في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تطور سياسي لافت، تراجع رئيس كوريا الجنوبية عن قراره بفرض الأحكام العرفية، الذي استمر لساعتين ونصف فقط، استجابة لضغط البرلمان والمعارضة.
القرار، الذي وصفه مراقبون بأنه خطأ استراتيجي كبير، جاء في ظل اتهامات موجهة إلى الرئيس بالتمرد، ودعوات من المعارضة لاستقالته.
لا خيار سوى التنحي
وائل عواد، الخبير في الشؤون الآسيوية، يرى أن الرئيس "ليس لديه خيارات أخرى سوى الاستقالة".
وأوضح أن القرار بفرض الأحكام العرفية أدى إلى تصعيد كبير في الأزمة السياسية، خاصة مع تصويت 190 من أصل 300 عضو في البرلمان ضده، بينما غاب 110 أعضاء من حزبه عن الجلسة، مما يعكس انقسامات داخلية عميقة.
معارضة قوية واتهامات خطيرة
المعارضة الكورية الجنوبية اتهمت الرئيس باستغلال الأحكام العرفية لتقويض الديمقراطية، مشيرة إلى اتهاماته الموجهة لها بأنها تتعاطف مع كوريا الشمالية.
ويعتقد عواد أن هذه الاتهامات لم تكن السبب الأساسي للأزمة، بل جاءت نتيجة لتصاعد الغضب الشعبي بسبب قضايا اجتماعية واقتصادية مثل التضخم والفساد وارتفاع الأسعار، التي أسهمت في تقويض شعبية الرئيس بشكل حاد.
آثار اجتماعية وسياسية
من جهة أخرى، يشير عواد إلى أن الاحتجاجات الشعبية السلمية، التي عُرفت بـ"ثورة البصل"، أظهرت رغبة الشعب في استعادة الحياة الديمقراطية الطبيعية.
كما أن المطالبة بمحاكمة الرئيس وإقالة مسؤولين كبار، من بينهم وزير الدفاع وقادة الشرطة، تُعد خطوة باتجاه إصلاحات سياسية جذرية.
الأبعاد الخارجية والداخلية للأزمة
أوضح عواد أن زيادة الميزانية العسكرية، بما في ذلك شراء أسلحة من أمريكا، قد ألقت بظلالها على التطورات الداخلية.
وأشار إلى أن التوتر مع كوريا الشمالية، وزيادة الإنفاق الدفاعي وسط أزمات اقتصادية، أثار استياءً اجتماعياً، وهو سيناريو مشابه لما يحدث في دول أخرى نتيجة تصاعد الإنفاق العسكري.
مع تصاعد الضغوط السياسية والاجتماعية، ومعارضة برلمانية قوية، يبدو أن استقالة الرئيس الكوري الجنوبي أصبحت وشيكة. ورغم أن الأزمة أثارت مخاوف بشأن الاستقرار السياسي، فإنها تُظهر أيضاً مدى قوة الديمقراطية في كوريا الجنوبية، حيث استطاع الشارع والبرلمان الحد من تجاوزات السلطة.