آخر الأخبار

الفدرالي الأميركي يتجه لخفض الفائدة وسط ضغوط ومخاوف

شارك

يشهد الاقتصاد الأميركي لحظة فارقة مع اقتراب مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) من إعلان أول خفض في أسعار الفائدة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي ومنذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤلياته مطلع العام الجاري.

ويأتي ذلك بعد أشهر من الجدل الحاد داخل الأوساط الاقتصادية وتبادل الضغوط بين البيت الأبيض والفدرالي، ويترقب المستثمرون القرار الذي سيحدد ملامح المرحلة المقبلة.

ويأتي الخفض المرتقب في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأميركي تراجعا في سوق العمل، وتباطؤا في النمو ، وتضخما ما يزال أعلى من الهدف المحدد، بينما لا يتوقف الرئيس ترامب عن توجيه انتقادات علنية لاذعة لرئيس الفدرالي جيروم باول ، متهما إياه بإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.

وسيكون قرار الخفض محوريا، لأنه يعكس ليس فقط الوضع الاقتصادي الراهن، بل أيضا مدى قدرة البنك المركزي على الحفاظ على استقلاليته في مواجهة التدخلات السياسية.

تفاصيل الخفض المرتقب

ومن المتوقع أن يعلن الاحتياطي الفدرالي اليوم الأربعاء خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصبح في نطاق بين 4% و4.25%، وهو المستوى الأدنى منذ أواخر عام 2022، ويمثل القرار بداية دورة جديدة من التخفيضات التدريجية خلال الأشهر المقبلة، في محاولة لخفض تكاليف الاقتراض عبر الاقتصاد الأميركي.

لكن الخفض يحمل أيضا دلالات مقلقة، إذ يعكس "توافقا متزايدا داخل الفدرالي بأن سوق العمل المتعثر يحتاج إلى دفعة عبر أسعار فائدة أقل". ومع ذلك، لا يُتوقع أن يُرضي القرار ترامب، الذي يطالب بخفض أكبر بكثير ليصل إلى حدود 1%.

مصدر الصورة الفدرالي الأميركي يواجه ضغوطا سياسية واقتصادية متزامنة مع أول خفض للفائدة منذ العام الماضي (رويترز)

التضخم والوظائف في قلب الجدل

وتراجع التضخم الذي دفع الفدرالي إلى رفع الفائدة عام 2022 بشكل كبير، لكنه لا يزال فوق المستوى المستهدف عند 2%. فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 2.9% خلال 12 شهرا حتى أغسطس/آب، وهو أسرع وتيرة منذ يناير/كانون الثاني. إلا أن العامل الحاسم كان التراجع في سوق العمل، إذ سجّلت الولايات المتحدة مكاسب ضعيفة في الوظائف في يوليو/تموز وأغسطس/آب، وخسارة صافية في يونيو/حزيران، هي الأولى منذ عام 2020.

إعلان

وقالت سارة هاوس، كبيرة الاقتصاديين في بنك ويلز فارجو: "الأمر يتلخص في سوق العمل والتدهور الذي شهدناه خلال الأشهر القليلة الماضية"، مضيفة أن الفدرالي "يدرك أن سوق العمل عندما يتغير، فإنه يتغير بسرعة كبيرة".

ضغوط ترامب وتصاعد المخاوف

ولم يتوقف ترامب عن انتقاد رئيس الفدرالي جيروم باول، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "متأخر جدا. يجب خفض أسعار الفائدة الآن، وبشكل أكبر مما خطط له. الإسكان سيزدهر!!!". ووصف باول بأنه "غبي حقيقي"، متهما إياه بعرقلة الاقتصاد.

وإلى جانب تصريحاته، مارس ترامب ضغوطا مباشرة على استقلالية الفدرالي، إذ عيّن ستيفن ميران، رئيس مجلسه الاقتصادي، في عضوية البنك قبل الاجتماع الحالي، وهدد بإقالة باول، كما يخوض معركة قانونية لإقالة العضوة ليزا كوك، ويرى منتقدون أن هذه الخطوات تمثل "هجوما غير مسبوق على استقلالية الفدرالي".

ومع ذلك، يرى خبراء السوق أن القرار كان سيتخذ بغض النظر عن الضغوط السياسية، وقال آرت هوغان، كبير إستراتيجيي السوق في مؤسسة "بي رايلي ويلث": "سياسات الرئيس هي التي تخلق الظروف الاقتصادية التي تجبر الفدرالي على التحرك، أما حملته الدعائية للضغط على البنك فأعتقد أنها لم يكن لها أي تأثير".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار