في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يواجه اتفاق التهدئة في غزة خطر الانهيار نتيجة مماطلة إسرائيل في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
فرغم الاتفاق المسبق على إطلاق سراح 600 أسير فلسطيني مقابل 6 رهائن إسرائيليين، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تراجعت عن الإفراج عن الدفعة السابعة، متذرعة بالمراسم التي نظمتها حركة حماس أثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين.
في هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سيتأجل "حتى تنهي حماس ما وصفها بالمراسم المهينة."
وقد أثارت هذه المراسم، التي تضمنت تسليم جثامين رهائن في توابيت، جدلاً واسعاً وانتقادات دولية، كان أبرزها من مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الذي وصف المشهد بـ"البغيض".
من جهته، أشار كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي يوحنان تسوريف خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية إلى أن "المراسم التي تقوم بها حماس تهدف إلى ترسيخ صورة الحركة كقوة مؤثرة رغم الدمار الذي حل بقطاع غزة"، مضيفاً أن "إسرائيل ترى في هذه التصرفات محاولة لإثارة مشاعر الإسرائيليين وإضعاف موقف الحكومة".
كما أكد تسوريف أن تأخير الإفراج ليس فقط وسيلة ضغط على حماس، بل خطوة لتجنب تصعيد محتمل داخل إسرائيل نتيجة ردود الفعل المتباينة.
الشروط الإسرائيلية للمرحلة الثانية
إلى جانب التعثر في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، كشف وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر، إيلي كوهين، عن الشروط التي وضعتها إسرائيل للمضي قدماً في المرحلة الثانية.
وأبرز هذه الشروط هي الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، إبعاد حركة حماس من القطاع، ونزع سلاحها بالكامل، إضافة إلى ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة.
وأوضح تسوريف أن "المطلب الإسرائيلي بالسيطرة الأمنية على غزة يعكس رؤية تل أبيب بأن أي حل مستقبلي يجب أن يضمن عدم وجود تهديد أمني من القطاع"، لكنه أضاف أن "تنفيذ هذا الشرط يواجه تحديات سياسية وإقليمية، إذ إن العديد من الأطراف العربية والدولية تعارض هذه الخطوة، مما يجعلها نقطة تفاوض حساسة".
وفيما تستعد واشنطن لإرسال مبعوثها الخاص إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، لمحاولة إنقاذ الاتفاق، تظل التوقعات بشأن نجاح المرحلة الثانية ضبابية. فقد أكد تسوريف أن "هناك تنسيقاً أميركياً-إسرائيلياً حول إمكانية تمديد المرحلة الأولى لتجنب انهيار الاتفاق، لكنه أشار أيضاً إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الظروف الحالية لفرض واقع جديد في غزة".
في ظل هذه التطورات، يزداد التوتر بين إسرائيل وحماس، فيما تبدو فرص استمرار اتفاق التهدئة مرهونة بمدى قدرة الطرفين على تجاوز العقبات الحالية.
ومع تصاعد الحديث عن احتمال استئناف الحرب، يبقى السؤال حول ما إذا كانت المرحلة الثانية ستشكل بوابة لحل سياسي، أم أنها ستكون مقدمة لجولة جديدة من الصراع في القطاع.