في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت سوريا تغيرا كبيرا في موازين القوى على الأرض، ما ألقى بظلاله على علاقات الولايات المتحدة مع كل من تركيا والأكراد.
بالتزامن مع تقدم هيئة تحرير الشام نحو دمشق وسقوط نظام بشار الأسد، سيطر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على مناطق كانت خاضعة للقوات الكردية، مثل تل رفعت ومنبج، بينما نجحت المعارضة المسلحة في فرض سيطرتها على مدينة دير الزور شرقي البلاد بوساطة أميركية واضحة.
وسط هذه التغيرات، تواجه الولايات المتحدة تحديا كبيرا في إدارة علاقاتها المتشابكة مع تركيا، حليفها في حلف الناتو، ومع القوات الكردية، التي تعد شريكا رئيسيا في الحرب ضد تنظيم داعش.
أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إلى أن "الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتحديد طبيعة التوازن المناسب في سوريا، إلا أن الوقت المتبقي لإدارة بايدن قد لا يكفي لتحقيق تقدم دبلوماسي كبير".
وأضاف شينكر أن "التعامل مع تركيا يتطلب دقة شديدة، خاصة في ظل حساسية موقفها من الفصائل الكردية التي تعتبرها تهديدا لأمنها القومي".
من جهته، أكد الخبير الاستراتيجي الجمهوري، مايك فان ميتر، أن إدارة بايدن فوجئت بسرعة التطورات على الأرض، مشيرا إلى أن "الرئيس بايدن يبدو غير راغب في الانخراط المكثف، تاركا الملفات المعقدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب".
ترامب وسياسة الانسحاب الجزئي
مع اقتراب نهاية ولاية بايدن، يبدو أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيواجه معضلة كبرى تتمثل في صياغة استراتيجية جديدة لسوريا. وفقا لشينكر، فإن "ترامب قد يتبنى نهجا أقل تدخلا ويركز على تقليص المخاطر والنفقات، لكنه سيواجه تحديات كبيرة في ضمان أمن الحلفاء الأكراد".
ويضيف فان ميتر: "ترامب قد يغير محور التركيز الأميركي من الشرق الأوسط إلى الصين وأوكرانيا، ما يعني تقليص الالتزامات الأمريكية في سوريا".
التحديات أمام الإدارة الأميركية
أحد أكبر التحديات التي تواجه واشنطن حاليا هو إدارة العلاقة مع هيئة تحرير الشام، التي باتت تسيطر على دمشق. ومع وجودها على قوائم الإرهاب الأميركية، يثير هذا الوضع تساؤلات حول كيفية التعامل معها.
شينكر يرى أن "التعامل مع هذه المنظمة سيتطلب إعادة نظر شاملة في التصنيفات والسياسات الحالية"، بينما يشير فان ميتر إلى أن "ترامب قد يتجنب مواجهة مباشرة ويترك الأمر للحلفاء الإقليميين، مثل تركيا".
وفي ظل التحولات السريعة في موازين القوى في سوريا، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تحديات كبيرة تتطلب توازناً دقيقاً بين الحلفاء المتناقضين ومصالحها الاستراتيجية. ويبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التطورات على سياسة واشنطن تجاه سوريا في ظل إدارة ترامب المقبلة، خاصة مع التعقيدات المتزايدة على الأرض وضغوط الحلفاء.