أعراض الجلطة الدماغية الدقيقة (النوبة الإفقارية العابرة) ليست واضحة كأعراض الجلطة الدماغية نفسها، لكنها تستحق الدراسة، لأنها لا تقل ضررا.
ويمكن أن تستمر النوبة لعدة دقائق، وأحيانا لعدة ساعات. وتكون الأعراض غامضة لدرجة أن نصف المصابين لا ينتبهون إليها. لذلك لا يطلبون المساعدة الطبية. وهذا أمر خطير لأنها تشير إلى وجود اضطرابات خطيرة في الجسم، ويتزايد خطر الإصابة بجلطة دماغية كاملة. بالطبع لا تؤدي الجلطة الدماغية الدقيقة إلى انسداد طويل الأمد لإمدادات الدم إلى الدماغ، ولكنها تترك آثارا معينة.
وعوامل الخطر لهذه الحالة هي نفس عوامل الخطر للجلطة الدماغية الرئيسية: ارتفاع مستوى ضغط الدم؛ ارتفاع مستوى الكوليسترول؛ السمنة؛ التدخين.
ويمكن أن تلاحظ خلال حدوث الجلطة الدماغية الدقيقة خدر وضعف في جانب واحد من الجسم، ومشكلات في الكلام - سواء التحدث أو الإدراك، ودوخة وتغيرات في الرؤية. وغالبا ما يتم الخلط بين هذه الأعراض وحالات أخرى - مثل الصداع النصفي، وانضغاط العصب. قد تختلف العلامات قليلا، مثلا، ضعف في الذراع بدلا من الخدر، وقد يكون هناك عدم وضوح في الرؤية.
وغالبا ما تكون أعراض الجلطة الدماغية الدقيقة لدى النساء مختلفة عن أعراض الرجال. فالنساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع، بينما غالبا ما يعاني الرجال من ألم في الصدر. والنساء أكثر عرضة للإصابة بالغثيان أو فقدان الوعي أو الارتباك.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد الإصابة بالنوبة الإقفارية العابرة، يصاب واحد من كل ثلاثة أشخاص بجلطة دماغية كاملة. ويكون الخطر مرتفعا في الأيام والأسابيع الأولى بعد الإصابة.
ووفقا للأطباء الدنماركيين، إحدى العلامات الواضحة للجلطة الدماغية الدقيقة هي التعب الشديد، الذي يستمر لمدة عام بعد النوبة، لأن الدماغ يحتاج إلى بذل جهد أكبر لأداء المهام بنفس القدر بعد الإصابة.
ويشير الأطباء إلى أنه كان يعتقد أن أعراض النوبات الإقفارية العابرة تختفي تماما خلال 24 ساعة. ولكن هناك الآن أدلة كثيرة على أن بعضها يسبب آثارا دائمة، قد تشمل تغيرات في الإدراك، وفي المزاج، مثل الاكتئاب والقلق والإرهاق - وهذه جميعها قد تؤثر سلبا على حياة المصاب وعمله وعائلته. لذلك يجب أخذ النوبات الإقفارية العابرة على محمل الجد، كما من المهم إجراء تغييرات في نمط الحياة لتجنب الجلطات الدماغية الدقيقة والكبيرة.
المصدر: aif.ru