آخر الأخبار

مصانع الخرطوم المنهكة تحاول النهوض مع استمرار الحرب

شارك

في قلب أكبر منطقة صناعية بولاية الخرطوم ، ينحني مهندس على آلة محطمة، ممسكًا كماشة وحزمة من الأسلاك، محاولًا إعادة الحياة إلى خط إنتاج دمرته حرب مستمرة منذ أكثر من عامين.

بعد أن استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة من قوات الدعم السريع ، بدأ بعض من فرّوا عند اندلاع النزاع في 2023 بالعودة هذا العام.

ورغم استمرار القتال في مناطق أخرى، بدأت بعض المصانع بمحاولات استئناف العمل.

قال عاصم الأمين، مدير مصنع مجموعة سي تي سي في بحري "كان هذا المصنع ينتج معدات كهربائية متكاملة. نحن الآن نعمل على إعادة تأهيله، ونأمل أن نعود إلى ما كنا عليه سابقًا".

خسائر جسيمة

إلى جانب أعمال الإصلاح، تواجه الشركات عمليات تنظيف ضخمة.

مصدر الصورة أحذية السلامة متناثرة داخل مصنع مدمر في مدينة أم درمان، السودان، بتاريخ 14 أكتوبر 2025 (رويترز)

فالمصانع والمخازن في أنحاء العاصمة تعج بالحطام والمعادن الملتوية، وتخترقها أشعة الضوء من ثقوب أحدثتها القذائف والنهب في الأسقف والنوافذ.

الاقتصاد السوداني، الذي كان يعاني أصلًا قبل الحرب، انهار بعد اندلاع القتال.

فقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 29% في عام اندلاع الحرب، و13.5% في 2024، وفق بيانات البنك الدولي .

ورغم عودة أكثر من مليون شخص إلى الخرطوم، بحسب الأمم المتحدة ، مما أنعش سوق السلع المحلية، لا تزال شبكات المياه والكهرباء خارج الخدمة.

قالت مجموعة سي تي سي، أكبر مورد زراعي في السودان ، في بيان لوكالة رويترز "تعرض مجمعنا الصناعي لأضرار جسيمة، فقد نُهبت أو دُمرت المباني والأنظمة الكهربائية والمعدات الحيوية".

وأضافت "نتوقع أن تعود خطوط الإنتاج للعمل قبل نهاية هذا العام".

فقد الجنيه السوداني أكثر من 80% من قيمته خلال النزاع، وتكافح الحكومة لجمع الإيرادات اللازمة لدفع رواتب الموظفين وشراء الإمدادات الأساسية مثل الأدوية.

إعلان

كما تضرر القطاع الزراعي الحيوي بشدة، وازدادت عمليات تهريب الذهب إلى خارج البلاد دون دفع الرسوم.

قال معاوية البرير، رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني، إن عدد المصانع التي عادت للعمل لا يزال محدودًا، وقدّر خسائر القطاع الصناعي بنحو 50 مليار دولار.

مصدر الصورة خريطة السودان (الجزيرة)

وأضاف "أكبر العقبات أمام إعادة تشغيل المناطق الصناعية هي الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود، والرسوم الجديدة المفروضة علينا"، وذلك خلال حديثه من مصنعه للأغذية والمشروبات.

أكثر من نصف سكان السودان هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو ما يعكس عمق الانهيار الاقتصادي.

قالت صفاء آدم، وهي عاملة في أحد المصانع "فقدنا كل شيء بعد اندلاع الحرب. عشنا ظروفًا لم نكن نتخيلها، أكلنا طعامًا منتهي الصلاحية، وأحيانًا لم نجده أصلًا".

لكنها أضافت "هربت من القتال، ثم عدت ووجدت عملًا. لدي الآن دخل ثابت من جديد".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار