بدت ضاحية بيروت الجنوبية الأربعاء أشبه بـ"مدينة أشباح"، مع نزوح الغالبية العظمى من سكانها بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدفها منذ أيام... أكوام من الركام وأبنية متصدعة وسحب دخان منبعث من هنا وهناك.
وبدت الحركة في شوارع الضاحية المكتظة عادة بالسكان والمارة، شبه معدومة، بعد ليلة من القصف الجوي الكثيف، إلا من عدد من شبان على دراجات نارية وبعض السكان جاؤوا يتفقدون منازلهم ويأخذون ما أمكن من حاجيات، مستغلين توقف الغارات نسبياً في الصباح.
"اهتزت بنا الأرض.. وأضاءت السماء"
في هذا السياق قال محمد شعيتو (31 عاماً)، وهو من بين قلة من السكان ما زالت تلازم منازلها، لوكالة فرانس برس من الشياح: "خلال الليل، اهتزت بنا الأرض.. وأضاءت السماء" من الغارات.
كما أضاف الرجل الذي يعمل سائقاً: "تحوّل الحي إلى ما يشبه مدينة أشباح"، مشيراً إلى أنه أرسل عائلته المؤلفة من والديه وشقيقته مع أولادها النازحين من الجنوب إلى منطقة أكثر أماناً.
17 غارة ليل الثلاثاء
يشار إلى أن 17 غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الثلاثاء، وذلك مع إعلان الجيش الاسرائيلي أنه يشن غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة.
وعاد عناصر من الجيش اللبناني صباح الأربعاء إلى نقاط عسكرية عند مداخل الضاحية الجنوبية، التي تعتبر أبرز معاقل حزب الله في لبنان، كانت أخليت الجمعة حين قتلت إسرائيل بسلسلة غارات جوية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وآخرين.
فرار الآلاف
فيما فر الآلاف من سكان الضاحية منذ ذلك اليوم، منهم من لجأ إلى مراكز إيواء في بيروت أو إلى شقق مستأجرة أو لدى أقارب في مناطق أخرى، بينما لم يجد آخرون ملاذاً سوى الشارع.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف "منشآت" أو "مصالح" لحزب الله، ويطالب إجمالاً سكان الأحياء التي سيقصفها بإخلائها قبل تنفيذ الغارات.