في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يعد الإفراط في الأشياء الجيدة أمرا ضارا في كثير من جوانب الحياة، ولكن بشكل خاص ينطبق في حالة الالتهاب الذي هو وسيلة لمساعدة الجسم على محاربة العدوى. تتمثل مهمة جهاز المناعة في الدفاع عن أجسامنا ضد الالتهابات والأمراض وكل ما هو غريب. جهاز المناعة هو نظام يتكون من مجموعة خلايا وأنسجة وأعضاء تعمل معا.
الالتهاب هو استجابة الجهاز المناعي للمحفزات الضارة، مثل مسببات الأمراض، أو الخلايا التالفة، أو المركبات السامة، أو الإشعاع.
تشبه علامات الالتهاب ضوء محرك السيارة الموجود على لوحة القيادة. فهو يخبرك بأن هناك خطأ ما قد حدث. لكن رد فعلك يجب ألا يكون التخلص من الضوء الموجود على اللوحة، لأن هذه ليست المشكلة. بل عليك بدلا من ذلك أن تبحث عن السبب الذي أدى إلى إضاءة المصباح.
هناك نوعان من الالتهاب: الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن. والالتهاب الحاد هو الأكثر شيوعا بين الناس. وهو عبارة عن احمرار ودفء وتورم وألم حول الأنسجة والمفاصل ويحدث استجابة للإصابة، ويحدث عندما تجرح نفسك. عندما يتعرض الجسم للإصابة، يفرز جهاز المناعة خلايا الدم البيضاء لتحيط بالمنطقة وتحميها.
على النقيض من ذلك، عندما يرتفع الالتهاب إلى مستويات عالية للغاية ويستمر لفترة طويلة، ويستمر الجهاز المناعي في ضخ خلايا الدم البيضاء وإرسال الرسل الكيميائية التي تطيل العملية، يُعرف ذلك بالالتهاب المزمن.
يُقدر أن واحدا من بين كل 5 أشخاص في المملكة المتحدة وبنسبة متقاربة حول العالم يعانون من التهاب مزمن، ولكن ما الطرق للحد منه؟
هناك عدة أعراض تخبرك بأنك تعاني من الالتهابات، وهي:
تستمر استجابة جهاز المناعة لديك في حالة الالتهاب المزمن، مما يترك جسمك في حالة تأهب مستمرة. بمرور الوقت، يحدث تدمير وتلف للأنسجة، ويرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الحالات الطبية المختلفة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي واضطرابات القلب والأوعية الدموية.
شاركت لوسيا ستانسبي أخصائية التغذية والدكتورة راشيل بينج ماديك استشارية أمراض الروماتيزم في مستشفى ليستر في المملكة المتحدة صحيفة تلغراف، طرق للحد الالتهاب المزمن.
صرحت لوسيا ستانسبي: "الالتهاب الحاد هو عملية تعافي تمكن الجسم من إصلاح أنسجته والقضاء على مسببات الأمراض".
سواء كنت مصابا بجرح صغير أو نزلة برد، فإن خلاياك تتصرف كما لو أنك تتعرض لهجوم، فيبدأ جهازك المناعي في العمل. الحمى والألم الموضعي والاحمرار والتورم هي علامات تدل على دفاع خلايا الدم البيضاء وهي عنصر حيوي في عملية الشفاء في الجسم.
بمجرد اكتمال هذه العملية، يجب أن يعود الجسم إلى حالته الطبيعية، ولكن عند الأشخاص المصابين في التهاب مزمن، تبقى أجسامهم في حالة تأهب قصوى والخلايا المناعية تعمل في نشاط. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الالتهاب المستمر في حال عدم وجود إصابة أو جسم غريب لمحاربته إلى إتلاف أنسجة وأجزاء سليمة في الجسم، الذي يقود بدوره إلى مجموعة من المضاعفات والحالات المرضية.
توضح ستانسبي: "يميل الالتهاب المزمن إلى أن يكون في مستوى منخفض لكنه ثابت وقد يستمر أحيانا لسنوات. فهو في الأساس محاولة الجسم لإصلاح أو محاربة شيء ما، دون التمكن من ذلك".
لحسن الحظ، يمكن أن تساعد التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة في تقليص هذا الضرر المحتمل.
