يتردد عدد متزايد من الآباء الأميركيين في تلقيح أطفالهم، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات التطعيم وارتفاع خطر انتشار أمراض كان من الممكن الوقاية منها بسهولة.
وأظهر استطلاع حديث أجرته صحيفة "واشنطن بوست" بالتعاون مع مؤسسة كايزر فاميلي فاونديشن (KFF)، وشمل أكثر من 2,700 ولي أمر، أن نحو واحد من كل ستة آباء (16%) قام بتأجيل أو تخطي لقاح واحد على الأقل لأطفاله، باستثناء لقاحات الإنفلونزا و كوفيد-19 .
يرتبط هذا التردد بمخاوف من الآثار الجانبية المحتملة للقاحات، وانعدام الثقة بالسلطات الصحية، إضافة إلى الاعتقاد بأن كل اللقاحات الموصى بها ليست ضرورية دائمًا.
وأكثر الفئات تأجيلًا للتطعيمات هم البيض، والمحافظون، والآباء تحت سن 35، وأولياء الأمور الذين يدرسون أطفالهم في المنزل، حيث بلغت نسبتهم 46%.
كما يظهر الاستطلاع أن أعضاء الحزب الجمهوري، وخصوصًا من يتبعون حركة "Make America Great Again"، يمثلون نسبة 25% بين المترددين.
ويتزامن هذا التردد مع جهود روبرت كينيدي جونيور، وزير الصحة في إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، المعروف بموقفه المناهض للقاحات، لإعادة هيكلة سياسات التطعيم الفيدرالية ما أدى إلى نشر الشكوك حول سلامة اللقاحات وفعاليتها وتأجيج النقاش العام حول التطعيمات الإلزامية.
رغم التردد، يدعم غالبية الآباء التطعيمات المدرسية الإلزامية، خصوصًا لقاحات الحصبة وشلل الأطفال، مع السماح باستثناءات لأسباب طبية أو دينية.
ومع ذلك، أدى انخفاض معدلات التطعيم منذ جائحة كوفيد-19 إلى تسجيل أعلى عدد من الإصابات بالحصبة في الولايات المتحدة منذ أكثر من 30 عامًا خلال عام 2025، راح ضحيته ثلاثة أشخاص، بينهم طفلان.
وتشير البيانات إلى أن نسبة الأطفال الملقحين ضد الحصبة في مرحلة الروضة تراجعت من 95% في 2019 إلى 92.5% في 2024 على المستوى الوطني، مع تفاوت ملحوظ بين الولايات، حيث انخفضت النسبة في أيداهو إلى أقل من 80%، وهي أقل من الحد الموصى به (95%) لضمان المناعة المجتمعية.
ويكشف الاستطلاع أن ثقة الآباء بالوكالات الصحية الفيدرالية مثل CDC وFDA ضعيفة، حيث قال 14% فقط إن لديهم "ثقة كبيرة" بهذه المؤسسات، بينما نصفهم أشار إلى أنهم يثقون "قليلًا" أو "لا يثقون على الإطلاق".
كما أعرب نحو نصف الآباء عن عدم معرفتهم بما يكفي لتحديد موقفهم من الادعاءات الكاذبة، مثل تأثير لقاح MMR على الإصابة بالتوحد، فيما يميل الآباء الذين لديهم أطفال مصابون باضطراب طيف التوحد أكثر لتصديق هذا الادعاء (16% مقابل 9%).