استراتيجية ترامب تجاه غزة "قد تكون لصالح حماس".. كيف؟

تحدث مذيع CNN، فريد زكريا، مع الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد هاس، حول مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل في السياسة الخارجية، بما في ذلك خطته "للسيطرة" على غزة، وما تعنيه هذه المقترحات بالنسبة لأصدقاء أمريكا وأعدائها.

نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:

فريد زكريا: حسنًا، ريتشارد، دعنا نبدأ بغزة. أنت تعرف هذه المنطقة جيدًا. ما رأيك؟ كما تعلم، هناك الكثير من الناس الذين يقولون: حسنًا، هذا تفكير خارج الصندوق، معتقدين أنه أثار بعض الأمور. ما رأيك في ما فعله اقتراح ترامب بشأن غزة على أرض الواقع؟

ريتشارد هاس: إنه خارج الصندوق، لكن هذا لا يعني أنه أفضل، لأن الصندوق لا يعمل ببساطة. حسنًا، هناك إخفاقات سياسية على مر السنين، أعتقد أنه على أرض الواقع، فريد، قد يصب هذا لصالح حماس. يمكنهم القول: انظروا، لا توجد فرصة لأي تسوية ناجحة، نحن نكتب طوال الوقت لنكون متشددين. لليمين الإسرائيلي، هذه هدية من السماء - المن والسلوى من السماء. إن السياسة برمتها تقوم على إنكار القومية الفلسطينية. إن نقل الناس من غزة بالنسبة لهم هو السابقة المثالية، لأن ما يريدونه حقًا هو نقل 3 ملايين فلسطيني آخرين من الضفة الغربية - أو ما يسمونه يهودا والسامرة، بالإضافة إلى أن هذا يجعل الأمور أكثر إثارة للقلق. إذا أصبحت الأمور عنيفة بدرجة كافية، فإن هذا يخلق ظروفًا قد يشير إليها البعض ويقولون: نحن بحاجة إلى النقل. ماذا يفعل هذا؟ إنه يحفز الديناميكية في الضفة الغربية لتصبح أكثر عنفًا، وبالتالي سيصبح الفلسطينيون أكثر تطرفًا. وسيصبح المستوطنون الإسرائيليون والقوات الإسرائيلية أكثر عدوانية. هذه ليست ديناميكية جيدة.

فريد زكريا: إذًا، فهي تشجع المتطرفين على الجانبين.

ريتشارد هاس: بالتأكيد، بالتأكيد.

فريد زكريا: وماذا تعتقد أن ترامب كان يفكر عندما… أعني، لقد تحدثت معه، ماذا يحدث؟

ريتشارد هاس: حسنًا، إحساسي الشخصي هو أنه يأتي من عالم الصفقات، ويمكنك دائمًا رش حوافز جديدة. حسنًا، إذا لم ينجح هذا، فماذا عن هذا؟ ماذا عن ذلك؟ ما أعتقد أنه يفتقده - في عالم العقارات - هو أن هذا ليس شيئًا يمكن شراؤه بسهولة. أحد أقوى أمرين، كما تعلم، لقد أمضينا أنا وأنت وقتًا طويلاً في الحديث عن الشرق الأوسط. الأمر الأول هو القومية. أراد كل شخص تقريبًا في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية دولة خاصة به. كانت الصهيونية تسعى إلى الحصول على دولة خاصة لليهود. لقد حُرم الفلسطينيون والأكراد من ذلك. هذا الأمر ينفي ذلك ويقتل الفرصة. ثانيًا، إنه يعزز الإذلال. ماذا تعلمنا حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر وغيرها من الأوقات؟ الإذلال هو دافع بشري قوي وخطير. لذا أعتقد أن هذا لن يشتري الأشياء فحسب، بل إنه سيشعل الموقف.

فريد زكريا: لا يمكنك أن تقول لعائلة فلسطينية، كما تعلم: سأبني لك منزلاً أفضل في مصر. ما يريدونه هو بلدهم الخاص.

ريتشارد هاس: بالتأكيد، لا يستطيع الإنسان أن يعيش بالخبز وحده. إن فكرة وجود حل مالي من شأنه أن يخفف من رغبتهم في بلد خاص بهم هي ببساطة فكرة سخيفة.