لا يعد الشعور بالتعب والصداع وتشوش الدماغ أمرا غريبا عند مقاومة إصابة أو مرض، ولكن في بعض الأحيان وخاصة عندما تتكرر هذه الأعراض بشكل مستمر تكون ناجمة عن التهاب، وهي مؤشر على أن جسمك يكافح للتغلب على مشكلة خفية.
تشمل العلامات التي تدل على وجود التهاب مزمن ما يلي:
إن كونك عرضة للإصابة بالأمراض عامة يعد مؤشرا محتملا آخر على وجود التهاب. تقول ستانسبي: "إذا بدا أنك تصاب بكل أنواع الأمراض، فقد يكون ذلك لأن جسمك في حالة تأهب قصوى بالفعل وبالتالي فإن جهازك المناعي غير مستعد لمحاربة أي عدوى جديدة قد تصل. إذا كنت تصاب بنزلات البرد باستمرار، أو يبدو أنك لا تتعافى منها مطلقا، فقد يكون ذلك علامة على إصابتك بالتهاب مزمن".
الأسباب الرئيسية للإصابة بالالتهاب هي العدوى والأمراض الالتهابية (عادة ما تكون مرض المناعة الذاتية)، والصدمات القصيرة المدى مثل الجروح والإصابات.
وكما توضح الدكتورة بينغ ماديك: "في بعض الأحيان لا يمكن القضاء على العدوى بصورة كاملة، ولكن الجهاز المناعي يعمل على احتواء العدوى. وينطبق هذا على حالات العدوى مثل السل أو فيروسات الهربس، حيث تكون العدوى كامنة في أجسامنا، إلا أنها يمكن أن تنشط وتؤدي إلى عودة الأعراض مرة أخرى".
تعد الإصابة بعدوى في المعدة (جرثومة أو بكتيريا) مثالا على الطريقة التي يترسخ بها الالتهاب المزمن في الجسم. تقول ستانسبي: "أثناء سفرك إلى الخارج، قد تصاب بعدوى في المعدة، وتؤدي إلى تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء (البكتيريا والفطريات المفيدة التي تعيش في الأمعاء) ونتيجة لذلك، يتراكم الالتهاب تدريجيا في الجسم. وإذا لم تعالج هذه الإصابة ستتفاقم، وقد تقود إلى مضاعفات أكثر خطورة متعلقة بالأمعاء".
كما أضافت "التوتر هو المحرك الرئيسي للالتهاب المزمن، وذلك لأنه يكون في الجسم حالة فرط في نشاط الكثير من المسارات مما يضعه في حالة استجابة تسمى الكر والفر، التي تؤدي في النهاية إلى حدوث الالتهاب".
تعتقد ستانسبي أيضا أن الالتهاب يمكن أن يكون ناتجا عن عوامل بيئية وعن التعرض للسموم. وتقول: "يمكن أن ينشأ هذا الالتهاب من التدخين. وإذا كنت تعيش في مدينة مزدحمة، فأنت تتعرض أيضا للسموم من الهواء الملوث. وحتى في منازلنا، يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة للعفن أو بعض المنتجات التي تستخدم في المنزل، بما في ذلك الشموع وأجهزة تنقية الهواء، إلى حدوث إصابة بالالتهاب المزمن أو تفاعلات التهابية".
هناك أدلة متزايدة على أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والدهنية والكربوهيدرات المكررة واللحوم الحمراء يرتبط بزيادة الالتهاب في الجسم وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
تقول الدكتورة بينغ ماديك: "يمكن أن يساعد تغيير النظام الغذائي الأشخاص المصابين بالتهاب مزمن ضعيف. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون النظام الغذائي وحده قادرا على كبح استجابة التهابية قوية".
عموما قد يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات والبذور على تقليل الالتهاب.
أيضا ينصح بالحفاظ على صحة ونظافة الفم، فقد صرحت الدكتورة بينغ ماديك: "يُعتقد أن البكتيريا اللثوية Porphyromonas gingivalis، التي توجد في بعض أنواع أمراض اللثة، تعمل على تعزيز الأجسام المضادة التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب المفاصل الروماتويدي، لذلك فإن تنظيف الأسنان جيدا باستخدام الخيط مهم لأنه يمكن أن يحمي من بعض أمراض المناعة الذاتية".