أغلقت أسهم أوروبا عند مستوى قياسي مرتفع للجلسة الثانية على التوالي اليوم الخميس، بدعم من أسهم قطاع الصناعة والأسهم المرتبطة بالرقائق، كما ارتفعت المعنويات وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الشهر الجاري.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% ليسجل أعلى مستوى إغلاق، بعد أن حقق أيضا خلال الجلسة أعلى مستوى خلال التداولات اليومية. وارتفعت معظم البورصات الأوروبية، وتصدر المؤشر داكس الألماني المكاسب بصعوده 1.3%.
وقدمت أسهم الشركات الصناعية الدعم الأكبر للمؤشر بتسجيل مكاسب 1.5%، مع ارتفاع أسهم ذات ثقل على المؤشر مثل سيمنس 4.2% وشنايدر 2.3%.
وحققت أسهم التكنولوجيا قفزة بنسبة 2.3%، مقتفية أثر مكاسب حققتها الأسهم المرتبطة بالرقائق على مستوى العالم. وارتفعت المعنويات أكثر بعد أن وقعت شركتا سامسونغ للإلكترونيات الكورية الجنوبية وإس.كيه هاينكس خطابات أولية لتوريد رقائق ذاكرة لمراكز بيانات "أوبن إيه.آي".
وارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات 2.4%، مدعومة بمكاسب أسهم ستيلانتيس التي بلغت 8.3% بعد أن أظهرت بيانات السوق تحسن الاتجاه في مبيعات السيارات الجديدة للمجموعة في إيطاليا والولايات المتحدة .
ووسعت أسهم الرعاية الصحية مكاسبها من الجلسة السابقة بعد أن ساعدت صفقة بين الولايات المتحدة وفايزر بشأن أسعار الأدوية الموصوفة يوم الثلاثاء في تقليل بعض الضبابية في القطاع.
ويترقب المستثمرون أيضا أي تطورات متعلقة ب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والذي ربما يؤخر نشر بيانات مهمة عن الوظائف غدا الجمعة ويزيد من حالة الضبابية بشأن قدرة مجلس الاحتياطي الفدرالي ( البنك المركزي الأميركي) على تقييم حالة الاقتصاد.
وكانت احتمالات التيسير النقدي من جانب البنك المركزي الأميركي أحدث محفز للأسهم الأوروبية، إذ حققت أسهم قطاعي البنوك والصناعات أفضل أداء حتى الآن خلال العام الجاري.
ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، دفع تقرير ضعيف بشأن رواتب القطاع الخاص أمس الأربعاء توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر/تشرين الأول إلى 99%، ارتفاعا من نحو 86% قبل أسبوع.
وهوى سهم شركة إكسبيريان لبيانات الائتمان 4.2% بعد أن قالت شركة فيكو إنها ستطلق برنامج ترخيص مباشرا لخفض تكاليف قروض الرهن العقاري.
ويأتي صعود داكس الألماني بعد أداء بطيء في سبتمبر/أيلول الماضي ليسجل بداية مثالية لأكتوبر/تشرين الأول الجاري ويأمل كثيرون الآن أن يشكل ذلك أساسا لانطلاقة قوية في نهاية العام.
وذكر خبير الأسواق المالية أندرياس ليبكوف أن الآمال في مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية، منحت زخما جديدا لأسعار الأسهم في البورصات، مضيفا أن الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تحظى بطلب مرتفع بشكل خاص.
وأشار روبرت هالفر، رئيس قسم تحليل أسواق رأس المال في بنك "بادر بنك"، إلى أن التوقعات "عالية السقف" لبعض بنوك وول ستريت لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأميركي تعكس إيمانا راسخا بالآفاق غير المحدودة للذكاء الاصطناعي.
ورأى هالفر أن هذا لا يفيد فقط عمالقة أشباه الموصلات مثل إنفيديا، بل يستفيد منه أيضا مقدمو خدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وكذلك شركات البرمجيات والخدمات ومزودو حلول تخزين البيانات، نظرا للطلب الكبير على قدرات مراكز البيانات.
وخلال العام الجاري، حقق داكس مكاسب في الأسعار تزيد على 20%، في حين يقترب مجددا من أعلى مستوى قياسي له البالغ 639.24 نقطة والذي سجله في يوليو/تموز الماضي.