا .

ولا يقتصر هذا الدور على وزراء دون غيرهم، لكن الأرقام أظهرت أن وزيري الداخلية والزراعة حظيا بأكثر المرات اختيارا لهذا الدور بسبع تعيينات لكل منهما، ووزير العدل ثلاث مرات، مع تسجيل غياب وزراء مثل الخارجية والدفاع والخزانة عن هذا الدور.

ويحتفظ معظم الناجين المعينين بجدول زمني منتظم لعدم إثارة الانتباه لهم، على أن يتم نقلهم إلى موقع مؤمن بعيد عن مبنى الكابيتول أثناء إلقاء الرئيس الخطاب، في حال تعرض لهجوم.

بعض الناجين المعينين تشاركوا هذه التجرية مع العامة لاحقا، كوزير الطاقة الأسبق بيل ريتشاردسون، الذي اختاره الرئيس بيل كلينتون لهذا الدور عام 2000، حيث قال إنه تابع الخطاب من منزل أحد أصدقائه في شيروود بولاية ماريلاند، على بعد نحو 145 كيلومترا من العاصمة واشنطن، مضيفا "كان الأمر ممتعا، كنت جالسا هناك تحت الحراسة الأمنية، بينما كانت عائلتي وأصدقائي مندهشين من وجود سيارات الإطفاء في المكان ."

أما وزير الزراعة الأسبق دان غليكمان، فكتب مقالا عام 2017 عن تجربته عندما تم اختياره كناجٍ معين. حيث أوضح أنه نُقل إلى موقع آمن خارج العاصمة، وبالضبط شقة ابنته في نيويورك، حيث كان برفقته أفراد من الجيش والخدمة السرية، بمن فيهم ضابط يحمل الحقيبة النووية، وهي حقيبة سوداء تحتوي على المعدات اللازمة لإصدار أوامر الضربة النووية .

وقال غليكمان: "لم أتلقَ أي تعليمات محددة حول كيفية التصرف إذا وقع السيناريو الأسوأ. كنت أعلم فقط أنه في حال الضرورة، كان بإمكاني الرجوع إلى الضابط العسكري المرافق لي، واتخاذ قرار بشأن الرد العسكري، بما في ذلك تنفيذ ضربة نووية ."

من جهتها، قالت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية السابقة دونا شلالا، التي كانت الناجي المعين في عهد بيل كلينتون عام 1996، إنها بقيت في واشنطن خلال الخطاب وانتظرت في البيت الأبيض، حيث طلبت البيتزا لفريق عملها. وأضافت مازحة: "رأيت الرئيس عندما غادر وعندما عاد، وقال لي: لا تفعلي أي شيء لا أفعله أنا !"

يهدف تعيين الناجي المعين إلى ضمان وجود مسؤول رفيع المستوى يمكنه تولي القيادة في حال وقوع كارثة تؤدي إلى شغور المناصب العليا في الحكومة .

لكن هذا الإجراء لم يُعتمد في العام 2021، حيث لم يتم اختيار الناجي المعين لأن الجلسة المشتركة للكونغرس التي ألقى فيها الرئيس خطابه شهدت حضورا محدودا للغاية بسبب جائحة كوفيد.

في ذلك العام، اقتصر الحضور على 200 عضو فقط من الكونغرس، بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الجائحة، حيث لم يكن جميع كبار المسؤولين متواجدين في نفس المكان كما هو الحال في السنوات العادية.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا