أثار سحب دراسة علمية أثارت ضجة كبيرة حول فوائد خل التفاح لفقدان الوزن سلسلة جديدة من الاستفسارات في المجتمع الصحي والبحثي.
فقد تم إلغاء الدراسة المنشورة في مجلة BMJ Nutrition, Prevention & Health بعد اكتشاف "أخطاء متعددة" في البيانات وأساليب التحليل، وظهور نتائج غير قابلة للإثبات.
كانت الدراسة قد ادعت أن تناول ملعقة أو ملعقتين من خل التفاح يوميًا يمكن أن يؤدي إلى فقدان وزن ملحوظ وتحسين مؤشرات الأيض، مع تسجيل خسارة متوسطة تتراوح بين 6–8 كجم وانخفاض مؤشر كتلة الجسم بمقدار 2.7–3 نقاط خلال ثلاثة أشهر. إلا أن التحقيقات المستقلة كشفت عن مشكلات في الشفافية، وأساليب جمع البيانات، والفئة العمرية للمشاركين (12–25 سنة)، إضافة إلى أن الدراسة لم تُسجّل مسبقًا كتجربة سريرية رسمية.
وقال متحدث باسم المجلة: "تم سحب الدراسة بعد أن تبين عدم إمكانية تكرار تحليلات المؤلفين وظهور عدة أخطاء، كما كشفت مجموعة البيانات المقدمة عن أنماط غير متوافقة مع التوزيع العشوائي للمشاركين على مجموعات العلاج."
أشار خبراء تغذية وأكاديميون إلى أن المشاركين لم يكونوا مستقرين وزنيًا عند بداية الدراسة، وأن التغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني لم تُوثّق بشكل دقيق، مما يجعل من الصعب عزو أي خسارة وزن مباشرة إلى خل التفاح.
كما انتقدوا استخدام الاختبارات الإحصائية البسيطة وعدم توظيف نماذج مناسبة للتصميم الطولي للدراسة، بالإضافة إلى عدم الإبلاغ عن أي انسحابات من التجربة.
ورغم إبطال هذه الدراسة، فإن بعض الأبحاث السابقة أظهرت أن خل التفاح قد يساعد بشكل محدود في خفض الوزن أو تحسين مستويات السكر و الدهون ، لكن الأدلة ما زالت متباينة، ولا يوجد دليل يدعم نتائج خسارة الوزن الكبيرة التي ادعتها الدراسة الملغاة.
وتظل سوق خل التفاح العالمية قوية، حيث تتجاوز قيمتها مليار دولار (2023–2024)، ما يشير إلى أن سحب دراسة واحدة من المرجح ألا يؤثر على شعبيته التجارية، رغم الحاجة الماسة لإجراء تجارب أكبر وأطول مدة للتحقق من فعاليته كوسيلة مساعدة لفقدان الوزن.
وقالت الدكتورة ديزي كويل، اختصاصية التغذية في معهد جورج للصحة العالمية: "بينما تظهر بعض الدراسات إمكانية تحقيق فوائد لخل التفاح في خفض الوزن ومستويات السكر والدهون، إلا أنه من غير المرجح أن يكون حلًا سحريًا للصحة".
وأضافت البروفيسورة مارجريت موريس: "تقدم هذه الدراسة بعض الأدلة المهمة لإجراء تجارب مستقبلية أكبر وأطول على نطاق أوسع من الأعمار، بهدف التحقق مما إذا كان خل التفاح يمكن أن يكون مساعدًا فعّالًا لفقدان الوزن".