كشفت دراسة حديثة أن 27 نوعًا من البكتيريا والفطريات الموجودة في الفم قد تزيد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة تصل إلى 250%، أي بمعدل 3.5 مرة أعلى مقارنة بغير المصابين.
قاد البحث فريق من NYU Langone Health ومركز Perlmutter Cancer Center، وشمل أكثر من 122 ألف رجل وامرأة أميركيين أصحاء شاركوا في دراسات الوقاية من السرطان والفحص المبكر لسرطان البروستاتا والرئة والقولون والمبيض.
جُمعت عينات اللعاب من المشاركين، وتابعتهم الدراسة لمدة تسع سنوات لرصد أي إصابات لاحقة بالسرطان.
حلّل الباحثون الحمض النووي الميكروبي لـ445 مشاركًا شُخّصوا لاحقًا بسرطان البنكرياس، وقارنوها مع 445 مشاركًا غير مصاب بالسرطان، مع مراعاة عوامل مثل العمر والعرق والتدخين.
وأظهرت النتائج أن وجود مجموعة محددة من هذه الميكروبات ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 350% مقارنة بالسكان عامة.
أبرزت الدراسة دور فطر من جنس Candida، الذي يعيش على الجلد وفي الجسم، وقد وُجد أيضًا في أنسجة أورام البنكرياس لدى المرضى، ما يشير إلى صلة محتملة لهذه الفطريات بتطور السرطان.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، يكسوان مينغ: "توفر نتائجنا فهماً جديداً للعلاقة بين الميكروبيوم الفموي وسرطان البنكرياس، وقد تكون هذه النتائج أداة قوية في التشخيص المبكر".
وأضاف المؤلف المشارك ريتشارد هايز: " العناية بالفم ليست فقط للوقاية من أمراض اللثة، بل قد تكون أيضًا خطوة مهمة للحد من خطر السرطان".
يعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكًا، إذ لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات سوى 8% من المصابين، وفق جمعية السرطان الأميركية.
ويشير الباحثون إلى أن تحليل الميكروبات الفموية قد يساعد الأطباء في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، ما يتيح التدخل المبكر قبل تطور الأورام، مع التركيز على تعديل تنوع وكثافة الميكروبات في الفم.
وكان فريق البحث قد اكتشف في عام 2024 أن بعض أنواع الميكروبات الفموية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والعنق، ويخطط العلماء الآن لدراسة تأثير الفيروسات الفموية على احتمالات الإصابة والنجاة لدى مرضى سرطان البنكرياس.
تعزز هذه النتائج الأدلة المتزايدة التي تربط صحة الفم بصحة الجسم عامة، بما في ذلك أمراض مثل الزهايمر والحالات النفسية مثل الاكتئاب.