آخر الأخبار

هل سخرت "سواتش" من الآسيويين؟ الشركة تعتذر عن إعلان "عيون مائلة" بعد ضجة في الصين

شارك

اعتذرت شركة صناعة الساعات السويسرية "سواتش" وسحبت إعلانًا يظهر موديلًا يسحب زوايا عينيه، بعد أن أثار هذا المشهد غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. وقد اعتبر المنتقدون أن هذه الحركة تشبه الإيماءة العنصرية "العيون المائلة" التي استخدمت تاريخيًا للسخرية من الآسيويين.

تعالت دعوات لمقاطعة منتجات " سواتش " على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بعد انتشار الإعلان بشكل واسع.

انخفضت أسهم الشركة بنسبة تصل إلى 2.7% في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، قبل أن تُقلص خسائرها إلى حد ما، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

الشركة تعتذر

وفي اعتذار نُشر باللغتين الصينية والإنجليزية على حسابها الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي "ويبو" يوم السبت، قالت "سواتش" إنها "علمت بالمخاوف الأخيرة" وحذفت جميع المواد ذات الصلة في جميع أنحاء العالم.

وقال البيان: "نعتذر بشدة عن أي ضيق أو سوء فهم قد يكون سببه هذا الأمر". كما نشرت الاعتذار نفسه على إنستغرام.

انتكاسة للشركة

ومع ذلك، لم يخفف الاعتذار من حدة الانتقادات، حيث أعرب مستخدمو تطبيق "ويبو" الصيني للتواصل الاجتماعي عن شعورهم بأن الشركة مهتمة فقط بأرباحهاً، ودعوا إلى مقاطعتها كنوع من الاحتجاج على التمييز الموجه ضد الشعب الصيني.

تُعدّ الانتقادات الموجهة للإعلان أحدث انتكاسة لشركة انخفضت أسهمُها بأكثر من النصف منذ أوائل عام 2023، وتواجه الآن رسومًا جمركية بنسبة 39% على صادراتها إلى الولايات المتحدة.

اعتمدت سواتش، التي تُصنّع أيضًا ساعات أوميغا ولونجين وتيسو، على الصين وهونغ كونغ وماكاو في حوالي 27% من مبيعات المجموعة العام الماضي.

انخفضت إيرادات شركة صناعة الساعات بنسبة 14.6% لتصل إلى 6.74 مليار فرنك سويسري (8.4 مليار دولار - 7.19 مليار يورو) في عام 2024، متأثرةً بانخفاض الطلب في الصين، حيث قالت "سواتش" إنها تشهد "ظروفًا سوقية صعبة باستمرار وضعفًا في الطلب على السلع الاستهلاكية بشكل عام".

ضغوطات متزايدة

خلال الأسبوع الماضي، سلّط تقرير جديد، نشرته شبكة "بلومبرغ"، الضوء على التحديات المتفاقمة التي تواجه شركة “سواتش” السويسرية حيث باتت تعاني من مجموعة من الأزمات، في مقدمتها تباطؤ المبيعات في الصين ، والرسوم الجمركية المفروضة على الساعات السويسرية من قبل الولايات المتحدة، في الوقت الذي تشهد السوق العالمية تحوّلات عميقة في طبيعة الطلب على الساعات.

ويعود تاريخ مسيرة "سواتش" إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حين نجحت هذه العلامة في إنقاذ صناعة الساعات السويسرية من الانهيار في أعقاب "ثورة الكوارتز" القادمة من اليابان، عبر طرح ساعات ملونة، منخفضة التكلفة وذات طابع فني يستهوي شريحة جديدة من المستهلكين، الذين رأوا في هذه الساعات أداة للموضة أكثر من كونها أداة للقياس الزمني.

لكن، حسب ما أوضحته "بلومبرغ"، فإن هذه الاستراتيجية التي أنقذت "سواتش" في الماضي، قد تكون نفسها اليوم مصدر أزمتها، في ظل انحسار الطلب على الساعات الاقتصادية لصالح الساعات الذكية والهواتف، وبروز الساعات الفاخرة كمحرّك أساسي لنمو القطاع.

السوق الصيني والرسوم الجمركية

تشكل السوق الصينية أحد أبرز التحديات الحالية أمام الشركة، إذ بلغت مساهمتها في مبيعات “سواتش” عام 2024 نحو 27 بالمائة. لكن تباطؤ الإنفاق الفاخر في هذا البلد ألحق ضررًا بالغًا بالشركة مقارنة بمنافسيها، رغم أن “سواتش” أشارت في بيانات حديثة إلى وجود مؤشرات على تعافٍ تدريجي، وإن كان بطيئًا.

وعلى الجانب الآخر، تعاني الشركة من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات السويسرية بنسبة 39 بالمائة، مما زاد في كلفة التوزيع في السوق الأمريكية، وحدّ من قدرة الشركة على تعديل الأسعار في ظل التباطؤ الاقتصادي الراهن.

ومع تزايد الضغوط دعا عدد من المستثمرين الشركة إلى التركيز بشكل أكبر على الفئة الفاخرة، باعتبارها المسار الأكثر ربحية اليوم. ومن أبرز هؤلاء المستثمر الأمريكي ستيفن وود، مؤسس شركة GreenWood Investors، الذي خاض حملة للفوز بمقعد في مجلس إدارة “سواتش”، إلا أنه لم ينجح. غير أن تحركه كشف عن حجم القلق داخل الأوساط الاستثمارية بشأن مستقبل الشركة.

لكن عائلة “حايك”، التي تسيطر على أكثر من 40 بالمائة من حقوق التصويت داخل الشركة، أكدت تمسّكها برؤية متوازنة لا تقتصر على إنتاج الساعات للأثرياء فقط، بل تسعى للحفاظ على روح “سواتش” كماركة شعبية وشابة.

في المقابل، لا تزال سواتش قادرة على اختطاف الأضواء بين الحين والآخر، كما حدث عام 2022 عند إطلاق ساعة MoonSwatch، وهي نسخة منخفضة الكلفة مستوحاة من تصميم ساعة “سبيدماستر” التي ارتدتها بعثات “أبولو” إلى القمر. وقد حققت هذه الساعة حققت مبيعات تجاوزت المليون قطعة، إلا أن الشركة لم تنجح في تكرار هذا النجاح في منتجات أخرى.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار