آخر الأخبار

دراسة: تشخيص الزهايمر قد يصبح ممكنًا في عمر الشباب

شارك

على خلاف الاعتقاد السائد بأن مرض الزهايمر لا يظهر إلا في عمر متقدّم، تُشير دراسة جديدة إلى أن المؤشرات الأولى قد تبدأ بالظهور في العقدين الثاني والثالث من العمر، مما قد يفتح الباب أمام تشخيص المرض في مراحل مبكرة.

خلال العقدين الأخيرين، تمكن العلماء من تحقيق قفزة كبيرة في تشخيص مرض الزهايمر، فحتى مطلع الألفية، لم يكن بالإمكان تشخيصه إلا بعد وفاة المريض. أما اليوم، فقد أصبح من المتفق عليه أن الأدمغة تُظهر علامات مبكرة للزهايمر قبل عقود من ظهور الأعراض، وهو ما دفع البحث الأخير إلى التعمق أكثر.

تقول أليسون أييلو، أستاذة علم الأوبئة بجامعة كولومبيا والباحثة الرئيسية في الدراسة: "أدركت ضرورة دراسة هذا الأمر مبكرًا. لاحظنا بعض الارتباطات في هذه المراحل الأولى، وقد فوجئتُ شخصيًا بما توصلنا إليه".

قاعدة بيانات ممتدة لعقود

ارتكز البحث على "الدراسة الوطنية الطولية لصحة المراهقين والبالغين" التي انطلقت عامي 1994 و1995 وشارك فيها نحو 20 ألف طالب من المرحلة الإعدادية والثانوية، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ما يجعلها من أوسع الدراسات الطولية في الولايات المتحدة .

عام 2008، أجرى فريق أييلو آلاف الاختبارات للمشاركين الذين تراوحت أعمارهم حينها بين 24 و34 عامًا، فقيّم القدرات الإدراكية لدى 11,500 شخص وأخذ 4,500 عينة دم. وبعد عقد من الزمن، عاد الفريق لإجراء اختبارات معرفية وجينية إضافية.

مصدر الصورة سيدة مسنّة تجلس إلى جانب شابة في حديقة عامة. Canva

النتائج أظهرت مؤشرات ملفتة: علامات مبكرة للتدهور المعرفي لدى بعض المشاركين في سن 24 عامًا، ومؤشرات بيولوجية على انحطاط الجهاز العصبي (التنكس العصبي) لدى آخرين في الثلاثينات.

كما حلّل الباحثون عينات الدم بحثًا عن بروتينات التهابية مثل الإنترلوكين 6 والإنترلوكين 8، وتبيّن أن ارتفاعها ارتبط بانخفاض الدرجات في الاختبارات المعرفية عند بلوغ المشاركين 34 إلى 44 عامًا.

إضافة إلى ذلك، كشف البحث أن ارتفاع درجات مؤشر الخطر ارتبط بتراجع القدرات الإدراكية منذ العشرينات، أي قبل عقود من منتصف العمر الذي تُختبر فيه عادة عوامل الخطر.

تحفّظات علمية وحدود البحث

على الرغم من أهمية النتائج، دعا عدد من الخبراء إلى التعامل معها بحذر. فالباحث رونديك يشير إلى أن مؤشر الخطر لا يعدّ تشخيصًا حاسمًا لمرض الزهايمر، خصوصًا في المجموعات السكانية المتنوعة.

أما شارون شا، أستاذة علم الأعصاب ورئيسة قسم اضطرابات الذاكرة في جامعة ستانفورد، فتوضح أن بعض المؤشرات الحيوية التي جرى رصدها ليست حصرية للألزهايمر . وتضيف أن الفريق قاس "التاو الكلي" بدلاً من "التاو المفسفر"، في حين أن الأخير بات يُعتبر أكثر دقة في التنبؤ بالمرض.

وتقول: "النتائج التي توصلوا إليها قد تمثل عوامل خطر للتدهور الإدراكي مستقبلاً، أو للإصابة بضعف الإدراك القلبي الوعائي".

ورغم ذلك، تشيد شا بحجم البيانات التي جُمعت، مشيرة إلى أن تنفيذ دراسات بهذا الحجم صعب جدًا ومكلف، إذ يتطلب متابعة المشاركين لعقود لمعرفة ما إذا كانوا سيُشخّصون بالزهايمر فعلًا، بدءًا من العشرينات وحتى السبعينات أو الثمانينات من العمر.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار