آخر الأخبار

أطراف مبتورة وتشوهات.. الحرب تخلف آلاف المآسي في غزة

شارك
بتر وتشوهات.. الحرب تترك آلاف الجرحى في غزة

خلفت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتي امتدت لأكثر من 15 شهرًا على التوالي أعددًا كبيرة من المعاقين، من ذوي الأطراف المبتورة والتشوهات، وذلك بسبب القوة المفرطة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي ضد سكان غزة.

ووفق الإحصاءات الفلسطينية الرسمية، فإن حوالي 6 آلاف من سكان قطاع غزة بترت أطرافهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، ولم يتمكنوا من الحصول على العلاج الملائم، أو استبدال أطرافهم بأطراف صناعية نظرًا لشح الموارد، وعدم قدرة الجهات المختصة على تقديم خدماتها.

وحسب الإحصائيات فإن النسبة الأكبر من مبتوري الأطراف هم من فئة الأطفال، فيما لا يوجد في القطاع سوى مركز واحد لإنتاج الأطراف الصناعية، والذي يتبع لبلدية غزة ولا يمكنه أن يلبي الحد الأدنى من احتياجات هذه الفئة.

جحيم لا يطاق

وبحزن شديد، تقول غالية أبو مشايخ، إنها وبسبب قصف إسرائيلي على غزة فقدت كلتا قدميها وجزء من أصابعها إلى جانب تشوهات في وجهها، مشيرًة إلى أن الحادثة حولت حياتها إلى جحيم لا يطاق وزادت من صعوبات معاناتها.

وأوضحت أبو مشايخ، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحادثة أدت لمقتل عدد من أفراد عائلتها، وأنها تمنت لو كانت في عداد الموتى أفضل من انضمامها لصفوف مبتوري الأطراف والمعاقين، مبينًة أنها منذ عام كامل لم تتلق أي رعاية طبية.

وأشارت "أبذل جهدًا من أجل الحصول على كرسي متحرك أو تركيب أطراف صناعية تمكنني من العودة لحياتي بشكل تدريجي"، لافتًة إلى أن جميع المؤسسات العاملة في غزة لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى لها من احتياجاتها.

وقال محمد أبو ابطيحان، والدة الطفل أحمد، إن نجله فقد جزءًا من قدمه في قصف إسرائيلي، وأنه يعمل الآن من أجل تعويض طفله بطرف صناعي بدلًا من قدمه المبتورة"، لافتًا إلى أن ذلك من أصعب المهام في غزة.

وأوضح أبو ابطيحان، لموقع "سكاي نيوز عربية": "طفلي حُرم من حياته وأحلامه، وهو الآن لا يستطيع ممارسة لعبة كرة القدم التي تمثل هوايته المفضلة، علاوة على أنه ليس بمقدوره ممارسة أبسط مهام حياته اليومية".

وتساءل "ما الذنب الذي اقترفه طفلي ذو التسعة أعوام لكي تنتهي حياته قبل أن تبدأ، وما يزيد معاناته هو افتقار غزة لأدنى الأساسيات المتعلقة بتركيب الأطراف الصناعية"، مشددًا على ضرورة تدخل دولي عاجل من أجل هذه الفئة من المصابين.

حروق وتشوهات

ولا يعرف عدد الحالات التي أصيبت بتشوهات نتيجة الحرب، خاصة وأن المؤسسات العاملة لم تتمكن من توثيقها بسبب ظروف الحرب والعدد الكبير من المصابين؛ إلا أن آية من بين الذين شوهت الحرب ملامح وجهها وحياتها في آن واحد.

وقالت آية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنها أصيبت بقصف قريب من منزلها تسبب بفقد عينها اليمنى وتشوه كامل في الجانب الأيمن من وجهها"، متابعًة "لقد عانيت الأمرين وواجهت الموت لأيام وشهور، ومنذ الحادثة لم أرى وجهي بالمرآة".

وأوضحت، أنها فقدت القدرة على تناول الطعام والماء بشكل سليم، وتعاني من تشوهات كبيرة في مختلف أنحاء جسدها"، مبينًة أنها منذ سنة ونصف لم تتمكن من تلقي العلاج اللازم، أو إجراء عمليات تجميلية.

ولفتت إلى أنها تحلم بالسفر للخارج وإجراء عملية تجميلية وزرع عين صناعية بدلًا من التي فقدتها"، قائلًة: "أصبحت لا أخرج من المنزل خوفًا من نظرة الشفقة التي أراها في عيون الناس، هي نظرة مؤلمة وتذكرني بالدمار الذي حل بحياتي وعائلتي".

أعلى المعدلات

وقال مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة، مروان الهمص، إن "قطاع غزة سجل أعلى معدلات في حالات البتر والتشوهات بسبب الحرب في غزة"، لافتًا إلى أن نوعية الأسلحة التي استخدماها إسرائيل كانت خطيرة.

وأوضح الهمص، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الإصابات التي وصلت للمستشفيات خلال الحرب كانت ذات طبيعة مختلفة، حيث أن حالات البتر تظهر قطع الأطراف بآلة حادة للغاية، كما أن الحروق والتشوهات كانت شديدة ما يعني استخدام مواد غير معروفة وربما سرية".

ولم يستبعد المسؤول الطبي، إمكانية استخدام إسرائيل لأسلحة وأدوات محرمة دوليا من أجل رفع حالات التشوه والبتر في صفوف سكان غزة"، لافتًا إلى أن النسبة الأكبر من المصابين إما تشوهات بسبب الحروق والإصابات أو حالات بتر.

وأضاف "كما أن الضحايا كان يصل معظمهم للمستشفيات عبارة عن أشلاء مقطعة، وللأسف بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق لم يكن هناك قدرة على التعامل مع تلك الحالات بالشكل السليم على المستويين الطبي والنفسي".

وتابع "نواجه صعوبة في الوقت الحالي في توفير أطراف صناعية بديلة لآلاف مبتوري الأطراف، كما أنه لا يوجد لدينا قدرة على إجراء الجراحات التجميلية لم تشوهت وجوههم وأجسادهم بسبب الصواريخ والقذائف الإسرائيلية.

ولفت إلى أن "غزة بمحافظاتها الخمس لا تملك إلا مركزًا واحدًا للأطراف الصناعية، وبالرغم من استئناف العمل فيه مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة؛ لكن المركز يفتقر للكثير من المعدات والاحتياجات اللازمة لتلبية متطلبات مبتوري الأطراف، في حين يفتقد القطاع لمقومات إجراء العمليات التجميلية".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا حماس فلسطين

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا