أظهرت دراسة حديثة أجراها مستشفى Ann & Robert H. Lurie Children’s Hospital of Chicago إمكانية استخدام مؤشرات حيوية في الدم للتنبؤ بتحسن ضغط الدم لدى المراهقين الذين خضعوا لجراحة التكميم الأيضية.
ونشرت الدراسة في مجلة Hypertension التابعة للجمعية الأمريكية للقلب، معتمدة على قياس آلاف الجزيئات والبروتينات الفردية في عينات الدم قبل إجراء الجراحة، وهو ما يُعرف بنهج "الأوميكس".
وأظهرت النتائج أن 10 جزيئات في الدم كانت مرتبطة بشكل واضح بنتائج ضغط الدم بعد خمس سنوات من الجراحة، متفوقة بذلك على عوامل الخطر التقليدية مثل الجنس، العرق، الحالة الاجتماعية، مؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم قبل العملية.
وقال الدكتور توماس إنج، جراح رئيسي ومستشار المشروع: "هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحديد مؤشرات دم حيوية يمكنها التنبؤ بالمراهقين الأكثر احتمالًا لتحسن ضغط الدم بعد جراحة التكميم.. هذه خطوة مهمةنحو الطب الشخصي، حيث يمكن توجيه العلاج وفقًا للبروفايل البيولوجي لكل مريض".
واستخدم الفريق البحثي الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، ما مكّنهم من التنبؤ بمن سيستفيد من الجراحة بشكل دقيق، وفي الوقت نفسه، تحديد المراهقين الذين قد يحتاجون إلى علاجات بديلة.
وشملت الدراسة 108 مراهقين ضمن مشروع Teen-LABS، وهو مشروع طويل المدى يركز على تقييم نتائج جراحة التكميم بين الشباب. ومن الملاحظ أن ستة من الجزيئات العشرة التي تم تحديدها كانت مرتبطة أيضًا بضغط الدم في مجموعة ثانية من 79 مشاركًا، أعمارهم بين 17 و24 عامًا، لم يخضعوا للجراحة، مما يشير إلى أن هذه المؤشرات الحيوية قد تكون ذات قيمة تطبيقية أوسع في مجال الطب الوقائي.
وأوضحت الدكتورة فايا ليدا تشاتزي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "ارتفاع ضغط الدم في سن المراهقة يمكن أن يكون بمثابة مؤشر مبكر لأمراض القلب في المستقبل، ومع ذلك يظل سبب استجابة بعض الشباب للعلاج أفضل من الآخرين غير واضح.. نتائجنا تمنح الأطباء أداة قوية للتنبؤ بنتائج العلاج وتحسين رعاية المرضى".
بالإضافة إلى ذلك، يوفر نهج الأوميكس فرصة لفهم الفوائد الأخرى لجراحة التكميم، مثل تحسين مستويات السكر في الدم ووظائف الكلى، وهو ما يخطط الفريق لدراسته لاحقًا.
ويتزايد الاهتمام بالطب الشخصي والوقاية من الأمراض المزمنة منذ سن المراهقة، حيث يمكن أن تسهم الأدوات البيولوجية الدقيقة مثل الأوميكس في تحسين النتائج الصحية وتقليل المخاطر المستقبلية.