تتزايد في الآونة الأخيرة شعبية العديد من المنتجات المستخلصة من النباتات الطبية، والتي يُعتقد أنها تقدم فوائد صحية متعددة.
ومع انتشار استخدامها بين فئات عمرية مختلفة، يولي الباحثون اهتماما متزايدا لدراسة تأثيراتها على صحة الإنسان، خصوصا على الأعضاء الحيوية مثل الكبد، لتحديد مدى سلامتها وفعاليتها.
وبهذا الصدد، أثبتت دراسة سريرية حديثة أن استخدام القنب، وبالتحديد مركب الكانابيديول (CBD)، قد يؤدي إلى زيادة خطر تلف الكبد، رغم الاعتقاد السابق بأن آثاره الجانبية الطويلة الأمد ضئيلة.
ويعرف الكانابيديول بأنه مركب مشتق من نبات الماريغوانا، لكنه لا يحتوي على المادة النفسية الفعالة (THC) التي تسبب النشوة. ويستخدم الكانابيديول بشكل واسع لعلاج الآلام، رغم أن فعاليته الطبية لا تزال محل نقاش.
وفي حين كانت الماريغوانا تُعتبر سابقا أقل ضررا من الكحول والتبغ، فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الاستخدام المزمن للقنب قد يؤثر سلبا على الذاكرة والدافعية، وربما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وأجرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تجربة عشوائية مزدوجة التعمية شملت أكثر من 200 مشارك، بهدف تقييم تأثير الكانابيديول على وظائف الكبد.
وتناول المشاركون جرعات محددة من الكانابيديول بناء على وزن أجسامهم، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع إنزيمات الكبد التي تلعب دورا في عمليات الأيض والهضم، ما يشير إلى احتمال حدوث تلف كبدي. وقد استوفى حوالي 5% من المشاركين معايير تلف الكبد الناتج عن الدواء.
وسجلت الدراسة أن 8 من المشاركين الذين تناولوا الكانابيديول شهدوا ارتفاعات تتجاوز الحد الآمن لإنزيمات الكبد، واضطر 7 منهم إلى الانسحاب بين الأسبوعين الثالث والرابع بسبب مشاكل في الكبد. لكن، عادت نتائج اختبارات الكبد إلى وضعها الطبيعي بعد التوقف عن استخدام الكانابيديول.
وخضع المشاركون للفحوصات الدورية طوال فترة الدراسة التي استمرت 28 يوما، وتابعت الاختبارات صحة الكبد والهرمونات، مثل هرمون التستوستيرون ووظائف الغدة الدرقية، التي لم تتأثر بشكل ملحوظ.
ولاحظ الباحثون أن ارتفاع إنزيمات الكبد بدأ في الأسبوع الثالث، وبلغ ذروته بعد التوقف عن تناول الكانابيديول، قبل أن تعود المستويات إلى طبيعتها خلال أسبوع تقريبا.
ورغم أن الدراسة تقيّم تأثير الكانابيديول لفترة قصيرة، فإن ظهور علامات تلف الكبد بدون أعراض واضحة يشير إلى وجود مخاطر محتملة مع الاستخدام الطويل الأمد، حتى بجرعات منخفضة.
وأوضح الباحثون أن تلف الكبد قد يتطور بصمت ويظل غير مكتشف دون مراقبة منتظمة. وفي حالات نادرة، قد يؤدي تلف الكبد الناجم عن الأدوية إلى فشل الكبد أو الحاجة إلى زرع، لكنه غالبا ما يزول إذا توقف المريض عن تناول الدواء المسبب.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.
المصدر: ديلي ميل