الدراسة ، التي نُشرت في مجلة European Psychiatry، وجدت أن استبدال وقت مشاهدة التلفاز بأنشطة يومية أخرى يمكن أن يخفض من احتمال الإصابة بالاكتئاب، وبالتالي أن يساهم بشكل فعّال في الوقاية من الاضطرابات المزاجية.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، روزا بالاثويلوس – غونثاليث من جامعة غرونينغن، أن أهمية النتائج تتجلى في أنها تتجاوز مجرد دراسة أثر الجلوس المطوّل أمام التلفاز على الصحة النفسية، بل تبيّن النتائج المترتبة على استبدال هذا الوقت بأنشطة متعددة، سواء أكانت نشاطًا جسديًا أم نومًا.
وقد أشارت إلى أن معظم الدراسات السابقة اكتفت بدراسة العلاقة بين الخمول والاكتئاب ، من دون النظر في تأثير استبدال هذا السلوك بخيارات أخرى. وأضافت: "وجدنا أن تقليص الوقت المخصّص لمشاهدة التلفاز بمقدار 60 دقيقة وإعادة تخصيصه لأنشطة أخرى يقلل احتمال الإصابة بالاكتئاب الشديد بنسبة 11%".
أظهرت النتائج أن التأثير الإيجابي كان أوضح لدى البالغين في منتصف العمر، فاستبدال 60 دقيقة يوميًا من مشاهدة التلفاز بنشاط بديل خفّض احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة 18.78%، وتزايد التأثير ليصل إلى 29% عند استبداله بنشاط آخر لمدة 90 دقيقة، ثم إلى 43% لمدة 120 دقيقة.
كما تبيّن أن أن استثمار وقت مشاهدة التلفاز في أنشطة أخرى ساهم في خفض المخاطر، باستثناء استبدال الوقت بـ 30 دقيقة للأعمال المنزلية، حيث لم ينعكس ذلك على انخفاض الخطر بأي شكل يُذكر.
أما تخصيص 30 دقيقة للرياضة فخفّض الخطر بنسبة 18%، وللأنشطة البدنية المتصلة بالعمل أو المدرسة بنسبة 10.21%، ولأنشطة الترفيه أو التنقل بنسبة 8%، وللنوم بنسبة 9%. في حين سجّل استبدال الوقت بالرياضة، بغض النظر عن المدة، أكبر تراجع في احتمال الإصابة بالاكتئاب مقارنة بجميع الأنشطة الأخرى.
لدى كبار السن، لم ينعكس استبدال وقت التلفاز بأنشطة أخرى على حالة الشخص، باستثناء استبداله بالرياضة، التي خفّضت الخطر إلى 0.71% عند استبداله لمدة 30 دقيقة، وإلى 0.63% لمدة 60 دقيقة، و0.56% لمدة 90 دقيقة.
ولم يسجّل الشباب بدورهم تحسّنًا يُذكر عند تحويل هذا الوقت نحو نشاط بدني واحد أو أكثر. ويرجّح الباحثون أن ذلك يعود إلى أن هذه الفئة نشيطة بدنيًا بطبيعتها، وربما تتجاوز أصلًا المستوى الوقائي من النشاط البدني الذي يحمي من الاكتئاب.
واستندت الدراسة إلى عيّنة كبيرة ضمن مبادرة هولندية باسم Lifelines، تضمنت 65,454 بالغًا غير مصابين بالاكتئاب، ضمن متابعة امتدّت لأربع سنوات. وقام المشاركون بالإبلاغ عن الوقت الذي يمضونه في التنقل، والرياضة، والترفيه، والأعمال المنزلية، والأنشطة البدنية المرتبطة بالعمل أو المدرسة، إضافة إلى مشاهدة التلفاز والنوم.
المصدر:
يورو نيوز
مصدر الصورة